اسطورة الملك بيانكا ج 5

اسطورة الملك بيانكا ج 5

0 المراجعات

اسطورة الملك بيانكا ج 5

 

في ارض الاسود يجلس الخائن متربعا على عرشا مغتصب

يتلو في صمت طلاسم الكذب

ويحمد نفسه لنعمه لم تصل اليه الا بالبهتان والحيل

ينظر لعشيرته التي استولت على جواهر السلطان ووضعوا على رؤوسهم

تيجان العار والخجل

قالوا له -

يا سواتو لابد من حرب القرون وافنائهم حتى يستقر

الامر والحكم والسلطان

يعوى سواتو منتهر من تكلم

انا الملك سواتو ايها الحمار المحتقر

لابد ان تعلموا انى الملك و تنادوني بذاك الاسم المحترم

انا ولى النعم

ورئيس عشيرتكم الاكبر

انصرفوا عنى الان وارتعوا في ارض بيانكا دون حساب

لن اقاتل القرون الان ولابد من حيله تردهم الى حظيرة عبيد السلطان

قال احد الذئاب –

نعم ايها السواتو اقصد الملك سواتو لابد من حيله معهم وهم اقوياء وقتلوا

بيانكا في حرب الاشقياء

يقول سواتو -

اذن عليكم السمع والطاعة وتنفيذ قوانين المجاعة بضريبه كل ساعه

أتونى باللحم والشراب ولا تنسوا الدسم .

يجتمع ملوك القرون السبعة مع الملك بيانكا للتشاور بينهم فيما يصير

يقول فيلون –

لقد اجتمعنا اليوم لنتدبر امرنا كيف نستعيد عرش ملكنا بيانكا الرشيد

ماذا نفعل وقد استولى الخائن سواتو على سلطان الغابة

وصار له قوه في عشيرته وله رهبه في قلوب المحكومين

يقول الملك ويدو -

لا بد من حيله فيها من الحكمة والتروي السديد

يقول الملك سوليفان -

اهم شيء انه يظن ان الملك بيانكا قد مات ورحل عن الوجود

وهذه نقطه قوه لنا

يجب ان نعرف مواطن ضعفه ولا اظن احدا يعرفها اكثر من

مولانا الملك بيانكا

يقول الملك بيانكا -

نعم اعرف عنه الكثير

ولكن ينبغي ان اشكر لكم ما فعلتموه مع زوجتي الملكة وأبنائي الاشبال

واعلموا انني مدينا لكم بعمرى

وسأجتهد لا محو ذاك التاريخ البغيض

ان سواتو خائن وكل خائن سيظن  في الجميع حوله الخيانة

وسيظل في ريب وشك في اخلاص حاشيته من عشيرته الكؤود

لابد من زرع الشك في قلبه بحيله ما

لينفض عنه الجميع ويتركوه وحيد

يقول الملك براشن ملك الوعول-

هذا جيد يا مولاي نعم صدقت الخائن يخوّن من حوله ولا يطمئن لاحد ابدا

وارى ان نزرع الشك في قلبه من ناحيه عشيرته الاقربين

وستفعل ذلك الطيور

يقول الملك نهرين ملك فرس النهر –

نعم هذا ممتاز جدا ارى ان نشيع ان العشيرة تدبر لقتل سواتو

لتنفرد بالحكم من بعده لأنه ضعيف ولا يصلح ان يكون ملك عزيز

يقول بيانكا –

وبعد ان يحدث هذا سيظهر معدن هذا الخبيث وسيضطر ان يقتل من

عشيرته من يرتاب في امره فيفقد السند والامان بعدها نحاصره واقوم

بالقضاء عليه بضربه من حديد

يقول الملك ويدو –

نعم ولكن ينبغي الحرص والحذر الشديد حتى لا يفطن سواتو لهذا التدبير

ويستعيد مولانا عرشه المجيد

انفض الجمع على رأى سديد

ونادى بيانكا وفليون على الطيور واخبروهم بالحيلة

ان أشيعوا بين عشيره الذئاب

ان سواتو يرتاب منكم ان تطمعوا في سلطانه

فيريد ان يذبح منكم بعضكم ليعرف البقيه منكم قوته ويرهب

ويسمع ويطيع

وأشعوا ايضا بين الرعية

ان سواتو يقتل اشياعه لأنه ضعيف وحقير

وعلى التو طارت الطيور وحطت بين اغصان الاشجار

في ارض الملك بيانكا

وصار بعضهم يحدث اهل الغابة –

ان سواتو اصابه الجنون وهب ليذبح عشيرته الطامعين في عرشه

وذهب طيور اخرين جانب بعض اوكار الذئاب

يتكلمون فيما بينهم ليسمع الذئاب الحديث

قالوا فيما بينهم -

اسمعت ان سواتوا يريد قتل كل عشيرته

لأنه يشك في ولائهم اليه

يقول الاخر-

نعم لقد سمعت هذا الكلام يتردد بين الألسنة في الغابة

التقط بعض الذئاب اطراف الحديث

فتكلموا فيما بينهم –

اسمعتم ما تقوله حيوانات الغابة ؟

قالوا-

نعم ترى لماذا يشك فينا ذلك المغرور أتراه يدبر لنا امرا فلبئس سلطانه

المبتور فلو قتل منا واحدا لتفتكن بجسده فتك الاسود

كيف نتأكد من ارتيابه هذا وماذا نقول ؟

قال اخر-

نصبر حتى نتأكد من الخبر المنشور

قال اخر –

لنحترز لأنفسنا من شره ولا يسير ذئبا وحيدا في الغابة

انصرفوا وقد بدء الارتياب يدب في القلوب

بينما سواتو يسير في زهو الملوك بين دروب الوطن المكلوم

يلوح بيده في الهواء مصطنعا من قد يحيّه من الشعوب

بينما الغابة يحدق بها السكون والصمت الكئيب يسود

ثم رأى بعض القرود تشير نحوه بشيء فامر بإحضار القرود

قال لهم –

ماذا تقولون عنى ايها التعساء الاشقياء

قالوا

مولانا نحن نسمع من الجميع ان هناك تدبيرا لقتلك من عشيرتك

والتخلص منك لينفرد لهم السلطان والعرش

قال سواتو –

وقد ارتسم على وجهه  تعابير الغضب المكتوم

ممن سمعتم هذا الكلام المذكور ؟

قال القرود -

الجميع يتكلم يا مولانا  فلتحذر من الخيانة

اشار اليهم سواتو بالانصراف يا لها من حفره حفرناها لنقع فيها

ولكنى لن يصيبني مكروه سأسبقهم بالحيلة والمكر

ظل سواتو يعوى على قبيلته وعشيرته

فلما اقبلوا عليه ساورهم الشك في امره

ولكنهم كانوا يأمنون الغدر بعشيرتهم المتوحدة ضد الغدر.

بعد ان اجتمع الذئاب حول زعيمهم الغضوب

قال سواتو-

ناديت عليكم لأعرفكم انى غدا في مهمه

سريه على اطراف الحدود ففي صحراء الجمود .

وليصحبني في مهمتي هذه الاقوى منكم

لعلى ارسله الى ارض القرون يتحسس الدروب

همهم الذئاب في حنق مكبوت

وزاد ارتياب العشيرة في غدر مجهول

فلما انصرفوا من عنده اقبل بعضهم بيقين الجهال

قال

لقد تأكدتم الان من نوايا البعيد

يريد ان ينفرد بنا واحدا يلو الاخر ليهلكه في غفله ثم يعود يا له من ماكرا

خبيث عليه اللعنة والهلاك الشديد

قال كبير العشيرة - ذوائب –

اسمعوا ليسير معه في مهمته احدكم

ولا يخاف فنحن دون ان يشعر بنا سواتو

سنراقب صنعه من بعيد واذا حدث سواتو نفسه وهم بالغدر

سنتدخل فورا ونقتله من قريب

قالت الذئبة مريان –

نعم لا ينبغي الاطمئنان لهذا الجبان الرعديد الذى لم

يحفظ لنا جميلا وقد انهكنا انفسنا في الولاء له من قبل وهذا حصاد الولاء للخائنين .

اتفق الذئاب على الاقوى منهم ليسير مع سواتو في مهمته المزعومة لليقين

وجاء الصباح مسرعا وها هو سواتو يذهب بعيدا مع احدى الذئاب الى

الحدود وعند حافه الارض المنحدرة الى الجنوب كشر سواتو عن انيابه

وبدت مخالبة بارزه

قال

ايها الملعون تريدون ان تسلبوا منى ملكي

هذا من الضلال البعيد  لئذيقنكم العذاب جمله وفرادى

لتعلموا انى المتوج ملك الغابة المنفرد الوحيد

بدء سواتو في معركه داميه مع الذئب المنفرد

وهنا انقضت عليه العشيرة التي تراقبهما عن كثب

وبدء كل ذئبا ينحر في جسد الخائن المغتصب

فهرب الخائن سريعا الى تلال وغاب في اللهب

فظنت الذئاب ان سواتو قد احترق وانقضى امره المشوب

عاد الذئاب الى الارض التي زرعتهم ومن ثمرها شبوا

وقد اجتمعت عزيمتهم على ان يحكموا غابتهم ويسعدوا

فوجدوا حشود الغابة محتشدة  تهلل عاش الملك المبجل المحترم

اخترقوا الصفوف

كيف يعود سواتو من الجحيم قبلهم ؟

ثم تصدعت حيلتهم وانهارت جماجم من سقم

لقد عاد الملك بيانكا الموقرالحكيم

كيف هذا وقد شبع من الموت البعيد ؟

وهاهم اشبال المجد حوله يطوفون .

زمجرت العشيرة في حنق وغضب وهموا بالانقضاض على

بيانكا في حماقه وعجل واذ بهم يرون جيوش القرون السبعة تحاصرهم

وتزجرهم ان اخضعوا للملك المعتمد

وهنا يقف بيانكا وقد عاد اليه كبريائه المفتقد

يقول

يا عشيره الظلم والحسد

تحسبن انكم بمفازه من العذاب والعدل المرتقب

هذا قتيلكم وقاتلكم الخائن المرتعد قيدته بيد العزة الحميدة

واشار بيانكا الى شجره

فأذ بهم يرون سواتو معلق يخرج منه لسانه يلهث

من مصيره المرتقب يصرخ وتلهج انفاسه متقطعة

يردد الكلمات بثقل

يا مولاي ارحمني لقد خانتك العشيرة وخانتني

و قتلوا اميرتك واشبالك عن عمد .

ينظر اليه بيانكا يصرخ فيه -

اصمت ايها المعتوه لقد رصدنا الخطط وعرفنا

تدبيرك المحتكم

واما عشيرتك فلا عيش لها في ارضنا

من بعد اعدامك لألف سبب وسبب

وانت ايها الخائن المخادع سنجعلك عبره لكل معتبر .

لتنطوي صفحه الخيانة الى غير رجعه وتعود الانهار تجرى في جداولها

بلا عطب وتبيت البهجة على الصخب

ويزهق الباطل مختنقا ويطهر مقام السلطان من الرجز المشئوم

وتعود القرون السبعة تعيش معا في قرنا واحد  منتظم

ويسود العدل بين الشعب وتتوحد وترغد في النعم وتلعب الصغار

في امنا منسجم مع يقين بالملك بيانكا ووزيره فيلون المحترم 

النهاية

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

82

متابعين

191

متابعهم

4255

مقالات مشابة