اسرار منزل الظلام
“اسرار منزل الظلام ”
في إحدى القرى النائية المحاطة بالغابات الكثيفة، كان هناك منزل قديم مهجور يُعرف بين السكان بـ"منزل الظلال". قيل إن هذا المنزل كان يوماً مسكناً لعائلة ذات تاريخ غامض، وأنه الآن مأوى للأرواح الشريرة. كانت الحكايات تحذر من الاقتراب من هذا المكان، ولكن بعض الشباب الجريئين دائماً ما كانوا يختبرون هذه الأساطير.
في إحدى ليالي الشتاء الباردة، قرر شاب يدعى سامي أن يتحقق بنفسه من صحة هذه القصص. كان سامي شاباً مفعماً بالحيوية، ولم يكن يصدق بسهولة الحكايات التي تروى حوله. حمل معه مصباحاً وكاميرا، ونزل إلى الغابة قبل حلول الظلام. مع كل خطوة يخطوها، كانت ظلال الأشجار تتلاعب بالأضواء، مما جعل المشهد يبدو أكثر غموضاً.
عندما وصل إلى باب المنزل، كان الباب مائلًا ومفتوحًا جزئياً، كأنه يدعوه للدخول. دفع الباب برفق ودخل إلى الداخل. كان الظلام يحجب الرؤية، وتسللت رائحة العفن إلى أنفه. أشعل سامي المصباح، فتساقط الغبار من السقف وكأن المنزل كان يئن تحت وطأة الزمن. بدأت أشعة الضوء تكشف عن الأثاث القديم المتهالك والصور الباهتة المعلقة على الجدران.
في إحدى الغرف، اكتشف سامي صورة قديمة لعائلة، كانت وجوههم متجمدة في تعبيرات حزينة وغامضة. لاحظ أن عيونهم بدت وكأنها تراقبه، فشعر بقشعريرة تسري في جسده. حاول تجاهل ذلك، لكنه لم يستطع التخلص من شعور المراقبة.
بينما كان يستكشف الطابق الأرضي، سمع فجأة صوت صرير خافت. اتجه نحو الصوت، ووجد باباً يؤدي إلى قبو. لم يكن لديه رغبة في النزول، لكن الفضول دفعه إلى فتح الباب والنزول. كانت درجات السلم خشبية وقديمة، ومع كل خطوة كانت تصدر أصواتاً خافتة. عندما وصل إلى القبو، كان المكان مظلماً ورطباً، مع بقايا أثاث قديم. كان سامي يلتقط الصور بسرعة، عندما شعر بشيء غريب؛ أحس بلمسة باردة على كتفه.
التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. عاد إلى الطابق العلوي، وهو يشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي يتربص به. فجأة، سمع ضحكات خافتة تأتي من إحدى الغرف. اقترب بحذر، وعندما نظر من خلال الشق في الباب، رأى شبحًا شاحبًا لامرأة ترتدي ثوبًا أبيض. كان الشبح يقف في الزاوية، وعيناها فارغتان تماماً من الحياة.
تجمد سامي من الرعب، وعندما حاول أن يتراجع، شعر بشيء يشده من الخلف. حاول الهروب، لكنه وقع على الأرض. اقترب الشبح منه ببطء، وعندما كان على بعد خطوات قليلة، اختفى فجأة. هرع سامي نحو الباب الأمامي، ولكنه عندما وصل، وجد الباب مغلقاً بإحكام. حاول فتحه، لكنه كان مغلقاً بشدة.
دفع سامي الباب بقوة، وعندما خرج أخيرًا، شعر بالهواء البارد يضرب وجهه. لم يتوقف عن الركض حتى وصل إلى قريته، حيث كان يتنفس بصعوبة وشعر بأن قلبه يكاد ينفجر. لكنه لم يكن يعرف أن الرعب لم ينته بعد.
عندما وصل إلى منزله، وجد أن الباب مفتوح. دخل بحذر إلى الداخل، وعندما وصل إلى غرفة المعيشة، وجد الشبح نفسه يقف هناك، ينظر إليه بنفس النظرة الخالية من الحياة. صرخ سامي بأعلى صوته، لكن صرخاته لم تُسمع. بدأت الظلال تغمر الغرفة، وشعر أن يديه وقدميه تقيدان بقوة غير مرئية. بدأ كل شيء يدور حوله، وصار صوته يختنق.
في اليوم التالي، لم يجد أحد سامي. فقط الكاميرا التي كان يحملها وجدت على الأرض، وصورها كانت مملوءة بصور غير واضحة وظلال غريبة. القصة عن "منزل الظلال" أصبحت أكثر رعباً، وسكان القرية أصبحوا أكثر حذراً، بينما بقي المنزل مهجورًا، شاهدًا على أسرار لا يمكن تفسيرها.