مفارقات شمس و شاى ناد
سمي نفسه شمس أو هكذا أطلق عليه أقرانه الصبية ..................
كان ينام في براميل النفايات التي يقتات منها هو والصبية
ولأنه أكبرهم سناً لهذا نصبوه رئيساً عليهم فهو يقودهم بنفسه منذ الصباح الباكر إلي براميل النفايات بالأحياء الراقية في تلك المدينة التي لا ترحم ولا يعرف ساكنيها الرحمة .
أشتهر شمس بالذكاء .. ظلت صورة تلك الرجل الضخم عالقة بذهنه ...
منتفخ الأوداج يفتح الباب ممسكاً بشعر والدته حين كان طفلاً ليدفعها فتنكب علي وجهها .
كانت مريم والدته برغم نحافتها تتمتع بجمال طاغ ...
أخرجي .........أخرجي
يا تافهة ... هي ليلة واحدة ..
هل نسيتي أنك مجرد خادمة في هذا القصر ....
أخرجي .. خرجت روحك .
تحسرت مريم على إبنها أكثر من نفسها ... فقتلتها الحسرة
فتركت وحيدها وحيداً في هذه الحياة ... فأصبح يقتات الاسي من نفايات الأثرياء
لاحظ شمس أن هناك فتاة تجلس علي البلكونة وتنظر إليه باشفاق وهي ترشف .... الشاي بالحلوي ... كعادة الأثرياء كل مساء ....
كان شمس يتمتع بلمسة جمالية على وجه ورثها عن أمه .
هذا الصباح إختلف كثيراً عن غيره ظل شمس جالساً ... شارد البال يتذكر مشهد والدته منكبة على الأرض وذلك الرجل ... ذو الأوداج المنتفخة ..... و ....... أخرجت عربتها من الجراح ثم ندهت عليه يا ... يا ولد .. يا ولد .... فجاة هزه راسه كأنه ينفض عنه غبار السنين ثم إلتفت ... أنا ... أنا . نعم أنت تعال دقيقة لو سمحت تحرك شمس بأتجاهها ووقف أمامها شامخاً كالجبل ... لو تكرمت ممكن تنظف السيارة .... لم تترك له حق الاختيار أو التفكير وألقت له المفتاح (هاك جيب صابونة وده الخرطوش في الشجرة) شمس في طريقه للبقالة لماذا لم أرفض طلبها هذا ... لا ... لا ... لا ... هذه البنت يظهر أنها طيبة ... ثم أنها ... بعد أن أنظف السيارة ستعطيني قدراً من المال ربما يعينني يوم أو يومين لا باس لنري ثم يعود ومعه الصابون ليجدها في إنتظاره هذا الجردل تفضل .
أخذ الخرطوش ورش السيارة ثم صب الماء على الجردل وبالفوطه بدأ يرغي الصابونة إنهمك في تنظيف السيارة ... غابت لحظات ثم هلّت وفي يدها صينية بها كوب مملؤ بالحليب وصحن به بعض الحلوي تفضل يا .... يا ....
أه ا قل لي اسمك منو؟
أنا ؟ ... نعم أنت وهل هنا غيرك ! يقولون أن اسمى شمس ...............
يقولون !؟
من هم ؟
الم يسمك أبيك ؟
قهقه أبي ؟؟ أبي ؟؟ أبي؟؟ أبي؟؟ أبي؟؟ أبي ؟؟ أبي ؟؟ أبي ؟؟ أبي ؟؟
أنت طيبة القلب ... مثلنا يظهر كالشيطان ثم يختفي ... نحن أنفسنا لا ندري من أين جئينا ؟؟؟؟ !!!!!
ولكن حسب معرفتي البسيطة ... أنتم سبب تعاستنا بشكل من الاشكال........... أثارت هذه الأجابة المفاجئة ... حب المعرفة في داخلها .
كانت دواخلها تنازعها في أن واصلي الحديث مع هذا الغريب كيف وصلت إلى هذا الراي فينا يا شمس ؟؟؟؟
سأحكي لك قصتي ... كل ما أذكره قبل خمسة عشر عاماً كانت والدتي تعمل خادمة مع رجل ما زالت صورته مطبوعة في ذهني ... ضخم الجثة ذو خدود منتفخة .......
لا أدري ما السبب ؟؟
لكنه طرد أمي ودفعها حتى سقطت على الارض كنت حينها في الرابعة من عمري بعدها بفترة ماتت أمي هذه قصتي ..... يا ...... يا ............
أنا شاهيناز .... دكتور صيدلي ....
هذه قصتي يا شاي ناد ......
شاهيناز وليس ...... شاي ناد ...
أصلو أسمك صعب عليّ.
مسحت دمعة سالت على خدها بمنديلها ...
ثم باغتته بسؤال ما هو رأيك أن تأتي كلما تري سيارتي واقفة لتنظفها ؟؟؟
(كويس) .... بعد أن تناول كوب الحليب وفرغ من تنظيف السيارة ... دست في يده وريقات نقدية حتى تشجعه على الحضور مرة أخري ....
أصبح شمس كل ما راي السيارة واقفة يأتي فينظفها .... أعجبها في شمس أنه أمين رغم فقره ويتقن عمله بأمانة ...
في أحدي المرات وبينما شمس ينظف السيارة ... وشاهيناز تراقبه من البلكونة .
وقفت بجوار الفيلا سيارة فارهة نزل منها رجل دخل الفيلا ....... لم يلحظ شمس من ذلك الرجل إلا .... طرف جلبابه ... وعطره الذي عبق عليه المكان .... أخذ يتلفت ... لكنه لم يري شيئاً .....
فواصل في تنظيف السيارة .... نزلت شاهيناز بعد أن سلمت على والدها ... ثم بعد فترة نزل والدها لتناول الغداء في فناء الحديقة .... بعد الغداء أخذ يستانس مع إبنته شاهيناز ....
ندهت شاهيناز على الخادمة جهزي الغداء لشمس ثم بعد هنيهة ندهت يا شمس تعال شيل غداك .... سألها والدها من شمس هذا ؟؟
بعد أن حكت لوالدها قصة شمس ... قفزت إلى ذهنه قصة مريم ..............
معقول آه ربما ..... لا ........ لا ........ لا ........ لا ........ لا ........
سرح بخياله بعيداً .
جاء شمس نعم شاي ناد ..... خذ الصينية أمسك الصينية من يدي الخادمة ووقع بصره على والد شاهيناز .... ضخم الجثة .... منتفخ الأوداج ....
فسقطت الصينية من بين يديه !؟!؟!؟!؟ !؟!؟!؟!؟ !؟!؟!؟!؟ !؟!؟!؟!؟!
وأختفي من جديد كالشيطان .