"سر الظلام المفقود"
كانت الرحلة نحو "الظلام المفقود" مليئة بالتحديات والمخاطر، فالممرات الضيقة والمظلمة تبدو وكأنها تتحرك حولهم، والأصوات الغريبة تتردد في أعماق الغابات كالنداء من عالم آخر.
وصلوا أخيرًا إلى مدخل الممر السري الذي يؤدي إلى "الظلام المفقود". لحظة التردد سادت، ولكن فضولهم ورغبتهم في معرفة الحقيقة أعمتهم عن مخاطر السير في طريق الظلام.
بدأوا السير في الممر، وكلما تقدموا، زادت الظلامية حتى أن الضوء بات يتلاشى خلفهم، ومعه كل شيء آخر، حتى الأمل.
وفجأة، وصلوا إلى قاعة كبيرة تبدو وكأنها قلب "الظلام المفقود". كانت الجدران مغطاة برموز غريبة ونقوش مزينة بألوان متلاحقة تنبض بالحياة في الظلام. وفي المنتصف، كان هناك ما يشبه حجرة مضاءة، وداخلها شيء ما ينبض بضوء أخضر متلألئ.
دخلوا الحجرة بترقب وتوتر، وما وجدوه هناك كان أكثر مما كانوا يتوقعون، فلم يكن هناك سوى مرآة عتيقة ترمقهم بعيون الظلام.
وبينما كانوا يحاولون فهم الرموز المكتوبة على الجدران، شعروا بوجود شيء يقترب منهم من وراء المرآة، شيء لا يمكن وصفه، شيء يتحرك في الظلام المظلم، ومع كل خطوة يزداد حجمه وقوته
بينما كانوا يتأملون في المرآة، شعروا بالرعب يتسلل إلى قلوبهم، حيث بدأت الأشياء تتغير في الغرفة من حولهم. تلاشى الضوء الأخضر الساطع واستبد الظلام الدامس بالمكان، وتحولت الرموز على الجدران إلى صرخات من الألم واليأس.
فجأة، انعكست صورة مرعبة على المرآة، شكل ظلامي بلا وجه يتسلل نحوهم، يمتزج مع الظلال بشكل لا يمكن تصوره. تلاشت الجرأة من قلوب المغامرين، ولكن كان الأمر متأخرًا، فقد غلبهم الظلام المفقود.
اختفوا داخل الظلام، وبقيت أصداؤهم تتردد في الغابات المظلمة كهمسات مفزعة، تحذر أي شخص آخر من الاقتراب من "الظلام المفقود".
ومنذ ذلك اليوم، لم يعرف أحد مصير تلك المجموعة المغامرة، وظل "الظلام المفقود" يبقى سرًا مظلمًا يخيم على تلك الغابات، يتحرك مع كل همسة، ويتغذى على كل شجاعة تجرؤ على اكتشافه.
تعالت الهمسات في الغابات المظلمة، وكأنها تروي قصة المجموعة المفقودة، وكل من يسمعها يشعر برعب يجتاح كيانه.
وفيما يمضي الزمن، تظل الأسرار المظلمة تحيط بـ "الظلام المفقود"، ويبقى سره محفوظًا في أعماق الغابات كشيء لا يمكن الوصول إليه. ولكن بين الحين والآخر، يظهر بعض الجرأة الجديدة التي تسعى للكشف عن حقيقته، وكلما اقتربت تلك الجماعات المغامرة من الغموض، كلما اختفت داخل أفواه الظلام، لتُصبح جزءًا من "الظلام المفقود" الذي يتغذى على فضول البشر.
وما زالت الهمسات تتردد في الليالي الهادئة، تحذر وتنبه، وتخبر عن الأرواح المفقودة التي تنضم إلى جحيم "الظلام المفقود"، لتظل الغابات تشهد للأبد بسر هذا الظلام المخيف، الذي يبقى محفورًا في تاريخ تلك الأراضي الملعونة.
هكذا تبقى قصة "الظلام المفقود"، رمزًا للرعب والغموض، تحتفظ به الغابات ككنز منسي، ينتظر مغامرين جدد ليكتشفوا سره المظلم وينضموا إلى صفوف المفقودين في عالم الظلام