الشاب العبقري الذي أضاء العالم بفكره

الشاب العبقري الذي أضاء العالم بفكره

0 المراجعات

تبدأ القصة في منتصف ليلة ١٠ يوليو سنة ١٨٥٦م ولد الرجل الذي ساهم في إضاءة العالم و الذي ولد في قرية سميليان و التي تقع على المنطقة الحدودية بين النمسا و المجر و التي تقع حاليا في دولة كرواتيا ، ولد هذا الرجل في قريته أثناء عاصفة رعدية قوية  و لذلك لقب بطفل العاصفة .

طفولته الاستكشافية :-

عندما كان طفلا صغيرا كان محبا للطبيعة و استكشافها و كان صديقه المفضل هو حيوانه الاليف و هو قطه الصغير ، و في أثناء ليلة ممطرة و عندما كان يفرك ذلك الصبي فرو القط لاحظ وجود حزام متوهج للحظة من الزمن بسيط كالشرارة تظهر على فرو القط فذهب لوالده ليسأله عن ما رآه  و ليفسره له ، ليقول له والده ( إنها الكهرباء يا بني ) ، و كما قال لاحقا في مذكراته أن هذه التجربة التي مر بها و هو صغير كانت السبب في تغيير حياته و انبثاق ميوله الفكرية .

مرضه و هو صغير و رفض والده للدراسة و التعلم :-

و لكن تمر الايام ليصاب الطفل الصغير بداء الكوليرا عام ١٨٧٣م ، مما أثار الرعب في قلب والده و لكن الطفل لم يكن يفكر في مرضه أو حتى احتمالية تعرضه للموت بل كان ما يشغل تفكيره هو حبه للدراسة و بالتحديد دراسة علم الهندسة و القراءة عنه ليعبر عن ذلك الفكر و ذلك الحب لوالده و الذي كان في بادئ الأمر رافضا للفكرة خوفا على صحة ابنه و لكن اشترط عليه أن يتحسن ليجعله يذهب للدراسة و ليوافق على أن يجعله يذهب للدراسة بدلا من أن يجعله كاهنا مثله و وافق الاب عندما وجد أن حالته تحسنت في خلال ٩ اشهر فقط.

إخفاءه عن الخدمة العسكرية :-

و مع مرور الأيام يكبر الفتى كل يوم إلى أن يصل لسن يسمح له بتأدية الخدمة العسكرية و لكن جسده لم يكن حينها قد تحسن من توابع المرض بشكل كافي ، ليقرر والده أن يقوم بإخفاءه لكي يجعله بعيدا عن الخدمة العسكرية في ذلك الوقت فأرسله بعيدا إلى مناطق جبلية و معه مؤنه و طعامه لما يكفي ذلك الوقت و معه كتبه و في تلك الفترة وجد الكثير من الوقت للاستكشاف و التعلم و أن يبتكر بخيالاته أمور كثيرة استثنائية و كأنه يراها أمام عينه حقيقة ، و بعد انتهاء فترة الخدمة العسكرية عاد الفتى لبيته ليجد والده قد حصل له على منحة دراسية في جامعة (joanneum polytechnic).

حياته الجامعية و نبوغه و تفوقه الدراسي:-

التحق الفتى الشاب ببرامج الرياضيات و الهندسة ليحصد الدرجات القياسية و قام بتأسيس نادي ثقافي داخل الجامعة لينال اعجاب أساتذته ، و لكن كان مغرما و بشدة استاذه (jacob pösch) عن الكهرباء ، و في يوم من الايام وجد أمامه كتاب يحكي عن كيفية تحويل المحرك الكهربي إلى مولد كهربي و بالطبع بدأ هنا يظهر شغفه والاستطلاع و حبه لفهم كيف تعمل الاشياء و أخذ بقراءة و دراسة الكتاب حتى قرر أن يغير تخصصه ليبدأ في دراسة الهندسة و الميكانيكا ليبدأ دراسة المحرك بتفاصيله و كيفية عمله، ويحاول أن يجد صورة عمل افضل للمحرك الكهربي بحيث يصلح من عيوبه و يزيد من كفاءته.

من نبوغ و تفوق إلى السكر و لعب القمار:-

في احدى الليالي تنقلب حياة هذا الشاب المفكر المتفوق عندما دعاه أحد أصدقاءه ليجرب السهر معهم و تحدوه أن يكمل السعر و اللعب معهم في الحانات و من هنا يبدأ الفشل و ازداد حبه للقمار و السهر و الحانات و كثرة شرب الكحوليات مما تسبب في تراجع مستواه الدراسي و تركه للجامعة مع الوقت و لينفق كل أمواله والده على الحانات و السهر، و عندما سمع والده ذلك حاول أن يعيده و لكن رفض الشاب العودة مع أبيه ليعود الاب بدون ابنه إلى موطنه خائب الامل و حزينا على ابنه، و تمر الايام و تأتي مذكرة اعتقال للفتى الشاب لأنه لا يملك فترة إقامة في سويسرا فيبدأ ترحيله إلى بلده مرة أخرى و عندما عاد وجد أباه قد توفي و هو خائب الظن به و ينقطع الدعم المالي عن الشاب ليجد نفسه لا يستطيع اكمال دراسته بعدما أتته تلك الصفعة على وجهه.

 العودة من جديد في الطريق المستقيم:-

بعد موت والده تحول الشاب المميز المتفوق في دراسته إلى شاب عاطل عن العمل عليه أن يعيل نفسه و يعمل ليجد لقمة العيش في بودابست، إلى أن تأتيه فرصة السفر لأمريكا للعمل هناك و ذلك بعدما عمل في محطات توزيع خطوط الهواتف في بودابست ثم  باريس ليجد من يكتشف ذكاءه و فكره اللامع و أفكاره ويوجهه للعمل في امريكا.

بداية العبقري في امريكا:- 

ذهب الشاب للعمل في إحدى المصانع في أميركا و معه خطاب توصيه من باريس ليقابل به مدير المصنع وهو العالم ( توماس اديسون ) مخترع المصباح الكهربي ليتم تعينه في شركته (Edison Machine Works) ليعمل في تصميم و انشاء مرافق الكهرباء في نيويورك.

الخلاف و ترك العمل و تحديات جديدة:-

تمر الايام إلى أن يحدث خلاف بين توماس اديسون و بينه و يقرر أن يترك العمل، و قرر بعدها الفتى الشاب أن يعمل على أفكاره الخاصة و كانت الفكرة التي تدار داخل رأسه ليلا و نهارا هي ( التيار المتردد) بديلا (للتيار المستمر)  الذي كان يستخدم كثيرا ذلك الوقت، و تمر الايام لينجح الفتى الشاب في الحصول على براءات اختراع مسجلة بإسمه و لكن للاسف يتخلى شركاؤه عنه ليصبح فقيرا مرة أخرى فعمل بعد ذلك حفارا في الخنادق لكي يستطيع أن يعيل نفسه لفترة من حياته و ذلك حتى عام ١٨٨٧م و من ثم تعرف على رجلين جديدين في حياته و هما (الفريد براون ) و ( تشارلز بيك) ليعجبا هما الاثنين عبقريته و أفكاره ليبدأوا العمل معا و تأسيس شركة خاصة بهم هم الثلاثة ليجد المال طريقه إليه مرة أخرى ليصبح قادرا سنة ١٨٨٨م على إنشاء مختبره الخاص و ليعمل فيه على مشروعه الذي طالما استحوذ تفكيره و هو ( إنشاء أول محرك كهربي حثي ) ليعمل بالتيار المتردد.

نجاح فكرته و كراهية الآخرين لها:-

تم الاختراع ثم ذهب ليقدمه أمام المعهد الأمريكي للمهندسين في جامعة كولومبيا بنيويورك تلك المؤسسة المعروفة ب (IEEE)و يعتمد الاختراع الخاص به و ينال اعجاب المهندسين في المعهد و بإعترافهم ومميزاته عن محرك التيار المستمر و ليعجب به السيد (جورج ويستنج ) صاحب ( شركة ويستنج هاوس للكهرباء ) بينما كرهه كل العلماء الآخرين في ذلك الوقت و ذلك لأنه يضر بمصالحهم التجارية التي كانت تعتمد بشكل أساسي في ذلك الوقت على التيار المستمر ، و لكن تشجع ويستنج ليبدأ الاستثمار في افكار المخترع الشاب، و من هنا استطاع ذلك الشاب أن ينتصر على توماس اديسون و اتباعه بعدما تم عرض اختراعه في معرض شيكاغو سنة ١٨٩٣م لينتصران  معا بمزايا التيار المتردد على التيار المستمر،ثم قاما بالعمل معا و توسعت الاستثمارات في الشركة و اخذت الشركة بالازدهار بعدما قاموا بإضاءة انوار مدن كاملة عن طريق المولد الكهربي المائي الذي ينشأ التيار المتردد، و لكن للاسف تتراكم الديون على الشركة بسبب الرغبة المتوحشة و الطامعة في التوسع السريع ليحصل الانهيار البنكي في إحدى المدن مما دفع الناس كلها في استعادة أموالهم خوفهم من ضياعها و كان من كبار المقترضين هو السيد ويستنج لتكون نهاية الشركة و ينفصل الرجلان عن بعضهما البعض.

توديع حياة الأموال و العودة للعمل في المختبر حتى الممات:-

ذهب بطلنا بعدما قد صفى أرباحه تماما من الشركة ليحصل فقط فقط على مبلغ صغير مقابل براءة اختراعه، ليبدأ العمل وحيدا في مختبره الخاص بنيويورك و الذي توصل فيه بعدها إلى العديد من الأفكار و الاختراعات الأخرى مثل مصابيح النيون و محركات التيربو و ساهم في تطور أشعة x-ray و ايضا قام بإبتكار جهاز التحكم عن بعد (الريموت كونترول) سنة ١٨٩٨م ، و رغم حصوله على ١٤ براءة اختراع و براءة اختراع عن فكرة عمل الراديو في امريكا إلا أنه لم يحصل على جائزة نوبل للاسف الأمر الذي قتله عاطفيا و هجر مختبره بعدما اشتعلت فيه النيران ليقيم في إحدى الفنادق بعدما أفلس و مات في غرفته سنة ١٩٤٣م.

من هو ؟

الرجل الذي أضاء العالم و جعل العالم أجمع يعمل بفكرة التيار المتردد حتى اليوم و موجات الراديو و رغبته رغم كبر سنه أن يحصل على كهرباء تنتقل لاسلكيا رغم عدم صحة نظريته علميا إلا أنه لم يكف عن الحلم و التخيل و الرغبة بالابتكار بطل قصتنا هو العالم ( نيكولا تيسلا)

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

9

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة