المنزل المهجور والفتاه الشجاعة

المنزل المهجور والفتاه الشجاعة

1 المراجعات

 

في إحدى القرى النائية على سفح جبل مغمور بالضباب والغموض، كان هناك منزل قديم مهجور يعتبره السكان المحليون موطنًا للأرواح الشريرة. تتداول القصص بأنه كان مأوى لعائلة غامضة اختفت بشكل غامض قبل عقود من الزمن، ومنذ ذلك الحين يُسمع أحيانًا صراخ مذعور ينبعث من داخله في منتصف الليل.

أندريا، الفتاة الشجاعة والمغامرة من القرية، كانت دائمًا تستمع إلى هذه القصص مع حماس وتشويق. كان لديها الفضول الشديد لمعرفة إذا كانت الأساطير تحمل الحقيقة، أم أنها مجرد خرافات لإثارة الرعب. لكنها لم تجد من يرافقها في رحلة استكشافية إلى هذا المنزل المهجور اللعين، حتى جاءت لحظة شجاعة فردية.

في إحدى الليالي الباردة والمظلمة، قررت أندريا أن تكون ليلتها للتحقق من الأسطورة نفسها. ارتدت معطفها الثقيل وأخذت مصباحًا قويًا، وانطلقت نحو المنزل المهجور بينما الرياح تعصف بأوراق الأشجار وتصدح أصوات غريبة في الهواء البارد.

وصلت أندريا إلى المنزل الذي يبدو أنه ينتظرها منذ زمن طويل. كانت النوافذ مسدودة بالألواح الخشبية المتهالكة، والباب الرئيسي مغلق بإحكام. لكن الشجاعة أخذت الأفضل على الخوف، فقامت بفتح الباب الصدئ ودخلت بحذر شديد.

داخل المنزل، كانت الظلمة الكاملة تخيم على كل شيء. تناثرت الأثاثات المتهالكة هنا وهناك، وأوراق الغبار تراكمت على الأرض القديمة. كانت أصوات طقطقة بسيطة تعلو في الهواء البارد، كما لو كانت الجدران تحكي قصة الأسرة المفقودة.

فجأة، بدأت أندريا تسمع أصواتًا غريبة تأتي من الطابق العلوي. صوت خطوات خفيفة تتقدم في الهواء الساكن، وهمسات غير مفهومة تتردد في كل زاوية من المنزل. كانت أندريا تشعر بالرعب ينتابها، لكنها استمرت في الصعود إلى الطابق الأعلى ببطء، مصطحبة مصباحها لإضاءة طريقها.

عندما وصلت إلى الطابق العلوي، وجدت نفسها أمام باب مغلق بإحكام. كانت تشعر بأن هذا الباب هو مصدر الأصوات الغريبة التي كانت تسمعها. بقدر ما كانت ترغب في معرفة ما بداخله، كانت تشعر بالرعب من فتحه.

بعد لحظات من التفكير المتردد، قررت أندريا أن تفتح الباب. ولكن عندما فتحته ببطء، لم تجد سوى غرفة فارغة مظلمة، لا شيء يقف فيها سوى بعض الأثاثات المهترئة والنوافذ المسدودة.

لكن حينما أشعلت المصباح داخل الغرفة، شعرت أندريا بانخفاض درجة حرارة الهواء بشكل ملحوظ. بدأت أنفاسها تتكاثف أمامها وأصبحت تشعر بالخوف الشديد. لم تكن وحدها في الغرفة، فظلالًا غامضة بدأت تظهر تدريجياً على الجدران، كأنها أرواح تسربت من الظلام نفسه.

بدأت الأرواح تتحرك ببطء نحو أندريا، وهي تبتلع الصراخ دون صوت. حاولت أندريا الهروب ولكن بدون جدوى، فالظلمة احتشدت حولها بسرعة متزايدة، تغلّفت بها بأسرها، وأصبحت أندريا جزءًا من الأسطورة، تتلاشى في مكان ما بين الواقع والخيال.

---

وهكذا تنتهي قصة أندريا، الفتاة الشجاعة التي أرادت معرفة الحقيقة وواجهت مصيرها في ذلك المنزل المهجور الملعون.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة