قصة مرعبة من العيار الثقيل بعنوان "ليلة الرعب: سر المهرج الشيطاني في خيمة السيرك"
**ليلة الرعب: سر المهرج الشيطاني**
كانت ليالي الصيف الحارة تنسيك برودة النسيان التي تتركها الصحاري الملتهبة للشوارع القذرة. حين يبدأ الغسق بالهبوط، تتحول الأماكن المشرقة إلى أماكن مظلمة وتخفي الكثير من الأسرار. كان جورج واحدًا من الذين لم يكن يتصور أبدا أنه سيدخل في ليلة من الرعب الحقيقي.
جورج، شاب في العشرينات من عمره، كان يعمل في سيرك صغير بالقرب من مدينته الصغيرة. كانت وظيفته تلك الليلة بسيطة: تنظيف القفص الذي يحتوي على مهرج يرتدي زياً ملوناً ويجلس على منصة خشبية مزخرفة. كانت النظرات المتعجبة والضحكات الخجولة التي تصدر من الأطفال تسري في المكان بينما كان الناس يتجمعون حول المهرج.
ومع ذلك، كان هناك شيء غريب يختل في المكان تحت الأضواء المتلألئة والألحان المرحة. الفجر يتجمد في القفص، ينظر إليه وكأنه ينتظر شيئًا، وكأنه ينظر إلى جورج بنظرات تكاد تكون مرعبة.
لكن جورج لم يكن يعرف أن الليلة ستكون ليلة يندم على أنه لم يختار لتنظيف القفص. لكنه يبدأ في سماع أصواتا غريبة تنبعث من القفص وخلفه، كأن هناك شيئا يتحرك ببطء.
عندما قرر الاقتراب والتحقق، وجد جورج نفسه وحيدا في الخيمة الكبيرة.
بينما كان جورج يتأمل في الخيمة الفارغة، شعر بنسيم بارد يعصر على رقبته مثل أصابع الشرنقة. لم يكن يعرف ماذا يفعل. هل يبقى وحده أم يعود إلى المدينة؟ قرر البقاء، مصممًا على معرفة ما يحدث.
اقترب بحذر من القفص، حيث كان المهرج يجلس، ثم فجأة، سمع صوتًا خفيفًا، مثل ضحكة غامضة تتردد في الهواء. هذه الضحكة لم تكن مثل الضحكات الطبيعية التي سمعها من قبل. كانت تبدو مخيفة، تشعره بالقشعريرة في كل مرة يسمع فيها.
في هذه الأثناء، بدأت الأضواء في المكان تتقلص وتتوهج بطريقة غريبة. أصبحت الأشياء تتحرك ببطء داخل الخيمة، كأن هناك قوى خفية تتلاعب بالمكان. لم يعد جورج يستطيع تحمل الرعب الذي يتغلغل في قلبه، لكنه لم يكن يمكنه أن يترك الآن.
بينما كان يقف هناك، شعر بلمسة باردة على كتفه. استدار بسرعة ليجد نفسه وجهاً لوجه مع المهرج، ولكن ليس كما رأاه في السيرك. كانت عينا المهرج تشتعل بلمعان أحمر، وكانت الابتسامة على وجهه تبدو متشوشة ومرعبة. كانت يديه، التي كانت تمسك الزخارف الملونة، ملطخة باللون الداكن كالدماء.
فزع جورج وحاول الهروب، لكن المهرج تقدم نحوه بخطوات ثقيلة ومرعبة. كان الهواء يحترق برائحة الحديد، وكان صراخ الأطفال المرعوبين يعلو في المكان. فجأة، انقطع الضوء وسط الصراخ، وتحولت الخيمة إلى ظلمة دامسة.
عندما عادت الأضواء، كانت الخيمة فارغة تماماً، وكان جورج يجلس على الأرض مغمى عليه، وجهه يغمره العرق، وقلبه ينبض بسرعة كبيرة. لم يكن يدري ماذا حدث، لكنه علم بأنه لن يعود أبداً إلى تلك الخيمة، ولن ينسى أبداً ما رأى.