الطالب الجامعي ونهايته
باسم الله الرحمن الرحيم،
في ليلة ذات قمر بهي، كان طالب جامعي يدعى أحمد يسير وحيدًا في طرقات الحرم الجامعي. كان الحرم خاليًا تمامًا، وكانت الأضواء الخافتة والرياح الباردة تُشعر أحمد بالخوف والارتباك.
فجأة، سمع أحمد أصوت خطوات تقترب منه. كان القلق يعصف به، وبدأ يسرع خطواته. ولكن كلما ازداد سرعته، ازداد صوت الخطوات اقترابًا منه. نظر خلفه ولكن لم يَر أحدًا.
توقف أحمد وحاول أن يتحكم في نبضات قلبه المتسارعة. شعر بوجود شيء ما يراقبه، فالهواء كان ثقيلًا والظلام دامسًا. ثم سمع صوت خشخشة أوراق، كأن شخصًا ما يقترب منه.
ارتعد أحمد وبدأ يركض بكل قوته، ولكن الخطوات تلاحقه. وفجأة، انطفأت الأضواء في الحرم الجامعي، وسيطر الظلام التام. أحس أحمد بوجود كيان ما يلاحقه، يتحرك بهدوء وخبث.
لم يعد أحمد قادرًا على الركض، فقد أصابه الإرهاق والخوف. ثم سمع صوت خطوات تقترب منه ببطء، وكأنها تلذذ بخوفه. ارتعد أحمد عندما شعر بنفس ساخن على رقبته.
أصيب أحمد بالرعب والخوف الشديد عندما شعر بنفس ساخن على رقبته. لم يستطع التحرك أو الصراخ، فقد شله الذعر. في تلك اللحظة، سمع صوتًا خافتًا همس في أذنه:
“لا تخف يا بني، أنا لن أؤذيك.”
كان الصوت غريبًا وخافتًا، لكن في نفس الوقت هادئًا ومطمئنًا. أحس أحمد بأن هناك شيئًا غير طبيعي في المكان، ولكن الصوت لم يبعث في نفسه الخوف.
ثم أضاف الصوت: “أنا روح هذا المكان. لقد ضللت طريقك إلى هنا في هذه الساعة المتأخرة. دعني أرشدك إلى مخرج الحرم بأمان.”
وفجأة، انبثقت ضوءٌ خافت من الصوت، فتبين لأحمد أنه كيان شبح أبيض يتحرك أمامه ببطء. شعر أحمد بالارتياح والطمأنينة تسري في جسده عندما رأى هذا الكيان الروحاني.
أخذ الشبح يتحرك أمام أحمد، وكأنه يقوده إلى الخروج. وبالفعل، وصل أحمد بسلام إلى البوابة الرئيسية للحرم الجامعي. نظر خلفه ولكن لم يرَ الشبح مرة أخرى.
تنفس أحمد الصعداء وشكر الله على نجاته. ربما كان ذلك الكيان الروحاني حارسًا لهذا المكان، يساعد الضالين على الخروج منه بسلام. لن ينسى أحمد هذه التجربة الغريبة طوال حياته.