شبح القصر المهجور
في قصر قديم مهجور على قمة تل، كانت تنتشر أسرار غامضة، وهمسات خافتة، ورائحة رطوبة عتيقة. كان القصر يُعرف باسم "قصر الظلال"، وُصف بأنه مسكون بشبح امرأة شابة جميلة، تُعرف باسم "إيلينا".
كانت إيلينا، في حياتها السابقة، ابنة دوق غني وقوي، عاشت حياة فاخرة، لكنها كانت تُعاني من حب غير مُبادل من قبل شاب فقير. عندما رفض عائلتها زواجهما، أُجبرت إيلينا على الزواج من رجل ثري كبير في العمر، فأقدمت على الانتحار في غرفتها في القصر.
مع مرور السنين، انتشرت حكايات عن شبح إيلينا في القصر. كان الناس يُرددون أنهم رأوها تتجول في أروقة القصر في لباسها الأبيض الجميل، وأنهم سمعوا بكائها الحزين في منتصف الليل.
ذات يوم، وصل مُستكشف شجاع إلى القصر، أُطلق عليه اسم "ليون". كان ليون يُعرف بجرأته وشغفه بالأسرار الغامضة. أراد ليون كشف حقيقة شبح إيلينا وإثبات وجودها للجميع.
وصل ليون إلى القصر في ليلة مظلمة وعاصفة. كانت الرياح تُهز أشجار الحديقة العظيمة التي تُحيط بالقصر، وُتُصدر أصواتًا مُخيفة تُشبه أنين الأشباح.
دخل ليون القصر ببطء وحذر، مُسلحًا بمصباح قديم ومُزود بمادة فوسفورية تُضيء الظلام بضوء خافت. كان القصر غارقًا في الظلام، وُكانت الغبار تُغطي الأثاث والسجاد القديم.
بدأ ليون باستكشاف القصر غرفة غرفة، مُحاولًا العثور على أثر لشبح إيلينا. مر بأروقة واسعة وُغرف مُزينة بزخارف قديمة، وُوجد في كل مكان أثاث مُتهالك وُلوحات مُغطاة بالغبار.
في غرفة الضيافة الكبيرة، وجد ليون كتابًا قديمًا مُغلقًا بمُفتاح من الذهب. حاول فتح الكتاب، لكن لم يُفلح. فجأة، سمع صوتًا خافتًا يُردد اسمه.
"ليون... ليون..."
نظر ليون حول الغرفة بقلق، لكن لم يُلاحظ شيئًا. ثم سمع الصوت مرة أخرى، هذه المرة أقرب من قبل.
"ليون... ساعدني..."
أدرك ليون أن الصوت يُصدر من خلف اللوحة الكبيرة التي تُزين الجدار. حاول تحريك اللوحة، لكن لم تُتحرك.
فجأة، شعرت ليون بيد باردة تُمسك بيده. نظر إلى أسفل ورأى شبح إيلينا تُقف بجانب اللوحة. كانت تُرتدي فستانًا أبيضًا جميلًا، وُكانت عيونها تُعبر عن حزن عميق.
"ليون... ساعدني... أريد أن أُصبح حرة..."
تُحدث إيلينا ليون عن قصتها المُحزنة، وُعن حُبها غير المُبادل، وُعن انتحارها في القصر. أخبرته أنها تُريد أن تُصبح حرة من الظلام الذي يُحيط بها.
وَعَد ليون إيلينا بمساعدتها. أخبر إيلينا أن يُمكنه مساعدة روحها على الراحة من خلال إيجاد الحب الذي فقدته في حياتها.
بدأ ليون بالتفتيش في القصر عن أدلة تُساعد إيلينا على الراحة. وجد في غرفة النوم الخاصة بإيلينا صندوقًا مُغلقًا بمُفتاح من الذهب. حاول فتح الصندوق، لكن لم يُفلح.
فجأة، شعرت ليون بيد باردة تُمسك بيده مرة أخرى. نظر إلى أسفل ورأى شبح إيلينا تُقف بجانب الصندوق. أعطته إيلينا مُفتاحًا من الذهب وُأخبرته أن هذا المُفتاح يُمكنه فتح الصندوق.
فتح ليون الصندوق وُوجد داخله رسالة من الشاب الفقير الذي أحبته إيلينا. كانت الرسالة تُعبر عن حبه لإيلينا وُعن ألمه من فراقها.
أعطى ليون الرسالة إلى إيلينا. قراءة الرسالة أُسعدت إيلينا وأُخفت ألمها.
"شكرًا لك، ليون... أنت أُنقذتني من الظلام... أُصبح حرة أخيرًا..."
اختفت إيلينا فجأة، وُأُصبح القصر هادئًا وُمُريحًا.
غادر ليون القصر وُأُصبح يُعرف باسم "ليون منقذ الأشباح".
انتشرت قصة ليون وإيلينا في جميع أنحاء البلاد، وُأُصبح القصر يُعرف باسم "قصر الراحة"، وُأُصبح الناس يُؤمنون بأن الأشباح تُمكن أن تُجد الراحة وُالسعادة من خلال الحب وُالعطف.
