فى ليلة الخميس
تنتظر زوجها بلهفه فقد اعدت كل شئ لهذه الليلة ، إنها ليلة الخميس تنتظرها من الأسبوع للآخر كما اعتاد غالبية المتزوجين على هذا الروتين الخميسى .
شعرت بالتوتر فقد تجاوزت الساعه الحادية عشر وزوجها لم يرجع بعد ، “ ان هذا ليس من عادته ” قالت لنفسها : ولكنها سرعان ما عادت لهدوئها محدثة نفسها “ لابد أنه ذهب للإطمئنان على والدته سأنتظر قليلا بعد من المؤكد سيرجع قريبا ”
فاتت ساعتين فقد تجاوزت الآن الواحده صباحا وكلما حاولت الإتصال به يكون الهاتف إما مغلق أو مشغول ، عندها احست بأن مكروه ما قد أصابه ، حاولت الاتصال بأخيه… ولكنه لم يجب أيضا ، بدأ الأمر يزيد على حده من التحمل .
بدلت ملابسها وأطفت الشموع وخرجت تبحث عنه ، لم تكن تعرف أين يمكن أن يكون ؟ ولكن أول ما خطر ببالها “ لربما هو عند والدته ولم ينتبه للوقت ، آاه يا حماتى لم لا تريدين الحصول على هاتف كنتى ارحتى الجميع ”
اتجهت لمنزل حماتها ، وعندما وصلت لاحظت وجود اعمدة إضاءات ملونه وعمال يجمعون فراشتهم وكأنه كان هناك احتفال ما ؛ لم تهتم لكل هذا فقد كان كل اهتمامها هو زوجها ، اتجهت للأعلى لشقة حماتها ، وعندما وصلت أمام الباب سمعت كثير من الأصوات بالداخل ، مع وجود أكاليل الزهور التى تزين الباب مما توحى بوجود عرس أو حفل خطبة .
بحسن ظن منها قالت : “ لربما كان هناك عرس عند أحد الجيران ، ولأن حماتى صلتها بالجيران طيبه من المؤكد انها ساعدت معهم واستقبلت بعض المدعوين ببيتها ، ومن المؤكد أيضا أن زوجى ضل معها لأنه طبيعى لا يستطيع الذهاب وترك أغراب بمنزل والدته ” .
طرقت الباب اكثر من مرة إلى أن انتبه لها أحد من الداخل وفتح الباب ، دخلت إلى داخل الشقه وهى مبتسمه وعيناها على حماتها التى بادلتها النظرات ولكنها لم تبتسم بدورها بل كانت نظرات استغراب ، وقلق .. ولكنها سرعان ما ادركت الموقف وذهبت اليها وسلمت عليها بابتسامه مصطنعه “ماذا بك عزيزتى لماذا أتيت بهذا الوقت المتأخر؟ ” سألتها بنبرة توتر وكأنها تحاول بشدة أن تخفى شئ ما .
" أنا فقد اتيت بتحثة عن زوجى ، ولكن عندما رأيت الحتفال والناس فهمت أنه كان معك كى لا تكونى بمفردك وسط غرباء ، ولذلك يا حماتى العزيزة أنا أيضا سأضل معك………
وأثناء حديثها سمعت صوت ضحك من خلفها تعرفه جيدا .. إنه .. إنه زوجها ، استدارت ولكنها وقفت لا تعرف ، ولا تفهم ، ولا تستوعب .. ماذا يحدث .
“حبيبى لماذا ترتدى بذلة العريس ؟! وهذه.. لم ترتدى بذلة العروس ؟! ما الذى يحدث هنا….” سألت وهى تصرخ : حبيبى هيا بنا دعنا نذهب لبيتنا ، لمنزلنا ، اتعرف انها ليلة الخميس فقد زينت المنزل وجهزت العشاء والشموع الحمراء كما تحبها انت ، هيا … هيا بنا ودعك من هذا العرس ؛ أين العريس ؟ وكيف يتركك هنا مع عروسته ؟! …. أنا لا أهتم عزيزى هيا نرجع لمنزلنا الهادى الجميل ".
تحدثت وهى تمسك ذراعه وتزرف الدموع معلنة عدم قبولها ، أو تصديقها لأى شئ تراه ، فهو لها ، حبيبها ، ونيسها ، عشيقها .. تثق فيه انه مستحيل أن يخونها فقد أخبرها بهذا كثيرا ( أنها حبه الوحيد ، ومها حدث لن يستبدلها او يجرحها ويتزوج عليها ) كيف هذا الآن .
ولكنها افاقت عندما سحب ذراعه من بين يديها وقال لها : انها فعلا ليلة الخميس ( ليلة عرسى )