المرآة الملعونة: بوابة الأرواح"
في قرية بعيدة، كانت هناك أسطورة قديمة تحكي عن منزل مهجور يقف على تلة عالية. هذا المنزل كان معروفًا بأنه مسكون بالأشباح، وكان السكان المحليون يتجنبونه تمامًا. قلة فقط كانوا يجرؤون على الاقتراب منه، وكل من حاول الاقتراب منه لم يعد.
في إحدى الليالي، قرر شاب يدعى يوسف أن يكسر تلك الأسطورة. كان يوسف مغامرًا ويحب التحديات، ولم يكن يصدق القصص التي يسمعها عن المنزل المسكون. قرر الذهاب إلى هناك بمفرده واكتشاف الحقيقة بنفسه. أخذ معه كاميرا لتوثيق كل ما يراه ويثبت للجميع أنه لا يوجد شيء يخافون منه.
عندما وصل يوسف إلى المنزل، لاحظ أن الهواء كان باردًا بطريقة غير طبيعية. كانت الأبواب والنوافذ متهالكة، والأثاث متآكل ومغطى بالغبار. بدأ يوسف في التصوير والتجول في أرجاء المنزل، محاولًا إيجاد أي دليل على وجود الأشباح. فجأة، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا.
استمر يوسف في استكشاف المنزل، وبدأ يسمع أصواتًا غريبة، همسات غير مفهومة وضحكات مخيفة. شعرت بشيء يلامس كتفه، لكنه لم يرَ أي شيء عندما استدار. قرر يوسف أن يذهب إلى الطابق العلوي، حيث كانت الأسطورة تقول إن هناك غرفة مغلقة لا يستطيع أحد دخولها.
عندما وصل إلى الطابق العلوي، رأى بابًا قديمًا مغلقًا بسلسلة صدئة. استخدم يوسف قاطع الأسلاك الذي أحضره معه وفتح الباب. عندما دخل الغرفة، شعر ببرودة شديدة وتوقف قلبه عن الخفقان للحظة. كانت الغرفة مظلمة تمامًا، ولكن بفضل ضوء الكاميرا، استطاع أن يرى بوضوح.
في وسط الغرفة، كانت هناك مرآة كبيرة قديمة. عندما اقترب يوسف منها، رأى انعكاسه، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا. انعكاسه لم يكن يتحرك كما كان هو يفعل. بدلاً من ذلك، كان يبتسم ابتسامة شيطانية. شعر يوسف بالرعب وبدأ يبتعد عن المرآة، لكن انعكاسه ظل يراقبه بعينين متوهجتين.
فجأة، خرجت يد من المرآة وأمسكت بيوسف. حاول الإفلات، لكنه شعر بقوة غير طبيعية تجذبه نحو المرآة. بدأت المرآة تمتصه ببطء، وشعر وكأنه يغرق في بحر من الظلام. كلما حاول الصراخ، لم يخرج أي صوت من فمه. قبل أن يفقد الوعي، رأى وجوهًا مخيفة تظهر في المرآة، كلها تحدق به وتبتسم.
عندما استيقظ يوسف، وجد نفسه في مكان مظلم تمامًا. حاول التحرك، لكنه لم يستطع. شعر وكأنه محاصر داخل المرآة. أمامه، رأى العالم الحقيقي، ورأى جسده يمشي بعيدًا عن المنزل. كان هو الآن الروح المحبوسة في المرآة، وجسده كان يتحكم به شيء آخر.
مرت الأيام والأسابيع، وكان الناس يرون يوسف يتصرف بغرابة. لم يكن يتحدث مع أحد، وكان يقضي معظم وقته في المنزل المهجور. بدأ الناس في القرية يخافون منه، واعتقدوا أن الروح الشريرة قد تملكت منه. لم يعرف أحد ما حدث له فعلاً.
في إحدى الليالي، اختفى يوسف تمامًا. بحث الناس عنه في كل مكان، لكنهم لم يجدوا أي أثر له. البعض قالوا إنه اختفى في المنزل المسكون، والبعض الآخر قالوا إنه ذهب ليعيش في مكان آخر. لكن الحقيقة كانت أن يوسف كان محبوسًا في المرآة، يشاهد العالم من داخلها دون أن يستطيع الهروب.
في النهاية، بقيت الأسطورة عن المنزل المسكون قائمة، وأصبحت أكثر رعبًا مع اختفاء يوسف. لم يجرؤ أحد بعده على الاقتراب من ذلك المنزل، وظل مهجورًا ومليئًا بالأسرار المظلمة التي لم يستطع أحد كشفها.