قصة الانسه أزل ج٤ الاخير
فابتسمت قائلة
صحيح أني لن أنسى چرحك ذاك وصحيح أنه ابكاني كثيرا وجعلني انظر إلى مرآتي في اليوم عشرات المرات
لكن بالمقابل.. النفس تميل لمن يستثنيها
لا أنسى استثناءاتك لي نظراتك واهتمامك حنية قلبك المتعجرف
و صبرك علي شهورا طويلة ومحاولاتك
شعرت پالدم يسري في عروقي وقلت هل هذا يعني انك موافقة ؟؟؟
فأجابت وهي ترفع حاجبها الأيسر لا من اخبرك إني لن أنسى قط …
قلت لها لكن يا ازل أنا احببتك والله
و قد كان وجهها محمرا جدا تبدو وكأنها حبة طماطم وقالت لكن يا علي … أنا موافقة !
لن أنسى عظمة تلك اللحظة بالنسبة لي رهبة أن تكون ملكي في آخر المطاف ..
أن لا تضيع كل تلك الاتعاب..
أن لم أسر في طريق غير طريقي..
لك الحمد يا الله..
ثم
تقدمت لطلب يدها من الرجل الذي رباها قلت له أني أريد جميلتك الاميرة ازل لتكمل جميلتي كملكة
أعلننا خطبتنا الرسمية وسط انبهار الجميع ضحكنا معا على غروري في ذلك الموقف الذي وصفتها فيه بالقبيحة صراحة أصبحت ممتنا له فهو من جعلني ألتفت على جمال مكنون فيها
احتفلنا بالخطبة احتفالا بسيطا بالتفاصيل مليئا بالحب..
كانت المرة الأولى التي أراها بهذا القدر من الجمال ارتدت فيه ازل فستانا خمريا
وضعت كحلا يزين عينيها
و أحمر شفاه فقط وإكليل ورد وعطر راق يأسر الارواح
لطالما احببت بساطتها بل ان اكثر ما لفت انتباهي إليها أنها لم تحاول لفت انتباهي
ضحكت مع ازل من قلبي.. شعرت أني ولدت معها بقلب آخر عملنا معا في المستشفى تحدثت لها عن تلك العجوز التي عالجناها معا
خططنا لحفل الزفاف
المرتقب بعد شهور قصيرة.. أسمينا أطفالنا الذين لم يولدوا بعد قررت أن أسمي ابنتي ازل أريدها كوالدتها اسما ومسمى !
فلهذا الإسم معنى الدوام الذي لا بدء له وكذلك كان حبي..
عشت أجمل أيام عمري معها حلمت بها كعروستي وشكرت الله على عطيته السماوية ذي و ما لبثنا مع بعضنا شهرا.
حتى شعرت بتغيرها
معي لم تعد سعيدة بحضوري كما كانت لم تعد ذاتها تلك الجورية المتفتحة منذ الازل
لم تعد تعمل كثيرا وحين تأتي للمستشفى.. تتجاهلني !
حاولت فهم الأمر منها سألت أهلها.. سألت صديقاتها.. ولكن عبثا أحاول
وقبل أن تخرج من المسشفى ذات يوم أتيت إليها وقلت
ازل حبيبتي ما بك ؟؟؟
هل بدر مني ما يجعلك هكذا ؟؟؟
هل اخطئت بحقك ؟؟؟
فقالت لا يا علي لا تفكر بهذه الطريقة
لكنني متعبة قليلا فأمسكتها وضممتها
إلى صدري وما ان فعلت حتى اجهشت بالبكاء وقالت أريد أن ننفصل !
مسحت المطر الغزير الذي جادت به عينيها هدأتها وضممتها إلي
لم اجادلها بشيء حاولت أن استوعبها فقط !
ضلت تبكي كثيرا كمن تبكي عن العمر كله.. وحين هدأت تحدثنا..
قالت لي آخر ما كنت أريد سماعه في عمري..
قالت انها مؤخرا اكتشفت إصابتها بسرطان شرس قد التهم اجزاء جسدها..
لم أستطع أن أقول شيئا فبعض الحزن لا يعبر عنه بغير دمع فلم أفعل سوى أن اشاركها البكاء
وبكيت كثيرا.. كدموع طفل.. كدموع فاقد ابن ككل الوجع في هذا العالم
حتى تغيرت الموازين..
و جلست ازل تواسيني
بدلا من العكس !!
و بالفعل ما مر شهر.
إلا وودعت فيه ازل إلى مثواها الأخير.. دفنت حلمي بها معها دفنت فستان الزفاف الذي لم ترتديه لي بعد
و دفنت ابنتي التي لم يكتب لها القدر أن تولد
لا اذكر اني بكيت بحياتي على شيء كما بكيت بعدها
رحلت ازل رحيلا مبكرا جدا.. وكأنها أقسمت أن لا تكون لي حتى و إن كانت
وكأنها أصرت أن تضل حسرتي
النهاية