"الكابوس في الغابة
بعنوان: "الكابوس في الغابة"
كانت الليلة مظلمة ورطبة وعاصفة . تحت ضوء القمر الخافت، كانت الغابة تبدو وكأنها حية بذاتها، تتحرك بهدوء وتخفي أسرارها الغامضة. كانت السماء ملبدة بالغيوم والأمطار تهطل بغزارة، قرر شاب يُدعى توماس أن يخوض مغامرة غير عادية. كان توماس محبًا للاستكشاف وقصص الرعب، لذا اختار الغابة المظلمة كوجهته لهذه الليلة.
دخل وسار توماس الغابة متحمسًا بحذر عبر الممر المتعرج بين الأشجار العملاقة. حيث كانت الأشجار العالية المتشابكة تمنع الضوء من التسلل. مما أضفى على المكان جوًا من الغموض والخوف . كانت الأصوات الغريبة تصدح من كل جانب لكن توماس لم يكن يخشى شيئًا، بل كان مستمتعًا بتلك الأجواء المرعبة. كان يعلم أنه لا ينبغي له أن يبتعد كثيراً عن المسار الرئيسي، لكن الفضول كان يستدرجه إلى أعماق الغابة.
بعد مسير طويل، وصل توماس إلى كوخ قديم مهجور في قلب الغابة.بدافع الفضول، قرر الدخول لاستكشافه. كان الكوخ يبدو كأنه مأهول بالأرواح الشريرة، حيث كانت النوافذ مكسورة والأبواب تصدر صريرًا مزعجًا. دخل توماس بحذر، وأضاء مصباحه اليدوي ليكتشف ما بالداخل. فجأة، انطفأت كل الأضواء. غرق كل شيء في ظلام دامس. أصيب توماس بالذعر وحاول العودة بسرعة إلى الطريق الرئيسي. لكن كل الاتجاهات بدت متشابهة في هذا الظلام المطبق.
سمع صوت خافت خلف ظهره. ببطء، التفت إلى الوراء وشاهد شيئاً يتحرك في الظلام. كان كائناً هائلاً الحجم، بعيون حمراء لامعة تثير الرعب. وبدأ يتقدم نحو توماس ببطء مرعب.
كانت الغرفة الأولى مليئة بالكتب القديمة المغبرة، وبها رسومات غريبة على الجدران. شعر توماس بشيء غير طبيعي في الجو، وكأن أحدًا يراقبه. لكنه تجاهل هذا الشعور واستمر في استكشاف الكوخ.بينما كان يتجول في الغرف المظلمة، سمع صوتًا خافتًا ينادي باسمه. تجمد في مكانه للحظة، ثم اتبع الصوت بحذر. وصل إلى غرفة أخيرة في نهاية الممر، وكانت الأبواب مفتوحة قليلاً. دفعها ببطء ودخل ليجد نفسه في غرفة مظلمة تمامًا، لا يُرى فيها شيء سوى ظلال تتحرك بسرعة.
ارتعش جسد توماس من الخوف. دون تفكير، انطلق هارباً في الغابة، يتجنب الأشجار والجذوع المتناثرة. بعد وقت طويل من الجري المتواصل، سقط توماس أرضاً، منهك القوى. ولكن عندما رفع رأسه، لم يجد أي أثر للكائن المرعب. كان وحده في تلك الغابة المظلمة. لم يكن لديه أي فكرة عن الاتجاه الذي يسير فيه، المهم هو الهرب من ذلك الكائن الرهيب.فجأة، انقض عليه كيان مظلم ذو عيون حمراء متوهجة. حاول توماس الهروب، لكن الأبواب أغلقت بإحكام خلفه. بدأ الكيان يتحدث بصوت مرعب، يخبر توماس بأنه كان ينتظره منذ سنوات طويلة، وأنه الآن لن يتركه يخرج أبدًا.
بدأ توماس بالصراخ طالبًا المساعدة، لكن صوته تلاشى في الظلام. شعر بيدين باردتين تمسكانه وتسحبه إلى عمق الغرفة. كانت الأنفاس الباردة تتصاعد حوله، وكانت الرؤية تزداد ضبابية. حاول المقاومة، لكن قوته كانت تتلاشى ببطء.
أدرك توماس أنه لا بد أن يكون قد هرب من كابوس مرعب. ولكن السؤال الذي راوده الآن هو: هل سيتمكن من العودة إلى المسار الرئيسي؟ أم سيضل طريقه ويبقى محاصراً في هذه الغابة المظلمة إلى الأبد؟
بعد أن أدرك توماس أنه ضل طريقه في الغابة المظلمة، بدأ يفكر ببعض الحلول فى رأسه مثل :
محاولة إيجاد اتجاه الطريق الرئيسي:
- بدأ في التحرك ببطء وحذر، محاولاً التعرف على أي علامات أو مميزات في الغابة قد تساعده في تحديد الاتجاه الصحيح.
- بدأ يتفحص الأشجار والنباتات المحيطة به لعله يجد أي إشارات أو علامات توجهه نحو المسار الرئيسي.
البحث عن مصدر للضوء أو الإنارة:
- بدأ يحاول العثور على أي مصدر للإضاءة، سواء كان ذلك من خلال إيجاد عصا مضيئة أو إشعال نار صغيرة.
- الإضاءة ستساعده في رؤية الطريق أمامه بوضوح أكبر ومنع الوقوع في أي مخاطر أو عراقيل.
البحث عن مأوى آمن:
- بدأـ يبحث عن مكان آمن يمكنه المبيت فيه لحين الصباح، حيث يكون الضوء أفضل لمواصلة البحث والعودة.
- قد يبحث عن كهف أو تجويف في الأرض أو حتى مكان مرتفع بعيداً عن الحيوانات المفترسة.
المحاولة المتكررة للعودة إلى المسار الرئيسي:
- لم يستسلم توماس بسهولة، بل واصل محاولاته للعثور على الطريق الصحيح، حتى لو استغرق ذلك بعض الوقت.
- لكن قد يضطره ذلك للتنقل والبحث طوال الليل، ثم استراح قليلاً عند الفجر قبل استئناف المحاولات مرة أخرى.
بالصبر والتركيز، يأمل توماس أن ينجح في إيجاد طريقه إلى المسار الرئيسي والعودة إلى السلامة قبل حلول الظلام مرة أخرى.
في النهاية، لم يستطع توماس الفرار. اختفى في الظلام، ولم يُسمع له صوت بعدها. أصبحت الغابة أكثر رعبًا بوجود الكيان الشرير الذي أضاف توماس إلى ضحاياه. ومنذ ذلك الحين، لا يجرؤ أحد على الاقتراب من تلك الغابة، حيث يروى أن أرواح الضحايا لا تزال تئن وتبحث عن مخرج من ذلك الكابوس الأبدي.