قصة تاريخيّة عن نابليون
"قصة نابليون"
اليوم سوف اتحدث عن قصة نابليون وعن حياته المدرسيةو حياته العموميةو الحملة الإيطالية سنة١٧٩٦ و قنطرة لودي و معاهدة كامبو فورميو سنة ١٧٩٧
1-حياته المدرسية:
وُلد نابليون بونابارت في أجاكسيو، إحدى مدن جزيرة كورسيكا، في الخامس عشر من شهر أغسطس سنة ١٧٦٩، وكان أبوه شارل بونابارت من رجال المحاماة الطليانيين، خدم في الجندية أيام كان أهل هذه الجزيرة يدفعون عنها غارة الفرنسيين على أن هؤلاء قد تغلَّبوا عليهم في سنة ١٧٦٨. وكانت أمه تُدعى لييزيا رامولينا، وكان نابليون ثاني إخوته.
لم يكَدْ نابليون يبلغ العاشرة من عمره حتى دخل مدرسة برين الحربية، وقضى بها خمس سنوات ونصف، كان في غضونها يقدَّم اسمه في تقرير المدرسة إلى الملك، ومما ذُكر في هذا التقرير عن نابليون أنه كان ممتازًا في دروسه الرياضية واسع الاطلاع على التاريخ والجغرافية، أما اللغة اللاتينية فكان فيها متأخرًا عن أقرانه تأخرًا كبيرًا كما كان في أدب اللغة وغيرها، أما هو فكان محبًّا للدرس، حسن السيرة والمسلك، تام الصحة.
في سنة ١٧٨٤ غادر نابليون مدرسة برين ودخل مدرسة باريس الحربية، قضى بها ما يقرب من سنة، ثم نال رتبة ملازم ثانٍ في المدفعية الفرنسية.
~~~~~~~~~~~~~~
2-حياته العمومية:
مال نابليون إلى الجانب السائد في الثورة الفرنسية، وهو الذي أطلق مدافعه في شوارع باريس على العساكر الوطنية فمزقهم كل ممزق، وبذلك انتهى عهد الثورة الفرنسية وجاء عهد آخر في التاريخ الفرنسي، كان هو روح ذلك العهد، أَبَدَ عشرين سنة؛
لأنه لم يمضِ قليل على فعلته هذه حتى عُيِّن نابليون، بفضل المسيو براس أحد الديركتوارت (أو المديرين) الخمس الذين حكموا فرنسا في ذلك العهد بالتضامن، قائدًا عامًّا لجيش فرنسا الداخلي وهو لم يبلغ من العمر إلا خمسة وعشرين ربيعًا.
تزوج بعد ذلك بجوزفين بوهارنز أرملة أحد أشراف فرنسا الذين ذهبوا ضحية مقصلة الثورة الفرنسية، وكانت أكبر منه سنًّا، ولكن نشأ بينهما حبٌّ ذهب بتلك الفروق، وتزوجها في سنة ١٧٩٦، وقبل زواجه بقليل عيَّنه ناظر الحربية قائدًا عامًّا لجيش إيطاليا فذهب في تلك الحملة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
3-الحملة الإيطاليةسنة١٧٩٦:
لما وصل نابليون إلى مدينة نيس وجد سهول إيطاليا الشمالية تموج بالعساكر النمساوية تحت إمرة الجنرال بوليو.
لم تكن الجنود الفرنسية شيئًا مذكورًا أمام النمساويين؛ إذ كانوا لا يمتازون عن سوقة الناس في شيء؛ كانت ملابسهم رثَّة، وأطعِمتُهم رديئة، لم يتدربوا التدريب العسكري اللازم، وكانت أجورهم قليلة لا يُدفع لهم أكثرُها، أما الخيل التي كانت في خدمتهم فلم يكن يربو الصالح منها على مائة بين أربعين ألفًا من الرجال. وعلى الجملة،
فلم يكن فيهم شيء يُرتضى إلا صغر سنهم؛ إذ كانوا جميعًا من الشبان، كما كان قائدهم. على أنه كان يُظن أنه من خرق رأي الحكومة وضعف سياستها أن تكل أمر هذه الحملة إلى فتى لم تكن له الخبرة العسكرية التامة التي يعتمد عليها قبل اليوم، ولكنه استطاع أن يجعل من هذا الجيش غير النظامي جيشًا به أمكَنَهُ أن يُخضع إيطاليا جميعها في اثني عشر شهرًا.
وقف في ميليسيمو وقفة صد بها النمساويين وقطعهم عن محالفيهم من السردينيين، فكان من وراء ذلك أن نزل ملك سردينيا، وهو حاكم تلك الأصقاع يومئذٍ، عن كل استحكاماته على ممرات الألب لفرنسا.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-4قنطرة لودى:
بعد أن عبر نابليون نهر البو جنوب بافيا ردَّ نابليونُ قائدَ النمساويين بوليو المذكور، فتقهقر هذا إلى نهر «أدَّا»، وكانت عليه قنطرة تُسمى «قنطرة لودي»، ما ذكرها الفرنسيون حتى يومنا هذا إلا وثار الدم في عروقهم! هنالك نُصبت المدافع النمساوية على مدخل تلك القنطرة تقذف جللها كأنها رسل الموت إلى صفوف الفرنسيين المتقدمين الذين اخترقوا ذلك الطريق الموحل حتى كانوا بين مدافع النمساويين يقصدون رجال المدفعية بسنكياتهم قبل أن يتمكن القائد بوليو من إرسال المشاة لإنقاذ رجاله،
وبذلك سقطت مدينة ميلان العظمى في قبضة نابليون. وتلا تلك الموقعة العظيمة تلك الموقعة الدموية التي حدثت في «آركول»، ومثلها في «ريفولي»، وتسليم مدينة «مانتوا»، وكذلك أصبحت إيطاليا تحت أقدام شابٍّ لم يتجاوز الثامنة والعشرين.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
5-معاهدة كامبو فورميو سنة١٧٩٧:
بعد أن اخترق نابليون جبال الألب وهو يطارد الأرشيدوق شارل قدم بجيشه إلى ﭬﻴﻨﺎ، ولكنه وجد مؤخرة جيشه يهددها جنود «التيرول» و«بوهيميا»، فرأى أن يعقد صلحًا، ثم عاد إلى فنيس وأدال حكومتها القائمة.
كانت تلك المدينة فداء للنمسا وكفَّارة عن ذنوبها في كل حين. نزل نابليون بها فسلبها ما كان فيها من تماثيل الخيل البرونزية التي نُصبت في كنيسة سَنت مارك، كما أخذ منها كل ما كان عليها من حلي الذهب وغيره. أغرق أسطولها وشتَّت مراكبها، وبذلك سقطت عروس الأدرياتيك في قبضة نابليون بونابارت، ومما يروى عن دوق فنيسيا الأخير أنه سقط مغشيًّا عليه حين لفظ يمين الخروج من طاعة إمبراطور النمسا. ثم انتهت هذه الحرب بمعاهدة كامبو فورميو بين فرنسا والنمسا، نالت فرنسا بها الأراضي الواطئة النمسوية والجانب الأيسر من نهر الرين وجزائر أيونيان ومقاطعات (ميلان) و(مانتوا)، وهذه جُعلت جمهورية تُدعى جمهورية السيسالب.