الكائن الجبلي الغامض
الحلقة الأولى: أسطورة الجبال
في قرية صغيرة معزولة عن المدن تحيط بها جبال مرتفعة جدا ومخيفة، كان أهل القرية يتحدثون عن أسطورة قديمة تتعلق بكائن غامض يُعرف باسم "ظل الجبال". وفقًا للأسطورة، هذا الكائن كان يعيش في أعماق الجبال، وكان يُعتقد أنه روح انتقامية، تختار ضحاياها من بين أولئك الذين يجرؤون على الاقتراب من أراضيه. منذ سنوات عديدة، اختفى عدد من القرويين في تلك الجبال، ولم يُعثر عليهم أبدًا. كانت القصص تتداول حول الكائن الذي يسحب الناس إلى عالمه المظلم، حيث يعيشون في خوف دائم.
كان هناك شاب يُدعى علي، معروف بشجاعته وحبه للمغامرات. رغم تحذيرات الجميع، قرر علي أن يكتشف حقيقة "ظل الجبال". كان يستمع دائمًا إلى القصص التي تحكيها جدته، ولكنه لم يكن يصدقها. قرر أن يبدأ رحلته في أحد الأيام المشمسة، معبرًا عن شغفه بالاستكشاف.
عندما حان اليوم المنشود، حزم علي بعض المؤن وقرّر أن يبدأ رحلته. غادر قريته في الصباح الباكر، وهو يحمل في قلبه رغبة عارمة في معرفة الحقيقة. الطريق إلى الجبال كان مليئًا بالتحديات، ولكن علي كان مصممًا على الوصول إلى الكهف الذي يُعتقد أنه منزل الكائن.
تسلق الجبال ببطء، محاطًا بأصوات الطبيعة. بينما كان يقترب من الكهف، شعر ببرودة في الهواء، وكأن الجبال كانت تحذره. عندما وصل إلى المدخل، كان يشعر بتوتر يتسرب إلى قلبه، ولكنه لم يتراجع. كانت الهمسات الغامضة تملأ المكان، وكأنها تدعوه للدخول.
دخل علي الكهف بحذر، وبدأت جدرانه يخرج منها اضواء غريبة. مع كل خطوة، كانت همسات أكثر وضوحًا تتردد في أذنه، "مرحبًا بك في عالمي، يا علي". شعر بالخوف الشديد، ولكنه لم يستطع التراجع الآن. تقدم بحذر، وفي أعماق الكهف، ظهرت له أشكال غريبة.
وفجأة، ظهر الكائن من الظلام. كان كائنًا ضخمًا، مظلمًا، له عيون تتوهج كالنار. "أنت هنا لتواجه مخاوفك، أليس كذلك؟" قال الكائن بصوت رعدي. حاول علي أن يجيب، لكن الكلمات كانت تتعثر في حلقه.
"تذكر، كل من يدخل هنا يأتي باختياره. ما الذي تريد معرفته؟" سأل الظل.
تجمع الشجاعة في قلب علي، ورفع رأسه. "أريد أن أعرف لماذا تختطف الأرواح؟ ماذا حدث للقرويين الذين اختفوا؟"
ضحك الكائن بطريقة مرعبة. "ليس لي نية في اختطافهم، بل أقدم لهم القوة والخلود، لكنهم لا يدركون الثمن الذي يجب عليهم دفعه."
شعر علي بقلق، ولكنه تمسك برغبته في معرفة المزيد. "إذا كنت تقدم لهم القوة، فلماذا لا تعيدهم إلى قريتي؟"
"لأن القوة تأتي مع ثمنها. من يدخل هذا الكهف يجب أن يختار: القوة أو الخوف. والأكثر شجاعة هو من يقف ضد مخاوفه"، قال الكائن.
تجددت الهمسات في الكهف، وأحس علي بأن الظلام يحيط به أكثر. بدأ يظهر له صور من الماضي، لأشخاص اختفوا، وذكريات مؤلمة. أدرك أنه كان هناك الكثير من الأشخاص الذين عانوا في صمت، وأنهم لم يواجهوا مخاوفهم.
فجأة، بدأ يشعر بشيء غريب. كان لديه شعور عميق بأن الأمر لم ينته بعد. سأل علي "كيف يمكنني مساعدتهم؟" .
رد الكائن بصوت هادئ “لا يمكن لأحد مساعدتهم سوى أنفسهم. أنت هنا لتجد قوتك، ولكن عليك أولًا أن تواجه مخاوفك الشخصية”.
تردد علي في البداية، لكنه أدرك أن عليه مواجهة هذا التحدي. "إذا كنت تريدني أن أواجه مخاوفي، فسأفعل ذلك! سأخرج من هنا وسأساعد الآخرين."