الظل الغامض قصص رعب قبل النوم
الظل الغامض
كان ذلك في ليلة عاصفة من ليالي الشتاء، حينما قرر يوسف السفر إلى قرية والدته القديمة لتسوية بعض الشؤون العائلية. كانت القرية بعيدة ومعزولة، تطلب الوصول إليها القيادة عبر طرق وعرة وخطرة. وصل يوسف عند الغسق إلى منزل العائلة القديم، وهو منزل كبير ومهجور منذ سنوات.
أضاء يوسف المصابيح القديمة، وبدأ في استكشاف الغرف المظلمة. كان المنزل مليئًا بالغبار والعناكب، وكل خطوة تخطوها تملأ المكان بصوت خشخشة مزعجة. فجأة، سمع يوسف صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. شعر بقشعريرة تسري في جسده، ولكن أصر على معرفة مصدر الصوت.
صعد السلم بحذر، وعندما وصل إلى الطابق العلوي، رأى باب غرفة النوم الرئيسية مفتوحًا. اقترب ببطء ونظر داخل الغرفة، ليجد نفسه وجهًا لوجه مع ظله في المرآة القديمة الكبيرة. لكنه شعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي في انعكاسه. كان الظل يتحرك بشكل مختلف عنه.
أخذ نفسًا عميقًا، وقرر أن يتجاهل هذا الشعور ويفحص باقي الغرف. وبينما كان يمشي في الممر الضيق، شعر بأنفاس باردة على رقبته. استدار بسرعة، لكنه لم يجد شيئًا سوى الظلام. عاد إلى غرفة النوم وحاول إغلاق الباب، لكنه علق في مكانه كأن شيئًا يمنعه من الإغلاق.
أثناء محاولته، سمع صوت همسات تأتي من داخل المرآة. اقترب بحذر مرة أخرى، وشاهد ظله في المرآة يتحول إلى شكل مخيف، ثم خرج من المرآة وبدأ يقترب منه. شعر يوسف بالرعب يحاصره، وبدأ يركض نحو السلم. لكن، كلما ركض أسرع، ازدادت الظلال من حوله، وكأنها تلاحقه.
في النهاية، وصل إلى السلم وقفز بسرعة إلى الطابق السفلي، ولكنه سقط واصطدم بالأرض بقوة. عندما فتح عينيه، وجد نفسه في غرفة المعيشة، محاطًا بالظلال التي تتراقص حوله. حاول الصراخ، لكن صوته لم يخرج. بدأت الظلال تقترب منه ببطء، حتى ابتلعته بالكامل.
استيقظ يوسف في الصباح التالي، وهو مستلقٍ على الأرض، في نفس المكان الذي سقط فيه. شعر بالألم في جسده، لكنه لم يجد أي أثر للظلال أو الأحداث المرعبة التي عاشها في الليلة السابقة. نهض بصعوبة وقرر مغادرة المنزل على الفور.
وفي طريقه خارج القرية، لم يستطع يوسف نسيان تلك الليلة المروعة. رغم أنه لم يجد تفسيرًا لما حدث، إلا أنه كان متأكدًا من شيء واحد: لن يعود إلى ذلك المنزل المهجور مرة أخرى.