مغامرات  البيت الملعون

مغامرات البيت الملعون

0 المراجعات

كان يا مكان 

في إحدى الليالي الباردة والشتوية، تقرر مجموعة من الأصدقاء المغامرين قضاء عطلة نهاية الأسبوع في كوخ قديم مهجور على أطراف الغابة. كان الكوخ معروفًا بين أهل البلدة بالبيت الملعون، وتدور حوله العديد من القصص المرعبة. لكن الأصدقاء، بقيادة توم الجريء، اعتقدوا أن تلك القصص مجرد خرافات.

عند وصولهم إلى الكوخ، كان الظلام قد حل والغابة تبدو أكثر وحشية. كانت الرياح تعصف والأشجار تصدر أصواتًا مخيفة. توقفوا أمام الكوخ وأشعلوا مصابيحهم، محاولين الشعور بالأمان. كان الكوخ يبدو قديمًا ومهترئًا، بألواح خشبية متآكلة ونوافذ مكسورة.

دخل الأصدقاء الكوخ وبدأوا بإعداد المكان لقضاء الليل. أشعلوا النار في المدفأة، وجلسوا حولها يحكون القصص ويتناولون الطعام. بعد العشاء، اقترح توم أن يستكشفوا الطابق العلوي حيث يُقال إن أشباح سكانه السابقين تتجول.

صعدوا السلم المتهالك بحذر، وفتحوا باب غرفة النوم الرئيسية. كانت الغرفة مظلمة، والهواء باردًا بشكل غير طبيعي. فجأة، سمعوا صوت خطوات خافتة تأتي من السقف. نظروا إلى بعضهم البعض بعيون واسعة من الخوف، لكن توم، محاولًا أن يكون شجاعًا، قال إن الأمر مجرد حيوانات برية.

استمروا في استكشاف الغرف، وعندما وصلوا إلى آخر غرفة، وجدوا بابًا صغيرًا مخفيًا خلف خزانة قديمة. كان الباب يقود إلى قبو تحت الأرض. بالرغم من ترددهم، قرروا فتح الباب والنزول إلى القبو.

كانت رائحة العفن والرطوبة تملأ المكان. بدأوا في تفحص الجدران والأرضية، وفجأة سمعوا صوت أنين خافت يأتي من الزاوية المظلمة. اقتربوا ببطء، وأضواء مصابيحهم ترتعش، ليكتشفوا صندوقًا خشبيًا قديمًا.

فتحوا الصندوق بحذر، ووجدوا داخله مذكرات قديمة وصورًا لسكان الكوخ السابقين. كانت الصور تظهر وجوهًا مشوهة ومخيفة، وعليها علامات وكلمات غير مفهومة. بدأت أصوات الأنين تزداد قوة، وبدأت جدران القبو تهتز.

فجأة، انطفأت المصابيح، وعم الظلام المكان. شعر الأصدقاء ببرودة شديدة، وبدأت أيادٍ غير مرئية تجذبهم نحو الجدران. حاولوا الهروب، ولكن الأبواب كانت مغلقة بإحكام. في تلك اللحظة، ظهرت أمامهم أشباح السكان السابقين، وجوههم مشوهة وأعينهم تحترق بالغضب.

بدأ الأصدقاء يصرخون ويحاولون الفرار، ولكن الأشباح كانت تحاصرهم من كل جانب. توم، محاولًا إيجاد مخرج، تذكر قصصًا عن كيفية تهدئة الأرواح الغاضبة. بدأ يقرأ بصوت عالٍ من المذكرات القديمة، محاولًا تلاوة التعويذات المكتوبة فيها.

تدريجيًا، بدأت الأشباح تتلاشى، والأبواب تفتح ببطء. استجمع الأصدقاء قوتهم وهربوا من الكوخ، وهم يلهثون. لم يتوقفوا حتى وصلوا إلى البلدة، حيث حذروا الجميع من الاقتراب من البيت الملعون.

ظل الأصدقاء يتذكرون تلك الليلة المرعبة، وأقسموا ألا يعودوا أبدًا إلى الكوخ. وأصبحوا يحكون قصتهم لكل من يريد سماعها، ليحذروا الآخرين من مخاطر استكشاف الأماكن المهجورة التي قد تكون مسكونة بأرواح غاضبة تبحث عن الانتقام.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

11

متابعين

9

متابعهم

1

مقالات مشابة