"قلبين في مهب الريح"
في ليلة مظلمة، وسط ضجيج الرياح العاتية، كانت "ليلى" تقف على شرفة منزلها العتيق، تنظر إلى النجوم المتلألئة في سماء ملبدة بالغيوم. لم تكن تعلم أن تلك الليلة ستغير مجرى حياتها إلى الأبد.
بينما كانت تغرق في أفكارها، لفت انتباهها ضوء خافت ينبعث من الغابة القريبة. تردد لبرهة، ثم قررت أن تتبع هذا الضوء الغامض. ارتدت معطفها وخرجت بخطى حذرة نحو مصدر الضوء. كلما اقتربت، ازداد الشعور بالغموض يتسلل إلى قلبها.
في أعماق الغابة، وجدت "ليلى" رجلاً غريباً ممدداً على الأرض، يبدو وكأنه فاقد للوعي. شعرت بالخوف، لكنها تجمعت شجاعتها واقتربت منه. كان يبدو كأنه من عالم آخر، بملابس قديمة الطراز وعينين تحملان قصصاً لا تُحكى.
حينما لامست يده بلطف، فتح عينيه ببطء ونظر إليها نظرة غامضة مليئة بالحنين. بالكاد همس بكلمات غير مفهومة قبل أن يعود للإغماء. شعرت "ليلى" بأنها تورطت في لغز عميق، ولأول مرة في حياتها، شعرت بأن القدر يدعوها لمغامرة غير متوقعة.عادت ليلى إلى منزلها بسرعة لتأتي بالمساعدة، لكن عندما عادت إلى المكان الذي تركت فيه الرجل، لم تجده. كأن الأرض ابتلعته. وقفت حائرة، تتساءل عما إذا كان ما رأته حقيقة أم وهمًا.
في اليوم التالي، وبينما كانت تحاول نسيان ما حدث، تلقت ليلى رسالة غريبة وضعت تحت باب منزلها. كان الورق قديمًا والكتابة باللغة العربية القديمة. الرسالة تقول: “التقيت بك مرة، وسألتقي بك مرة أخرى. الغابة تخفي أسرارًا، وللحب فيها نصيب.”
شعرت ليلى بأن قلبها يخفق بشدة، وتساءلت من هو هذا الرجل الغامض وما هي تلك الأسرار التي تخفيها الغابة. قررت أن تعود إلى الغابة في نفس الوقت الذي وجدته فيه الليلة الماضية.
مع غروب الشمس، خرجت ليلى مجددًا إلى الغابة. هذه المرة، كانت مسلحة بمصباح وكثير من الفضول. استمرت في السير حتى وصلت إلى نفس المكان، لكنها لم تجد أي أثر للرجل. شعرت بخيبة أمل، ولكنها قررت أن تستمر في البحث.
وفجأة، سمعت صوت خطوات خلفها. استدارت بسرعة لترى الرجل نفسه واقفًا، وعيناه تلمعان في الظلام. قبل أن تتمكن من التحدث، قال بصوت هادئ: “أنا أسير بين الزمانين، وقد جئت لأبحث عن حب قديم فقدته. أنت تشبهينها كثيرًا.”
شعرت ليلى بأنها محاصرة بين الحيرة والإثارة، وتساءلت ما إذا كان هذا الرجل يحمل مفتاحًا لسر قديم يمكن أن يغير حياتها إلى الأبد.