لعنه المنزل القديم
في قرية نائية محاطة بالغابات الكثيفة والأساطير القديمة، كان هناك منزل قديم مهجور يُعرف بأنه "منزل الشياطين". كانت الأساطير تتحدث عن أرواح شريرة تسكن فيه، وعن سكان القرية الذين اختفوا في ظروف غامضة بعد دخولهم هذا المنزل. رغم تحذيرات القرويين ومخاوفهم، كان هناك شاب شجاع اسمه عمر، قرر الكشف عن حقيقة تلك الأساطير المخيفة.
عمر، الذي كان مغامرًا بطبعه ومؤمنًا بالعلم والمنطق، قرر أن يبقى في المنزل ليلة واحدة ليكتب تقريرًا علميًا يكشف عن الحقيقة وراء الظواهر الخارقة. استعد بمعداته اللازمة ومصباحه القوي، ودخل إلى المنزل مستعدًا لمواجهة أي شيء.
في ليلته الأولى في المنزل، كانت الأمور هادئة وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر. استكشف عمر كل زاوية وغرفة في المنزل، ولكن لم يجد أي دليل على وجود أرواح أو شياطين كما تقول الأساطير. بينما كان يجلس في غرفة الجلوس في الطابق السفلي، بدأ يشعر بالتعب والنعاس يسيطر عليه، وأغمض عينيه ليستريح قليلاً.
في منتصف الليل، استيقظ عمر فجأة على صوت غريب يأتي من الطابق العلوي. كانت الأصوات تشبه صرخات بلا جسد، تهتز في الهواء كصدى يتلاشى. قرر عمر التحقق من المصدر، وصعد السلالم بحذر شديد، مع كل خطوة تقترب من الطابق العلوي، زادت الأصوات بشكل مخيف.
بلغ الطابق العلوي، وبدأ بفتح الأبواب ببطء شديد. وراء كل باب كانت تنتظره غرفة مهجورة، ولكن لم يجد شيئًا غير الظلال التي تتحرك في الظلام. وفي غرفة النوم الرئيسية، وجد عمر شبحًا لامعًا بضوء أخضر، ينظر إليه بعيون حزينة ومكسورة.
"من أنت؟"، سأل عمر بصوت مرتجف.
الشبح تحرك ببطء نحوه، وقال بصوت هامس: "أنا سارة، وأنا هنا منذ سنوات تسعى لإنهاء لعنة هذا المنزل".
عمر كان في حيرة من أمره، لم يكن يصدق ما يراه أمام عينيه. وفي تلك اللحظة، بدأت الأبواب تُغلق بقوة أمامه، وكان هناك شعور بالبرد يتسلل إلى عظامه. حاول عمر الهرب، لكن كلما حاول فتح أبواب الخروج، كانت تُغلق أمامه بشكل آلي.
ظل عمر محاصرًا في ذلك الطابق، مع تزايد الأصوات الغريبة والأشباح التي تحوم حوله بشكل مخيف. حاول بكل قوته أن يجد طريقة للنجاة من هذا المنزل الملعون، محاولًا فهم سبب وجود هذه الأشباح وكيف يمكنه التخلص من لعنته الرهيبة.