عبدالله البري وعبدالله البحري

عبدالله البري وعبدالله البحري

0 المراجعات

تحكي ما روته شهرزاد لزوجها الملك شهريار من نسج الخيال عن قصة عبدالله البري وصديقه عبدالله البحري.

وتحكي شهرزاد أنه في سالف العصر والأوان، كان هناك صياد يدعى عبدالله البري له 9 أولاد وأنجب العاشر، فذهب ليصيد لجلب قوت أولاده وزوجته النفساء، فرمى الشباك بالصباح فلم يجد شيئا حتى المساء.

مر عبدالله البري في طريق عودته بخباز، فأشفق الخباز على حاله وأقرضه 5 دراهم وباعه الخبز دون ثمن.

وظل عبدالله على ذلك الحال دون أن يحصل على صيد، وفي اقتراض من الخباز لـ40 يوما حتى أصبح مدينا بـ200 درهم للخباز، والخباز يصبر عليه دون أن يمهله، وزوجة عبدالله تصبره وتذكره برزق الله الذي لا يوقفه أحد.

وذات يوم وجد عبدالله ثقلا بشباكه ففرح ولكنه لم يلبث أن وجده حمارا ميتا فحزن كثيرا، ثم ألقى الشباك ثانية ليجد بها ثقلا وحين أخرجها وجد رجلا بالشباك فخاف أن يكون جنيا ولكن الرجل طمأنه لأنه إنسي من ساكني أعماق البحر وأخبره بأنه عبدالله البحري.

تصادق الرجلان وأصبح عبدالله البري يجلب الفواكه الموجودة على البر لصديقه، بينما يعطيه البحري مليئ سلة الفاكهة لؤلا ومرجانا.

واغتنى عبدالله البري وصار يعطي الخباز من اللؤلؤ والمرجان حتى ظن التجار ذات يوم أن ما لدى عبدالله من كنز هو من مسروقات من حلي الملكة، فأخذوه للملك وحين علم الملك بقصته وأنه بريء أراد الاستفادة من ثروته.

فزوج الملك ابته لعبدالله وجعله وزيرا للميمنة، ولم ينسى عبدالله معروف الخباز وذكره للملك فنصبه الملك وزيرا للميسرة.

ظلت صداقة عبدالله البري والبحري والتبادل بينهما بالثمار حتى اقترح عبدالله البحري على صديقه البري أن ينزل معه للبحر ليأخذ منه هدية يريد وضعها على قبر الرسول صل الله عليه وسلم.

وجلب عبدالله البحري لصديقه نوعا من شحم سمكة عملاقة قال له إن ذلك الشحم يحميه من الغرق إذا غاص بالبحر، ونزل الصديقان لأعماق البحر وكانت المياه حولهما كالجبال والأسماك بمختلف الأحجام حولهما.

ووجد عبدالله البري مدينة جميع من بها من النساء وجوههن وشعورهن كالآدميات ولكن لهن ذيولا وأيدي في بطونهن كالزعانف فعجب لذلك، فقال له البحري إن تلك مدينة خاصة بالنساء المنفيات.

وانتقل الصديقان لعشرات المدن وفيها من العجائب الكثير.

ومن أعجب ما رأى البري أن اللؤلؤ والمرجان كالحصى في البحر وكذلك رأى الرجال والنساء عرايا دون ثياب لعدم وجود أقمشة بالبحر ووجدهم لا يأكلون غير السمك ويبيعون ويشترون ويتزوجون بالسمك ولا عملة غيره.

ووجد عبدالله أن قوم البحر يسكنون المغارات التي تحفرها أسماك ذات مناقر حادة مخصصة لبناء بيوت الأشخاص البحريين، كما وجدهم يسخرون من كل شخص لا يملك ذيلا.

ولكن ما وجده البري لا يختلف بين قوم الأرض والبحر هو أن لهم سلاطين يتحكمون بالعباد ولا يخلوا منهم بر أو بحر.

وكان من أشد ما أثار ذهول البري قبيل صعوده من الماء ما رأى من أفراح واحتفالات بوفاة الأشخاص، فسأل صديقه عن ذلك فأخبره البحري بأنها عادتهم أنهم يفرحون بأن الله تعالى استرد أحدا لجواره.

وأخبره البري بدهشته فغضب البحري وقال له إن أهل البر من الآدميين قساة القلب؛ لعدم فرحهم بعودة أحد عند ربه وأخبر صديقه البري بأنها القطيعة بينهما، ولم يلتقِ به بعدها ليظل البري في حياته وزيرا للملك وزوجا لابنته.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

9

متابعين

3

متابعهم

9

مقالات مشابة