نخش بقا في الاعماق
تطلع الي جسده العاري وهو نائم بجانبها ، حتي أتي بذهنه كل ماحدث بينهم ، فأغمض عينيه بقوه كي يمنع ذلك الشريط الذي يمر أمام أعينه ، ولكن كل ماحدث قد مر أمامه دون توقف ، فتذكر همساتها وقبلاتها المثيره .. كل هذا في لحظة واحده قد أذاب ذلك الجليد الذي بداخله فعصف به الي بحر لا يعلم الغريق كيف سينقذ منه ، فنظر الي ملامح وجهها وشعرها الأشقر المتناثر بجانبها ، حتي تثاوبت هي وفتحت عيناها ببطئ لتقول بصوت ناعس ، بعدما غطت جسدها بأحكام بذلك الغطاء الحريري :جوليا مبسوطه اوي ياهشام ، عشان أول حاجه عيون جوليا شافتها... هو انت ، بجد عيون جوليا محظوظه كتير !
فتتطلع اليها هشام بتنهيده قويه بعدما جذب ملابسه الملقاه بعشوائيه علي الأرض حتي قال : الي احنا عملناه ده حرام ياجوليا ، قبل ما يكون غلط ، مش عارف أزاي انا أستسلمت ليكي بالطريقه ديه
فنظرت اليه جوليا بدهشه ، ثم نهضت من علي الفراش وأقتربت منه قائله : لدرجادي انت مضايق من جوليا ياهشام ، هشام انا بحبك كتير ، جوليا بتحب هشام بجد
فظفر هشام بقوه وهو يغلق أزرار قميصه قائلاً : قولتلك أنا مش بحبك ، انتي صديقه ياجوليا وبس
فقتربت منه جوليا أكثر قائله : مفتكرش ياهشام ، انا عايزاك هشام تكون جنبي علطول ، اوعدك ان جوليا هتسعدك ديما ، وجوليا مش عايزه هشام يتجوزها ، جوليا عايزه هشام وبس
فنظر اليها هشام ساخراً ليقول : كنتي مبسوطه ياجوليا !
لتقول جوليا بعدما رفعت بقدماها البيضاء العاريه كي تقبل عنقه : كتير ياهشام ،انا عمري ماحسيت أني ست بجد غير وانا بين أيديك ، جوليا بتحب هشام ، بس هشام قلبه قاسي
فيبعدها هشام قائلاً بحزم : أسف ياجوليا ، مش هقدر أكون الراجل الي أنتي عايزاه ، كفايه اووي الليله ديه الي هتفضل محفوره جوايا طول العمر ...
جوليا بدموع : انت ليه مش بتحب جوليا ياهشام ليه ، وكادت أن تترك ذلك الغطاء يسقط من علي جسدها الأبيض..حتي تقول : جوليا مش عجباك في أيه ، اشمعنا هما وانت لاء
ولكن يديه كانت الأسرع اليها كي يستر جسدها عن مرء عينيه فقال بحزم : أنتي أتجننتي ياجوليا
فتلمع عيناها الخضراء قائله بحب : انا بحبك هشام ، انا عايزه هشام ، جوليا مش عايزه غيره
فيتطلع اليها وكأنه يري طفله صغيرة وليست أمرأه قد تجاوزت منتصف العشرين بعامين ... حتي تنهد بقوه وهو ينظر الي هيئته وهيئتها في تلك المرئه فيفتح ذراعه لها كي يضمها إليه قائلا بأشفاق : جوليا أنتي جميله اوي ، وهشام غلط مع جوليا عشان هو خدعها بأهتمامه وافتكرت ان معاملته ليها بتدل علي الحب ، بس ده غلط ياجوليا
لترفع هي وجهها المغطي بالدموع قائله : متسبش جوليا هشام ، عشان جوليا كانت ضايعه ، بس اول ماهشام بقي جنبها جوليا رجعت تاني ومبقتش تايها ، ارجوك هشام
وكادت أن تلامس شفتيه الرجوليه شفتيها الحمراء ، رفع أحد أصبعه مشيراً لها بأعين صارمه وهو يقول : مينفعش ياجوليا
فتبتسم اليه وهي تضمه بشده قائله : جوليا عشان كده بتحب هشام ، عشان عارفه هشام هيقدر يحافظ عليها ، ثم أبتعدت عن ذراعيه قائله : جوليا نفسها تجيب بيبي هشام ، ومنك أنت ، جوليا هتصلي كتير، وهتدعي ربنا ، عشان تجيب طفل منك هشام ويكون شبهك
فتتلاقي نظرات عيناه بعينيها الدامعه ، حتي يبتسم بحزن قائلا : مينفعش ياجوليا ، انسي الليله ديه خالص
فتتطلع اليه بخيبة أمل قائله وهي تخفض برأسها : جوليا حاسه انها هتجيب بيبي من هشام ، جوليا متعرفش أزاي ، بس هيجي صدقني
فنظر اليها وهو لا يعرف كيف الحديث يبدء مع امرأه إذا نظرت الي انوثتها الطاغيه ، فستعلم كم حطمت قلوب الكثير من الرجال ، واقتحمت أعينهم .. ولكن إذا أستمعت الي حديثها فستتعجب من تفكيرها بأن تكون أماً لطفلاً من شخص أحبته وليست زوجته ، فيبتسم لها أبتسامة أشفاق علي حالها .. حتي يخفض رأسه أرضا بألم يعتصر قلبه !!
.................................................. ...............
وعندما وقف يتأمل تلك المساحات الخضراء التي أمام أعينه ، صار الماضي في ذهنه كشريطاً ثنيمائياً لا يريد التوقف ، فتنهد بقوه وهو ينظر لذلك الجليد وكأنه أصبح يري قلبه فيه .. حتي خرج صوته الجامد وهو يقول : أدخل يا معتز
ليردف إلي حجره مكتبه .. محاميه الخاص قائلا : محمود بيه ، كل حاجه بقيت تمام ، مش فاضل غير قرار حضرتك النهائي لنزولك مصر
فيلتف اليه محمود قائلا : جوليا مرجعتش لندن ، لسا في مصر..
فيبتسم معتز قائلاً : جوليا تقريباً نسيت مهمتها ، وشكلها كده حبيت هشام ، ونسيت أنها المفروض توقع فارس مش هشام
فيبتسم محمود قائلاً : طول عمره هشام ليه جاذبيه خاصه مع النساء ، جوليا لازم ترجع لندن قبل ما أنا انزل مصر ..
فينظر اليه معتز قائلاً : نفسي أعرف حضرتك بتفكر في أيه ، يعني تسيب كل مشاريعك هنا في لندن وتركيا ، وترجع مصر من تاني ، طيب باقي أعمالك
فيلتف اليه محمود قائلاً بجديه : وليم هنا ، وانت كمان هتفضل هنا ، تتابع كل حاجه ...
فيغمض محمود عينيه قليلاً ... وهو يتذكرها قائلاً بداخله : لازم ارجع يافارس ، عشان نصفي حسابتنا سوا .. ياصاحبي!!
.................................................. .................
وعندما أنهي محاميه بعد الأجرائات التي قد طلبها ، أستأذن منه كي يتابع بعض أعماله ، ليتنهد هو متذكراً كيف لعم أن يكون بتلك البشاعه ، حتي الأموال البسيطه التي من حق أخاه وحده وأبنته ، قد طمع بها وأراد أن يأخذ نصيبه منها ..فتنهد بأشفاق علي حالها وهو يقول : مش هخلي حد يأذيكي أبدا ياحببتي !
حتي أردف اليه صديقه ، ولكن ليس كعادته أن يكون بذلك الهدوء فيقول فارس متعجباً : مالك ياهشام بقالك كام يوم مش طبيعي ، انت فسخت خطوبتك بصوفيا ولا ايه
ثم قال ساخراً : أكيد صوفيا غارت من جوليا
فنظر اليه هشام قائلاً بتهكم : بقيت فايق دلوقتي للهزار ، علي فكره بقي أصلا مافيش صوفيا ، وصوفيا ديه بنت أتعرفت عليها مده في شرم وسافرت بلدها تاني، مش كل شويه هتسألني عليها وتقولي أتجوزتوا ولا لسا !!
فيضحك فارس قائلاً : ما أنا عارف ياهشام ، وعارف كويس أنك لسا موقعتش يا أيتش في حب أمرأه
فينظر إليه هشام بضيق ، حتي يقول بتسأل : استاذ رأفت المحامي كان بيعمل ايه هنا
فيتنهد فارس قائلا : هحكيلك ... وبعدما أنهي فارس حديثه
نظر له هشام بدهشه : مش معقول ، في عم بالشكل ده ، حتي الفلوس الي صديق باباها حطهالها في حساب ليها ، بسبب بحث والدها ، عايزه ياخد حقه منها
فيضحك فارس قائلا بتهكم : لاء وبيقولي ، بنت أخويا أزاي عايشه مع راجل غريب في بيت واحد
فيتطلع اليه هشام قائلاً : عشان كده أنت سيبت الفيله وروحت شقتك القديمه
فينظر اليه فارس قائلاً : مش عشان كده وبس ، بس أنا وهنا مينفعش نعيش مع بعض في بيت واحد مدام مافيش رابط محلل بينا
فيتنهد هشام قائلاً : فارس أنت بتحب هنا ، ولا بتشفق عليها ، اوعي يكون حبك عطف يافارس
فيتطلع اليه فارس قائلا بحب : وتفتكر أن لو عايز أعطف علي هنا .. هعطف عليها بالحب ، أنت أكتر واحد عارف اني من سنين طويله مبقتش فارس بتاع زمان ، بس أنا دلوقتي أتغيرت ، وأكتشفت حبي لأيناس مكنش حب ديه كانت رغبه ، رغبه راجل بيحب شكل وجسد وبس ، مش روح ، الحب فعلا روح مش شكل
ليتطلع اليه هشام قائلاً : طبعاً كالعاده كنت هتأجل لحظه أعترافاتك ديه ، بس عم هنا غير كل تفكيرك ، وخلاك تقول حقيقة مشاعرك ، من غير ما يظهر فارس الي لازم يدرس كل حاجه حتي مشاعره
فيضحك فارس قائلاً : عيبك ياصديق عمري أنك فاهم صاحبك اووي ، ثم تنهد فارس قائلاً الي مريت بيه صدقني مكنش سهل ياصاحبي ، عارف يعني أيه تشوف الست الي أختارتها تكون مراتك وأتحديت كل الناس عشان تتجوزها ، وفجأه تلاقيها بتخونك ، ثم قال ساخراً : ومع موظف عندك.... ..
فيتطلع اليه هشام بأشفاق : أنسي بقي ، صدقني الي جاي هيكون أحسن !
فيبتسم فارس وهو ينهض من علي كرسي مكتبه ليقترب من صديقه ، حتي يضع بكلتا يديه علي كتفيه بحنان قائلاً : عمري ماهنسي وقفتك جنبي ياصاحبي ، حفظت علي أسمي وسمعتي وكأنك بتحافظ علي شرفك أنت ... ثم قال بحب : لولاك كانت كل الناس فضلت تشاور وتقول هو ده الراجل المغفل الي مراته خنيته في بيته وفي أوضه نومه ...
ليتنهد هشام قليلا وهو يتذكر ذلك اليوم ....!!!
لازم يا أستاذ رأفت ، المحاكمه تكون سريه ، والجريده الي نشرت الخبر ده لازم تتحاسب
فينظر إليه رأفت قائلاً : صدقني يابشمهندس هشام ، انا بعمل كل الي بوسعي عشان ننفي خبر القتل ، وطلعنا خبر للصحافه أن موت أيناس كان بسبب حادثه ، وان فارس بيه بره البلد ولسا ميعرفش عن موت زوجته حاجه ، صدقني أنا بحافظ علي سمعته وسمعت المجموعه علي قد ما بقدر ..
فيتطلع هشام قائلاً بأسي : المحكمه بكره صح
فينظر إليه رأفت ليطمئنه قائلاً : متقلقش ديه قضية دفاع عن الشرف ، والقاضي هيحكم ليه بالبرائه علي طوول .. المهم هو يقدر يكون متماسك
فيعود هشام بذاكرته وهو يتطلع الي أعين صديقه قائلاً : لسا بتزور والدة أيناس ، ومتكفل بمصاريف علاجها
فيتنهد فارس قائلاً : هي ملهاش ذنب في حاجه ....
.................................................. .................
وقف يتطلع الي ملامحها من بعيد وهو يراها تمسك عقد البيع الذي يحتوي علي ملكيتها لذلك الأرض .. قائلا بسخريه داخله : غبيه ياكريمه ، بس الجهل ساعات بينفع الواحد .. فيبتسم ساخرا : متعرفيش ان العقد ده مش عقد بيع ليكي ، لاء ده وصل أمانه عليكي .. هيعيشك مذلوله طول حياتك ليا عشان تعملي نفسك ناصحه وتتفقي عليا يابنت ثم ضغط علي أسنانه بقوه وهو يقول : يابنت محروس
فتلتف اليه هي قائله بفرحه : أنا مش مصدقه نفسي ياصالح ، الأرض فعلا بقيت بأسمي
فينظر اليها صالح قائلا : طبعا ، صالح لما بيوعد بيوفي ، ثم نظر لها قائلا : لسا بتاخدي موانع للحمل ياكريمه
فتتطلع اليه هي بخوف قائله : أنا .. لا أبدا ياسي صالح
فيقترب من ذلك الدولاب قائلا بتهكم وهو يفتح احد أدراجه ليخرج كيس به بعض البذور : شوقي العطار قالي ان نوع البذور ديه بتمنع الحمل .. ولا أنتي ايه رئيك
لتنظر اليه كريمه بأرتباك .. حتي يقول هو بصوت عالي : ماتقولي ياكريمه ، كلام شوقي العطار صح ولا لاء ، اصل انا مبصدقش شوقي ده
فنظرت اليه هي حتي قال صالح : حلو نوع البذور ديه ياكريمه ، قوليلي صحيح انتي بتشربيها ليه ، اصل أنا جسمي بقي وجعني قولت يمكن تكون مفيده للجسم
فأخذت تفرك في كلتا يديها بخوف ، حتي اصبحت تشع حرارة قويه من أثر فعلتها قائله بعدما بلعت ريقها بصعوبه : اه ، مفيده للجسم ياسي صالح ...
فيبتسم صالح ساخراً وهو يتطلع اليها ...اما هي وقفت تلعن نفسها علي غبائها أمام ذلك الرجل الذي يعتبر داهية من دواهي الزمن الخبيث !!
.................................................. ..............
أخذت تتأمل ذلك الفستان بأعين لامعه وهي تقول : الفستان ده ليا أنا ياصفيه !
لتنظر لها صفيه ببتسامة تملئ وجهها الحاني قائله : ايوه ياست هنا، فارس بيه بعته ،وقال يطلع اوضتك وهو هيجي الفيله، بالليل عشان يطمن عليكي!
فتتطلع هي الي لونه اللامع الذي يحمل لون الأزرق الهادئ .. حتي تضعه علي جسدها ، فتتأمله في تلك المرئه قائله : شكله جميل اووي
لتقول صفيه بطيبه : وهيكون اجمل لما تلبسيه ياست هنا ، انا هنزل عشان أساعد هنيه في شغل المطبخ ، عن اذنك
فتذهب صفيه ، وتجلس هنا علي فراشها وعيونها تلمع بسبب ذلك الفستان ، الذي لم تري قطاً جماله .. حتي تقف سريعا .. وما من دقائق معدوده كانت تدور بيه في الغرفة بأكملها وشعرها البني يتطاير معاها بخفه كصاحبته ، فتتطلع الي هيئتها ثانية في المرئه قائله بتعجب : بس أنا شكلي مش طفله ، ليه هو شايفني طفله !!
وتنظر الطفله الي جسدها ... فتصبح عيناها فاتنه بأنوثتها التي تُخفي خلف برائه طفولتها !!
.................................................. .............
وكلما تتطلع الي حركة قدماها الهادئه وهي تجول أمامه بتعب ، كانت نظرات أشفاقه عليها تكاد أن تعتصره ألماً فيقول بتنهد : لسا تعبانه ياسلمي
فتنظر اليه بألم وهي تضع بكفها الصغير علي بطنها، غير قادره ان تتحدث
فيقترب منها منصور بحنان حتي ينحني بجسده الضخم بالنسبه لها قائلاً : هانت خلاص ، مافضلش غير شهرين وتولدي ، وتجبيلي الولد
فتنظر اليه بأعين دامعه قائله : مش قادره يامنصور ، أنا عايزه أولد دلوقتي ... لسا شهرين
فيضحك عليها قائلاً : معلشي أستحملي
فتجلس علي طرف الفراش بدموع : كل يوم تقولي أستحملي ، أنت السبب ربنا يسامحك
فيقترب منها منصور ليحتضنها ، حتي تستكين بين ذراعيه : عارف أن أنا السبب وكانت غلطتي لما أتجوزتك ياسلمي واخدت حقوقي غصب عنك ، عشان أجيب الولد
بس فكرة اني أخلف واجيب الولد ديه ، هي الي هماني ، ومش عايز حاجه بعد كده منك ، وانا حاسس انك هتجبيه ، وهسميه عاصم ، ياااا يابنت صالح لو جبتيلي الولد
فتبتعد عنه قائله بألم :ليه الولد ، ليه ..
فيشيح بوجهه بعيداً عنها قائلاً : بكره لما أسيبكم واموت ، هو الي هيبقي سندكم ، هيقف جنب اخواته البنات ، زي ما انا بقف جنب اخواتي ، هيخلي باله من الفلوس الي تعبت وشقيت عشان أجمعها انا وجده ، وهيفتح البيت ويكون هو راجلكم ... ثم ظهرت علي وجهه علامات الجمود قائلاً وهو يقف كي يغادر حجرتها : اعملي حسابك لو مجبتيش الولد ، هتحملي وهتخلفي تاني وتالت ورابع .. حتي لوعاشر ، انا عايز اجيب منك أنتي الولد يابنت صالح سامعه
ويتركها بين ألام جسدها ودموعها التي أصبحت روتيناً يومياً قد اعتادت عليه .. حتي وضعت يدها بحنان علي جنينها قائله : تفتكر هتكون زي ما منصور عايز ، ثم أدمعت عيناها قائله : وحلمي هيتحقق وهتكون ليا السند
وتصبح الطفله .. أماً ينبت بداخلها بذرة صغيره ، فيسير العمر ونسير نحن معه .. حتي ندرك فجأه بأن قد كبرنا بعقولنا قبل أجسادنا بسبب ما تحمله قلوبنا ..... !!
.................................................. ..............
وعندما تلاقت الأعين ، هربت بعيناها بعيدا عنه ، حتي تنحنح هو قائلا بعدما أرتشف قليلا من قهوته ذات المذاق الساده : عجبك الفستان!
فتخفض هي برأسها خجلا قائله : جميل اووي ، شكراً ، بس هو بكام عشان شكله غالي اوي
فيتطلع اليها فارس بجديه قائلاً : عايزه تدفعي فلوسه ولا ايه
فترفع هي بوجهها قليلا قائله : وليه لاء ، ده حقك ومش هتفضل متحمل مصاريف اقامتي وكل حاجه انت وماما أمال لحد دلوقتي ..
فيغمض هو عيناه بغضب قائلاً : انتي ناويه تجننيني
فتدمع هي عيناها قائله : مش عايزه صدقه من حد
فينهض هو بدوره حتي اقترب منها فرفع بأحد أصابعه مشيراً لها قائلاً : هنا ، انتي عايزه ايه دلوقتي
فتنظر اليه هي قائله بخوف : مش عايزه حاجه صدقني
فيتنهد هو قائلا قبل أن يغادر مكتبه ويرحل : أعملي حسابك هتسافري شرم ، بعد أسبوع عشان حفله افتتاح المنتجع... وقبل أن ينصرف تماماً قال : كروت الدعوه لأصدقائك موجوده علي المكتب لو حبيتي تعزميهم .. !
فينصرف ويتركها .. حتي تتطلع هي الي كل زاوية في مكتبه الوثير ، ناظرة الي هذا الجمع من الكتب التي تضمها تلك الحجره .. فتقترب من مكتبه وتظل تعبث ببعض الأشياء التي يحتويها هذا المكتب ذات اللون البني القاتم ، فتقع بأعينها علي تلك الرسمه التي تجسد صورتها ، حتي تبتسم وهي تري ذلك الأسم المزخرف عليهاا : طـــــــفـــلتــــي ذاتـــ الـــوشـــاح الأزرق
فتتسع أبتسامتها شيئاً فشئ... حتي تخترق وجهها بأكمله
فينظر اليها هو بعدما عاد ثانية ليقول بصوت جهوري كي يفزعها ويري خوفها منه : مش عيب تلعبي في حاجة غيرك ، شكلك عايزه اعادة تأهيل من تاني ، وهتبقي مني ان شاء الله
فتقف مفزوعه من وجوده قائله بأرتباك : اصل أنا
فينظر اليها بحده : انتي ايه ، مش المفروض اول ما أخرج من المكتب تكوني خرجتي ورايا
فتخفض برأسها أرضا قائله : مكنتش أقصد ، علي العموم انا بعتذر يا بشمهندس
فيعض هو علي شفتاه قائلاً : بشمهندس ، أطلعي ياهنا علي اوضتك فوراً ، ولحد ماأمشي من هنا ، مش عايز ألمح طيفك سامعه
فتمر هي من أمامه .. بخطي سريعه وقبل ، ان تذهب وتتركه قالت بصوته الجاد : حاضر أيها الرجل المتحول !
وقبل أن تخطوا بقدميها خطوة اخري كي تغادر مكتبه .. كانت يديه تحيط خصرها النحيل ... فيظل ناظراً لها كثيراً .. حتي ينحني بها قليلا وكأنه سيراقصها .. ولكن أبتعدت هي عنه قائله بدموع : أنا مش هعيش هنا تاني
وقبل أن تركض وتتركه بمفرده ، اخفض برأسه أرضاً قائلاً : أسف ياهنا ، سامحيني
فتلتف اليه قائله بتهكم : انت عايز مني ايه ، اكيد شايفني ولا حاجه ، عشان كده .. وقبل ان تتجاوز في كلامها
أقترب منها بهدوء قائلاً : يمكن عشان أتعودت علي بعض التجاوزات في حياتي زمان ، فبقي شئ عادي ، ولما رجع فارس القديم رجع بعيوبه ، بس أوعدك هحافظ عليكي اكتر من نفسي ، ومن هنا ورايح مش هاجي الفيله خالص ، ويوم شرم هبعتلك السواق ، وأنا مطمن دلوقتي عليكي مع هنيه وصفيه وعم حسن ....... لحد ماعمتي ترجع !
وقبل أن ينصرف قال ببتسامه :ياريت ، تقبلي أعتذار رجل فضل سنين قافل علي قلبه لحد ما جيتي اقتحمتيه أنتي ياطفلتي
فتبتسم رغما عنها قائله : ليه حبتني أنا ، ولا حبك عطف وأشفاق عليا
وتصدر تلك الكلمه صدي عاليا داخل قلبه ليلتف قائلا بصوت هائج : متسأليش شخص بيحب... وتقوليله انت بتحب ليه ، لانه بيبقي أكتر واحد جاهل للأجابه ... !!
.................................................. ................
وعندما عاد الي بيته ذات الطابع الأسترالي ، نظر الي سائقه كي يخبره بأن يعود اليه غداً مبكراً .. ليردف الي داخل منزله حتي تطلع الي هدوء البيت قائلاً : غريبه نيره مش مستنياني عشان نتخانق .. ثم تنهد بضيق وهو يزيح رابطه عنقه الي أن وصل الي الغرفه .. حتي وجدها خالية ، فتنهد قليلا وهو يكمل أزاله ملابسه الرسميه ، لتخرج هي من ذلك الحمام الذي تحتويه الغرفه الواسعه ... فيقف متعجباً من زوجته وهي ترتدي ذلك الفستان الابيض العاري ، وكأن زوجته قد عادت عروساً ثانية فيقول بتعجب : انتي لابسه كده ليه يانيره ، فتقترب منه هي بحب : عايزه نفتكر يوم فرحنا ياحبيبي ، لتضع بأناملها علي أزرار قميصه الذي لم يكمل فك أزاره حتي تقول بحب وهي تفك له باقية الأزرار : وحشتني اوي يايوسف ، عارفه اني بقيت أتعصب كتير بس أنت
وقبل أن تتفوه أنحني اليها كي يقبلها بشغف .. ثم أبعدها عنه قائلاً : مهما عملتي ونكدتي عليا ، هفضل أحبك لاخر يوم في عمري
لتضع هي أناملها بحنان قائله : يعني أنت مبتزعلش مني يايوسف
فيأخذها الي أحضانه كي تستوطن كل جزء فيه قائلاً : صحيح بزعل شويه ، بس انا لازم أستحملك ، غير أن ده شئ طبيعي ياحببتي من الزوجه المصريه
فتبتعد عنه وهي تضع بكلتا يديها علي خصرها : أنا نكديه ، أنا غلطانه يايوسف أني عامله في نفسي كده ، كله عشان أعجبك ..
فيضحك عليها قائلا: بس حلو الكرش الصغير ده ياحببتي ، أنا تقريبا متجوزتكيش بيه
فتغضب مثل الأطفال قائله : أنت السبب ، علي فكره فاكر ولا مش فاكر
فيضحك حتي دمعت عيناه ليقترب منها بحب : نيره أنتي كل حاجه في حياتي ، ثم وضع بيده برفق علي طفليهما ، والي انتي بتقولي عليه أن انا السبب فيه ، كان بمزاجك ولا مش بمزاجك
فتنظر اليه بغيظ ... حتي تدمع عيناها .. فيقول هو بحنان : بتعيطي ليه دلوقتي
فترفع بوجهها قائله : الفستان ضايق اوي !
فتنفجر شفتاه ضاحكاً علي زوجته التي يعشق فيها كل شئ .. حتي نكدها هذا