صرخة الأشباح من تحت الأرض: سرّ القلعة المسكونة
تُعدّ قصص الرعب من أكثر أنواع الأدب شعبيةً، فهي تُثير مشاعر الخوف والترقب لدى القارئ، وتُغرقه في عوالم غامضة مليئة بالأسرار والمخاطر.
قصص رعب من وحي الخيال:
صرخة من تحت الأرض
في قرية نائية، عاشت عائلة مكونة من أب وأم وطفلين في منزل قديم بُني على أنقاض قلعة قديمة. لم يهتم أحد بسكان القرية بقصص الأشباح التي تحيط بالقلعة، معتبرين إياها خرافات لا أساس لها من الصحة.
لكن تلك العائلة كانت مختلفة. فمنذ ليلة وصولهم إلى المنزل، بدأت تحدث أحداث غريبة ومخيفة. كان الابن الصغير، ياسر، يستيقظ ليلاً على أصوات خافتة قادمة من تحت الأرض، كأنّ أحدًا يبكي بحرقة.
في البداية، تجاهل والداه الأمر، معتقدين أنّها مجرد أصوات الرياح أو الحيوانات. لكن مع مرور الوقت، ازدادت حدة الأصوات، وبدأ ياسر يرى أشباحًا بيضاء تتجول في المنزل ليلاً.
وذات ليلة، لم يتمكن ياسر من النوم من شدة الخوف. اقترب من فتحة في الأرضية كانت مغطاة بسجادة قديمة، وفجأة، سمع صرخة مدوية قادمة من الأسفل.
سقط ياسر مغشيًا عليه من شدة الرعب. عندما استيقظ، وجد نفسه ممددًا على سريره، ووالديه يقفان بجانبه بقلق. لم يتذكر ياسر ما حدث بعد سماع الصرخة، لكنّه شعر ببرودة غريبة تسري في جسده.
في اليوم التالي، قرر والد ياسر التحقق من مصدر الصراخ. رفع السجادة عن الفتحة في الأرضية، ونزل بحبل إلى أسفل.
لم يمر وقت طويل حتى سمع والد ياسر صراخًا آخر، هذه المرة كان أقوى وأكثر وضوحًا. صعد والد ياسر مسرعًا من الحفرة، شاحبًا ومرتجفًا.
رفض والد ياسر إخبار عائلته بما وجده، لكنّه أصبح أكثر قلقًا وتوترًا. في تلك الليلة، بينما كان الجميع نائمين، نهض ياسر من سريره وتوجه نحو الفتحة في الأرضية.
نظر ياسر إلى أسفل، ورأى ضوءًا خافتًا يتصاعد من الحفرة. شعر ياسر بفضول غريب يدفعه إلى النزول.
ربط ياسر حبلًا حول خصره، ونزل بحذر إلى أسفل. وجد ياسر نفسه في سرداب مظلم مليء بالعظام. وفجأة، ظهر شبح أبيض أمامه، وبدأ يصرخ بصوت مخيف: "لماذا أيقظتني؟ لقد كنت نائمًا لقرون!".
هرب ياسر مذعورًا صاعدًا إلى أعلى، تاركًا الحبل وراءه. عندما وصل إلى السطح، أغلق الفتحة بإحكام، ولم يخبر أحدًا بما حدث.
منذ تلك الليلة، لم يسمع أحد صرخات الأشباح مرة أخرى. لكن ياسر لم ينسَ أبدًا ما رآه في السرداب، وظل ذلك السر يطارده طوال حياته.