حكايه الملك يونان والحكيم رويان
روت الملكة شهرزاد من وحي الخيال للملك شهريار، عن حكاية الملك يونان، والحكيم رويان، كما جاءت على لسان الصياد للعفريت.
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن الصياد قال للعفريت، إنه كان في قديم الزمان ملك يحكم بلاد الروم والفرس يدعى يونان، وفي مدينته حكيم عالم بأمور الفلسفة والطب والأعشاب يدعى رويان، علم الحكيم رويان أن الملك يونان مصاب ببرص عجز الأطباء عن علاجه، لا بدواء ولا بدهان ولا بسائر أصناف العلوم فذهب الحكيم للملك وعرض عليه أن يعالجه من البرص دون أن يجعله يشرب قطرة دواء ففرح الملك".
وتابعت: "ذهب الحكيم فصنع من أدويته صولجانا وكرة، ثم طلب من الملك أن يلعب بالصولجان من على صهوة جواده حتى يتصبب عرقا فيعود ليستحم بعدها، وفعل الملك ما قاله الحكيم فسرى الدواء من الصولجان ليده لجسمه وبرئ من البرص حتى عاد جلده نقيا كالفضة".
وأكملت: "أحب الملك الحكيم، وأجلسه بجانبه على العرش وجعله صديقه المقرب، وظل يعطيه الهدايا وآلاف دنانير الذهب، غار الوزير لما رآه من علو مكانة الحكيم رويان، فويي به عند الملك وقال للملك إنه قد يكون جاسوسا ويستغل براعته في الطب والسموم ليقتلك، ومن الحيطة قتله للخلاص منه، واقتنع الملك بأن من صنع له دواء يسري بيده من صولجان قادر على أن يجعله يشم سما يقتله".
وأضافت: "دعى الملك الحكيم رويان فجاء سعيدا بلقاء الملك، فوجد الملك يخبره بأنه قرر ضرب عنقه فاستجداه الحكيم العفو فرفض، فطلب الحكيم مهلة ليدبر أمره وليعود للملك بكتاب يحوي أسرار الطب فوافق الملك".
وستطردت: "ذهب رويان وعاد ومعه كتاب ومكحلة فقال للملك، إنه إذا قطع رأسه وقرأ بالكتاب فإن الرأس ستكلمه فانتشى الملك بتلك التجربة، ثم إن الملك قبل قتل الحكيم أراد تصفح الكتاب فوجد أوراقه متشابكة فظل يلعق يده ثم يقلب الأوراق فوجدها خالية من الكتابة".
واختتمت: "قال له الحكيم استمر بتقليب الورق حتى سرى السم الذي وضعه الحكيم في الكتاب بجسم الملك ولم يلبث قليلا حتى سقط ميتا، وقال الحكيم رويان بما معناه، إن الملك لو كان أبقاه وشأنه لنجى، ولكنه تجبر فكانت عاقبة تجبره ونكرانه للجميل القتل