رحلة ماعز إلى المصفورة
رحلة ماعز إلى المصفورة
كان هناك ماعز صغير يدعى "مَعزوز" يعيش مع عائلته في مزرعة صغيرة. كان ماعزوز معروفًا بفضوله الشديد وحبه للمغامرات. في أحد الأيام، بينما كان يرعى مع أصدقائه في حقول المزرعة، لفت انتباهه صوت غريب قادم من بعيد. كان الصوت يشبه صافرة قطار بعيد، فملأه الفضول لمعرفة مصدره.
قرر ماعزوز الذهاب في رحلة لاكتشاف مصدر هذا الصوت الغريب. ودع أصدقائه وانطلق يتجول بين الحقول، متبعًا صوت الصفارة. سار ماعزوز لفترة طويلة، حتى وصل إلى طريق عريض لم يره من قبل. وفجأة، ظهرت أمامه سيارة ضخمة تسير بسرعة جنونية. خاف ماعزوز كثيرًا، فقفز بعيدًا عن الطريق ليتفادى الاصطدام. واصل سيره بعد ذلك، وهو يشعر بالتعب والجوع.
في طريقه، مر ماعزوز بمجموعة من الأغنام ترعى في مرج أخضر. شعر ماعزوز بالرغبة في الانضمام إليهم، فاقترب منهم بخطوات خجولة. رحبت به الأغنام بحرارة، وشاركت معه طعامها. قضى ماعزوز وقتًا ممتعًا مع الأغنام، يلعب معهم ويضحك.
بعد فترة، حان وقت مغادرة ماعزوز. ودع أصدقائه الجدد، وشكرهم على كرم ضيافتهم. واصل سيره، متبعًا صوت الصفارة التي ازدادت وضوحًا.
وصل ماعزوز أخيرًا إلى وجهته، وهي محطة قطار ضخمة. كان مصدر الصوت هو قطار ضخم يقف على السكك الحديدية، يصدر صوت صفارته استعدادًا للمغادرة.
نظر ماعزوز إلى القطار بإعجاب، فقد كان أكبر شيء رآه في حياته. شعر بالرهبة من ضخامة القطار، لكنه في نفس الوقت شعر بالفضول لمعرفة ما يوجد بداخله.
قرر ماعزوز الصعود على متن القطار. تسلل ببطء إلى داخل إحدى عربات القطار، ووجد نفسه محاطًا بالعديد من الركاب. نظر إليه الركاب بدهشة، لكن لم يزعجه أحد.
انطلق القطار، وبدأ ماعزوز يستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي كانت تمر أمامه من النافذة. شعر بالسعادة والبهجة، فهو يعيش مغامرة جديدة لم يسبق له أن خاضها من قبل.
سافر ماعزوز مع القطار لعدة ساعات، حتى وصل إلى مدينة كبيرة لم يرها من قبل. نزل ماعزوز من القطار، وشعر بالحيرة والارتباك. لم يعرف إلى أين يذهب أو ماذا يفعل.
تجول ماعزوز في شوارع المدينة، متعجبًا من المباني العالية والسيارات الكثيرة والناس المزدحمين. شعر بالوحدة والخوف، وتمنى لو أنه عاد إلى مزرعته وعائلته.
وفجأة، لفت انتباهه صوت مألوف. كان صوت صغار الماعز يلعبون في الحديقة. شعر ماعزوز بالسعادة، وركض مسرعًا نحو الحديقة.
وجد هناك مجموعة من الماعز ترعى في الحديقة، فاقترب منهم بخطوات خجولة. رحبت به الماعز بحرارة، وسرعان ما تعرف عليهم. اتضح أنهم كانوا من مزرعة قريبة من المدينة.
فرح ماعزوز بلقاء أصدقائه الجدد، وقضى معهم بقية اليوم يلعب ويمرح. في المساء، عاد ماعزوز مع أصدقائه إلى مزرعتهم. كان سعيدًا جدًا بعودته إلى منزله وعائلته.
تعلم ماعزوز من هذه الرحلة درسًا مهمًا، وهو أن الفضول قد يقوده إلى مغامرات ممتعة، لكنه قد يضعه أيضًا في مواقف صعبة. كما تعلم أهمية العائلة والأصدقاء، وأنهم دائمًا يكونون بجانبه في أوقات الشدة.
ومنذ ذلك الحين، أصبح ماعزوز أكثر حذرًا في مغامراته، لكنه لم يفقد شغفه باكتشاف أشياء جديدة وتجربة مغامرات مثيرة.