خطوات في الظلام وصراخ من الماضي: مصير كريم في البيت المسكون
في يوم من الأيام، كان فيه شاب اسمه كريم. كريم كان بيحب المغامرات، ودايماً بيدور على الحاجات اللي فيها إثارة وتشويق. شغفه بالقصص الغريبة والغامضة كان بيخليه يدور دايماً على الأماكن اللي الناس بتقول إنها مسكونة أو فيها حاجات غريبة. في يوم سمع عن بيت قديم مهجور في أطراف القرية. البيت ده الناس كلها بتقول عليه إنه مسكون وكل اللي بيدخله مابيرجعش تاني. الحكايات اللي بتتقال عن البيت ده كتير، بس أكتر حكاية كانت مرعبة هي إن أي حد يدخل البيت، بيختفي وبيتحول لشبح مسجون جواه.
كريم ماصدقش الكلام ده، وقال لنفسه: "كلام فاضي، مافيش حاجة اسمها جن ولا عفاريت. دي كلها أوهام الناس، وأنا هدخل وأثبت لهم إنهم غلطانين."
في ليلة مظلمة، قرر كريم إنه يروح للبيت ده. كانت السماء ملبدة بالغيوم، والجو مليان ريحة رطوبة وغبار. لما وصل للبيت، لقى الباب مفتوح ومخلوع كأنه مستنيه. دخل جوا البيت وهو حاسس بحاجة غريبة، كأن في حد بيتفرج عليه من الضلمة.
أول ما دخل، حس ببرودة غريبة بتسري في جسمه كأن روحه بتنسرق منه. الأرضية كانت خشبية ومتشققة، والحوائط كان عليها رسومات غريبة أشبه بتعاويذ قديمة. فجأة، سمع صوت خطوات جاية من الدور اللي فوق. قلبه دق بسرعة، لكنه حاول يثبت نفسه وقال: "ممكن يكون فأر ولا حاجة بسيطة."
طلع السلم بتردد، وكل خطوة كان بيحس إن السلم ممكن يقع بيه. السلم كان بيتحرك تحت رجليه كأنه مش ثابت. لما وصل للدور اللي فوق، لقى باب أوضة مقفول، لكن من تحت الباب كان فيه ضوء خافت بيخرج منه كأنه نور شمعة قديمة. فتح الباب ببطء، وكانت الريحة وحشة جداً، زي ريحة حاجة ميتة بقالها سنين.
شاف في النص جثة قديمة ملقاة على الأرض، الجثة دي كانت ملفوفة في قماش أصفر متآكل. كريم كان مش مصدق عينيه. قرب من الجثة، ولما لمسها، الجثة تحركت! في لحظة الرعب دي، الجثة قامت وقفل الباب وراها. كريم حس إن قلبه هيقف من الخوف. حاول يصرخ لكن الصوت ماطلعش، كان كأن حد كتم نفسه.
الجثة اللي قامت دي كانت ملامحها متآكلة، لكن اللي كان أغرب إنها بدأت تتغير وتتحول قدام عينيه. في لحظة، الجثة بقت شبح بني آدم كان شبهه بالضبط! الشبح بص لكريم بعينين كلها غضب وقال له بصوت مخيف: "انت بقيت واحد مننا، مافيش خروج من هنا. اللي يدخل هنا بيبقى جزء من لعنة البيت."
كريم حاول يهرب ويجري ناحية الباب، لكنه كان كل ما يقرب من الباب، الشبح يرجعه تاني للنقطة اللي بدأ منها. فضل يدور في الأوضة وكأنه محبوس في دايرة مفرغة، وفي كل مرة كان الشبح بيرجع له.
فجأة، كل حاجة سكتت، والبيت كله بقى ساكت. كريم لقى نفسه واقف في وسط الأوضة، لكنه كان حاسس إنه مش هو. لما بص في المرايا المكسورة اللي في الأوضة، شاف إن شكله اتغير وبقى شبح زي اللي شافه. كريم اتحول لشبح مسجون جوا البيت، زي كل اللي دخلوا قبله.
في الصباح، أهل القرية كانوا بيدوروا على كريم، لكنهم مالقيوش له أي أثر. الشائعات انتشرت بسرعة إن كريم دخل البيت المهجور ومارجعش تاني، وبقى واحد من الأرواح المسجونة جواه.
ومن اليوم ده، بقى البيت معروف أكتر بأنه بيت مسكون، وكل حد بيقرب منه بيسمع أصوات غريبة وصرخات بتطلع في نص الليل. وكل مرة حد يحاول يدخل البيت، بيختفي من غير أثر، ويزيد عدد الأرواح المسجونة جوا البيت اللي ماعداش عليه الزمن.