حسرة على عصام
منذ نعومة اظافرى وانا قد فتحت عيناى على إبن خالتى
والذى كان يدرس بالجامعة ويسكن معنا فى نفس البيت ...
حينها كنت مازلت فى الرابعة عشر من عمرى .
كان يعيننى على شـرح اغلب المواد و بخاصة مادة الرياضيات
ولا اكذب إن قلت بــــل حببها لنفسى رغـم كرهى السابق لهذه المادة .
دائماً وهو يشرحها لا ينسى عادته كـل ساعة وبعد ان يرشف الشاى الذى يحـــرص على ان اعمله بيدى ...
يشعل سجارته وينفث بدخانها بعد اول نفس مباشرة علـى وجهى ...
كنت اعشق تلك الانفاس ومن بين ثناياها اتامل وجـهه الصبوح وارمـــق شاربه الكث بنظراتى …
وحينما ينزاح الستار الذى بيننا اجده سارحاً بخياله وعيناه مثبتتان على ….
و كنت افكر في تلك النظرات و احتار و احتار …
اكملت العام الدراسى واحرزت النحاح بتفوق ...
واما بخصوص مادة الرياضيات فقد احرزت الدرجة الكاملة .
كان عصام اكثر الناس فرحاً بنجاحى ... بـل لا اكذب إن قلـت اكثر فرحاً مـنى انـا
لهذا دعانى للتنزه فى حديقه مجاوره إحتفالاً بما حققت من نجاح ...
ذهبنا هناك وجلس بجوارى وصارحنى
نعم صارحنى بما كنت احسه من نظراته .
طرت فرحاً و رقصت روحى و لمعت عيناى ...
لست لأننى احببته بل لأنى اتنفسه عشقاً
اعشق كل شئ فيه قلبه و روحه
انه نبض قلبى و فرحة عيونى
وقد كان
واتفقنا بأن يخطبنى مباشرة بـــــــعد عودته من الإجازة ...
وان تأتى معه والدته خالتى حبيبتى وتطلبنى من اختها .
فقد كن يحببن بعضهن لدرجة ان البعض كان يعتقد انهن تؤام ...
بالفعل عند عودتـه جاءت معه خالتى ...
وتمت خطبتى لعصام ابن خالتى
وعشت اجمل و اروع لحظات الفرحة التى تتمناها كــل فتاة .
و حلمنا كثيرا و رسمنا حياتنا سويا
فكم رشفنا انا وعصام خمراً اســـرى فينا خدراً لذيذ تقشعر له الابــدان وتسمو بــه الارواح
و إنتقلت للمرحلة التاليه و هى المرحله الثانوية ...
و ايضا اكمل عصام دراسته الجامعية وتخرج بمرتبة الشـــرف من الدرجة الاولى ...
و فرحت كثيرا لنجاحه و زادد حبى له يوما بعد يوم
ثم عمل بديوان الزكاة ومن ثم نقل للعمل فى الارياف البعيده عنى
و قد حزنت لبعده و تمنيت لو انه بالقرب منى
واصبحنا نتواصل عبر الجوال الذى اهدانى إياه فور قبضه لاول مرتب له .
كم حسبت النجوم وكم شهد إنبثاق الفجر من الليل ...
بعد حديثه الذى يشجى مسامعى ويخفق له قلبى .
و كم وكم من ليال مرت لم نشعر بساعاتها و نحن فى بحر الهوى
فجأة وانا فى قمة نشوتى ...
اصبـحت إتصالاته متقـــــطعة مـــن حين لآخر !!؟؟؟
تعجبت الامر كثيرا
فقد كان يحدثنى بشكل يومى ...
إلتمست له الاعذار لعلها المشـــغولية
او لعل شبكة الاتصالات سئية حسب ما كنت اسمع من الناس ...
او ربما . …
آهــــ
نسيت ان اخبركم ...
قبل إسبوع من إنقطاع الاتصال بيننا ...
كان اخــى الاكبر محمود قد فسخ خطبته من اخت عصام (سحر) .
و لم اعتقد ان شئ كهذا قد يكون له اى اثر على علاقتى بعصام
ولكن بعد إسبوع جاءت خالتى للعاصمة إلتماساً للعلاج ...
حدثتها والـدتى فـى امرى انــا وعصام ...
جاء ردها بارداً كاجساد الموتى .
عصام خطبنا له زميلته فى العمل ...
وقع الخبر على مسامعى كالرصــــــــــاص
ولم اصدق بأن عصام يضحى بحبنا لمثل هذه الاسباب وبهذه السهولة
كيف ؟؟؟ بالتأكيد غير صحيح
انها تقول ذلك و لكن عصام بالتأكيد لم يوافقها
إنتظرت المســـــاء على مضض وبآخر الليل تمكنت من الاتصال به ...
بعد ان القيت عليه السلام .
سألته هل بالفعل خطبت كما تقول خالتى !!!؟؟؟
جاءنى رده بتثاقل كمن يجرج ساقيه للمغصلة !!!
لم اصدق اذنى فاعدت عليه السؤال نفسه ؟؟
جاءنى رده كالذنوب التى تنؤى الجبال عن حملها ..........................................
نعم يا تماضر .
اغلقت الجوال
ومن ثم إنغلقت الدنيا فى وجهى ...
وبالقلب حسرة واغمضت عيناى
ولكن دمعة حارقة حفرت اخدوداً على خدى ....
ومازلت اتساءل !!؟؟
و اتساءل واتساءل