الإستتياس والإستضواق , مناصفة الخليفة ,الـطـبيب

الإستتياس والإستضواق , مناصفة الخليفة ,الـطـبيب

0 المراجعات

الإستتياس والإستضواق

كان من عادة العرب عندما يرون إمرأة «مسترجلة» أن يتمثلوا بالمثل : استتیست الشاة، أي غدت الشاة تيسا، كما كان من عادتهم عندما يرون رجلا «متأنثـا» أن يقولوا «استنوق الجمل» أي غـدا الجمل ناقة، والرجال عندهم للصبر على الملمات والعزاء، اما النساء فالبكاء عند وقوع المصائب، يقول شاعرهم : للبكاء النساء عند الرزايا  *** ولحسن العزاء فيها الرجال

  ولعل أطرف ما قرأت في هذا الباب ما حكـم به الفرزدق عندما قال له أعرابي : هل سمعت یا فرزدق ؟

الفـرزدق : مـاذا ؟

الأعرابي : إن إبنة فلان تقول الهجاء.

الفرزدق : إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فلتذبح. .

وإن أنس فإنني لأنس في حيـاتي جاري السمان «أبـو سعيد» الـذي كان ينتفض كالديك المجروح عندمـا يقال له : إن زوجة فلان تقوده من أنفه فيجيب : سنة المحل تفز العنزة على الفحل. 

ولا أدري ماذا سيكون رد فعله لـو أنني قصصت عليه قصة سقراط مع زوجته عندما شنعته بأفذع الشتائم فصمت، ثم قامت إلى طست ممتليء بالماء فسكبتـه على رأسه، فقـال لها برباطة جـاش وبرودة

اعصاب : كنت تبرقين وترعدين أما الآن فقد أمطرت !!

الإستتياس والإستضواق , مناصفة الخليفة ,الـطـبيب

 

 مناصفة :

كان للمتوكل حاجب طروب فدخل عليه وهو يقهقه، ولما سأله عما يضحكه قال : 

- رأيت «المخازلي» في الطريق، وقد قـص علي ما أضحكني.

قال الخليفة علي به

فذهب الحاجب إلى المخازلي وقال له :

- الخليفة يطلبك لتضحكه وليكن ما تصيبه مناصفة.

ولما دخل «المخازلي» على الخليفة قال له :

- إذا أضحكتني وفـرجت مـا بي أعطيتك خمسمئـة دينـار، وإن لم تضحكني ضربتك عشرين سـوطـا ! لكن «المخـازلي» لم يقـو على إضحاك الخليفة، مما أستـوجب عقابه، ولما انتهى الجلاد إلى السوط العاشر استنجد مستمهلا ليقول كلمة، ولما استجيب طلبه قال :

- إن لي شريكا اشترط على اخــــذ نـصـف ما أصيبه، وهو ينتظر عـلى الـبـــاب.

الـطـبيب

زعموا أنـه كان في بعض المدن، طبيب لـه رفق وعلم، وكـان ذا فطنة فيما يجري على يـده مـن المعـالجات، فكبر ذلك الطبيب، وضعف بصره، وكان لملك تلك المدينة ابن وحيـد، فأصابه مرض، فجيء بهذا الطبيب، فلما حضر سأل الفتى عن وجعه ومـا يجد، فأخبره، فعرف داءه ودواءه وقـال : لو كنت أبصر لجمعـت الأخلاط، على معرفتی باجناسها،. ولا اثق في ذلك باحـد غيري. وكان في المدينة رجل جاهل،

فبلغه الخبر، فأتاهم، وادعى علم الطب، واعلمهم إنه خبير بمعـرفة إخلاط الأدوية والعقاقير، عارف بطابع الأدوية المركبـة والمفردة.

فأمره الملك أن يدخل خزانة اللأدوية، فيأخذ من اخلاط الدواء حاجة، فلما دخل الجاهل الخزانة، وعرضت عليه الأدوية، ولا يدري ما هي، ولا له بها معـرفة، اتخذ في جملـة ما أخـذ منها، صرة فيها سـم قاتل لوقته، ودافه بالأدوية ، ولا علم له به، ولا معرفة عنده بجنسه، فلما تمت إخلاط الأدويـة سقى الفتى منـه، فمات لوقته، فلما عـرف الملك ذلك دعا بالجاهل، فسقاه من ذلك الدواء، فمات من ساعته.

 

 

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

87

متابعين

13

متابعهم

7

مقالات مشابة