لا يمكنك الهرب من الليل
في إحدى الايام الداكنه ، كان "ايمن" يسير في طريقه إلى المنزل بعد قضاء أمسية مع أصدقائه. كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والشارع كان خالياً تماماً. كان يسمع فقط صوت الرياح القوية التي تصفر بين الأشجار العالية.
بينما كان يسير، شعر فجأة بقشعريرة تسري في جسده. التفت حوله ولكنه لم يرَ شيئاً. استمر في المشي، محاولاً تجاهل الشعور بالخوف الذي بدأ يتسلل إلى قلبه. بعد بضع دقائق، شعر بأن هناك شخصاً يراقبه. كان الظلام يلف كل شيء، لكنه استطاع أن يلمح ظلاً يتبعه من بعيد.
كانت ضربات قلبه وكانه في سباق لا ينتهي. لكن كلما زاد سرعته، شعر بأن الظل يقترب أكثر. قرر "عمر" أن يستدير ويواجه ما يطارده. عندها، رأى شيئاً مرعباً. كان الظل يبدو ككائن غير بشري، بعيون متوهجة ووجه مشوه.
توقف قلبه فجأه، ثم اندفع يركض بكل قوته نحو منزله. كان يسمع صوت الخطوات الثقيلة تقترب منه، وصوت أنفاسه المتسارعة يملأ الهواء. وصل إلى باب منزله بسرعة وبدأ يبحث عن مفاتيحه بجنون. عندما وجدها وأدخلها في القفل، شعر بيد باردة تلامس كتفه.
صرخ "عمر" بصوت عالٍ واستدار بسرعة، لكنه لم يرَ شيئاً. فتح الباب بسرعة ودخل إلى المنزل، ثم أغلقه خلفه بقوة. وقف للحظة محاولاً تهدئة نفسه، لكنه لم يستطع التخلص من الشعور بالخوف الذي سيطر عليه.
في الداخل، كانت الأضواء مطفأة وكل شيء هادئ. توجه إلى غرفة نومه بسرعة، لكنه قبل أن يصل إليها، سمع صوتاً غريباً يأتي من المطبخ. كان صوت أشياء تتساقط وتحطم. تجمد في مكانه، ثم قرر أن يتحقق من الأمر.
توجه مسرعا نحو المطبخ ، وكانت عيناه تبحثان في الظلام. فجأة، رأى كائنًا غريبًا يقف في الزاوية. كان الكائن يشبه ذلك الظل الذي تبعه في الشارع، بعيون متوهجة ووجه مشوه. بدأ "عمر" يتراجع ببطء، ولكن الكائن بدأ يقترب منه.
فجأةواذ في لحظو انقطعت التيار الكهربي واصبح كل المنزل في ظلام دامس. شعر "عمر" بالخوف يسيطر عليه بالكامل، وبدأ يتراجع بسرعة محاولاً الهروب. لكنه اصطدم بشيء صلب وسقط على الأرض. عندما حاول النهوض، شعر بيد باردة تمسك بقدمه وتسحبه ببطء نحو الظلام.
صرخ بكل قوته، محاولاً الإفلات، لكن اليد كانت قوية للغاية. فجأة، سمع صوت همسات غريبة تملأ الغرفة، وصوت ضحكات مرعبة تتردد في أذنيه. بدأ يشعر بأنه يفقد الوعي، وكل شيء حوله بدأ يختفي في الظلام.
استيقظ "عمر" في المستشفى بعد عدة ساعات. كان مضطرباً ومتعباً، ولم يستطع تذكر كل ما حدث بوضوح. قال له الأطباء إنهم وجدوه فاقداً للوعي في منزله، وأنه تعرض لانهيار عصبي حاد.
حاول "عمر" أن يشرح لهم ما حدث، لكن لم يصدقه أحد. قالوا له إن ما رآه كان مجرد هلوسات بسبب التعب والإجهاد. لكن "عمر" كان يعلم أن ما رآه كان حقيقياً. كان يعلم أن هناك شيئاً ما في الظلام، ينتظره، ولن يتركه بسلام.