قصة رعب طويلة: سرّ القصر القديم
في ضواحي مدينة نائية، يقع قصرٌ قديمٌ ضخمٌ، مشهورٌ بكونه مسكوناً. كان هذا القصر مهجوراً منذ عقود، وتُحيط به أساطيرٌ وحكاياتٌ مرعبةٌ عن أشباحٍ وأرواحٍ شريرةٍ تسكنه.
كان سكان المدينة يتجنبون القصر خوفاً من لعنةٍ قديمةٍ تحوم حوله. قيل أنّ عائلةً ثريةً عاشت في القصر منذ زمنٍ بعيدٍ، وأنّ مأساةً مروعةً حدثت هناك، أدّت إلى موتهم جميعاً، وتركّت أرواحهم تائهةً بين جدرانه.
ذات يوم، قرر مجموعةٌ من الشباب المتهورين استكشاف القصر، مدفوعين بالفضول والشجاعة. لم يصدقوا حكايات الأشباح، وظنّوا أنّها مجرد خرافاتٍ سخيفة.
وصل الشباب إلى القصر عند غروب الشمس، وشعروا برعشةٍ من الخوف بمجرد اقترابهم منه. كان القصر يوحي بالكآبة والوحشة، وكأنّه ينبعث منه شعورٌ بالشرّ.
دخل الشباب القصر بحذر، وفوجئوا بظلامه الدامس، وغرفه المليئة بالغبار، وأثاثه المتقادم. حاولوا تشغيل الإضاءة، لكنّ الكهرباء كانت مقطوعة.
فجأة، سمعوا صوت صراخٍ مخيفٍ من الطابق العلوي. أصيبوا بالذعر، وبدأوا يرتجفون من الخوف. أرادوا الخروج من القصر، لكنّ الباب الأمامي كان مغلقاً بإحكام.
حاولوا فتح النوافذ، لكنّها كانت عالقة. كانوا محاصرين في القصر المسكون مع الأرواح الشريرة.
ازدادت أصوات الصراخ، وسمعوا طرقاتٍ قويةٍ على الجدران، وشعروا بوجود أشياءٍ غريبةٍ تتحرك حولهم في الظلام.
بدأ الشباب يفقدون الأمل، وسيطرت عليهم مشاعر الخوف والرعب. في تلك اللحظات، تمنّوا لو لم يأتوا إلى هذا المكان المخيف.
فجأة، انفتح باب إحدى الغرف، وظهر شبحٌ أبيضٌ طويلٌ القامةٍ، بعينين حمراوين، وابتسامةٍ شريرةٍ على وجهه.
صرخ الشباب من شدة الخوف، وركضوا في جميع الاتجاهات، لكنّ الأشباح كانت تطاردهم في كلّ مكان.
وصل أحد الشباب إلى غرفةٍ صغيرةٍ في الطابق العلوي، ووجد فيها مفتاحاً قديماً. أدرك أنّ هذا المفتاح هو مفتاح بابٍ سريٍّ يُخرجهم من القصر.
ركض الشاب مسرعاً إلى الباب الأمامي، وفتح الباب بالمفتاح القديم. خرج الشباب من القصر مسرعين، ولم يلتفتوا وراءهم.
ركضوا بعيداً عن القصر، ولم يهدأوا حتى وصلوا إلى بيوتهم.
في تلك الليلة، لم ينم الشباب من شدة الخوف. لقد واجهوا تجربةً مرعبةً لن ينسوها أبداً.
منذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب من القصر القديم مرةً أخرى، وازدادت حكايات الأشباح عنه انتشاراً بين سكان المدينة.
هل كانت هذه مجرد حكاية من الخيال، أم أنّ القصر كان مسكوناً بالفعل؟
يبقى الجواب غامضاً، لكنّ ما هو مؤكدٌ أنّ الخوف الذي عاشه هؤلاء الشباب كان حقيقياً.
وإنّ هذه القصة تُذكّرنا بأنّ بعض الأماكن قد تُخفي وراءها أسراراً مرعبةً، وأنّ هناك أشياء لا يمكن تفسيرها بمنطق العقل.