قصص رعب وبيت مهجور
بيتنا الذى أصبح مهجوراً تقريباً بعد وفاة جدتي على الرغم من أن عمتي كانت تعيش فيه حتى وفاتها ، إلا أن الجميع أتفقوا على أن هذا البيت أصبح مخيف و موحش و لا أحد يطيق البقاء فيه ولو ليوم واحد ، أما أنا فكنت أرى فيه مكان هادئ أهرب إليه من حين إلى أخر فلا أحد هناك سوى عمتي و قطتها التي تخاف الفئران ،كم كنت أكرهها لذلك جعلتها في النهاية تنال ما تستحق ، لكن بعد وفاة عمتي تغير كل شيء و لا اعرف لماذا ، ما عدت اذهب إلى هناك ، هل هو الخوف من الأشباح التي كانت تراها عمتي هناك و تروي لي عن معاناتها بسببهم ، أم ان هناك سبباً أخر ؟ و هذا ما أردت معرفته لذلك قررت السفر إلى هنا لقضاء عدة أيام داخل المنزل الذى أحببته في الماضي ، لكن ما قضيته هناك كان ليلة واحدة ، أجل إنها ليلة واحدة وكانت كافية كي أحمل أغراضي و أغادر ذلك المنزل ، فكيف يمكنني البقاء فيه بعد ما رأيت ؟ لقد عانيت الأمرين خلف جدران ذلك المنزل .
– أنا أسفة يا أبى على اتصالي بك في هذا الوقت المتأخر ، أردت فقط أخبارك بأنني الأن استقل سيارة أجرة و في طريقي إلى محطة القطار .
– أنت مجنونة أم ماذا ، أتعرفين كم الساعة الأن ، ما الذى دفعك لمغادرة المنزل في مثل هذا الوقت المتأخر ؟ بالتأكيد إنه الخوف ، لو أنك استمعت إلي من البداية و لم تسافري إلى هناك …..
– أرجوك يا أبى هذا ليس الوقت المناسب.
– عودي إلى البيت.
– لا يا أبى ، لن أعود إلى هناك مرة أخرى فلا تحاول معي ، أعرف أن الوقت متأخر لكن لو أنك رأيت ما رأيت و حدث معك ما حدث معي هناك لما ترددت أبداً في مغادرة المكان ، أنه مرعب جداً.
– تعقلي قليلاً يا أبنتي و عودي إلى المنزل إن الوقت متأخر جداً ، ربما تواجهين في الخارج ما هو أسوأ !.
– قلت من قبل لن أعود ، كما أنه ليس هناك ما هو أسوأ مما حدث معي في منزلنا المسكون هذا ، أنتظر سوف أخبرك بكل شيء كي تعرف صعوبة ما مررت به ،اقسم أنك لو كنت مكاني لتركت المنزل من الدقيقة الأولى .
– حسناً ، لكن كيف وجدتي سيارة تقللك إلى المحطة في هذا الوقت المتأخر و في بلدة ينام أهلها بمجرد أن تغيب الشمس ؟.
– لحسن حظي لقد وجدت هذه السيارة تقف على مسافة قريبة من المنزل .
و الأن دعني أقص عليك ما حدث معي ، في البداية عندما وصلت وقفت أمام باب بيتنا لدقائق أبحث عن مفتاحه داخل حقيبتي ، أثناء ذلك رأتني تلك الفتاة المتطفلة التي تسكن في المنزل المجاور ، أظنك تعرفها جيداً لأنها كانت تزور عمتي كثيراً ، فأمسكت بيدي وقالت لي :
– سوف تدخلين إلى هناك بمفردك ؟!.
– أجل ، و هل هناك ما يمنعني من فعل ذلك ؟.
– بالطبع هناك ما يمنع ، سكان المنزل .
– من ؟.
– سكان المنزل !.
– استمعي إلي يا صغيرة أنا متعبة ولا وقت لدي لاستمع إلى قصص الأشباح التي ترويها لك جدتك في الليل لكي تصابى بالخوف فتنامي أو تموتي ، فدعك من أمري و عودي إلى بيتك .