هل بيت الأشباح أساطير أم حقيقة

هل بيت الأشباح أساطير أم حقيقة

0 المراجعات

في قرية نائية تقع بين جبال شاهقة وغابات كثيفة، 

كان هناك منزل قديم معروف بين السكان المحليين باسم "بيت الأشباح". كانت الأساطير تروي أن هذا المنزل شهد العديد من الأحداث الغامضة والمخيفة على مر السنين، حتى أن البعض ادعى أنهم سمعوا أصواتًا غريبة وصرخات تأتي من داخله في ساعات الليل المتأخرة.

في أحد الأيام، قرر شاب يُدعى سليم، الذي كان يتمتع بشجاعة لا حدود لها وفضول لا يهدأ، أن يكشف حقيقة هذه الأساطير. كانت حياته رتيبة، يبحث دائمًا عن شيء يُشعل فيها الحماس والإثارة. وبعد سماعه الكثير من القصص عن "بيت الأشباح"، قرر أنه لن يصدق شيئًا حتى يرى بنفسه.

وصل سليم إلى القرية في وقت متأخر من المساء. الجو كان باردًا والضباب الكثيف كان يغطي كل شيء تقريبًا. وقف أمام المنزل مترددًا للحظة، لكنه جمع شجاعته ودخل. الباب القديم أصدر صوتًا حادًا عندما فتحه، وكأنما يعترض على دخوله.

كان الداخل مظلمًا بشكل مرعب، ولكن سليم أضاء مصباحه الصغير وبدأ في استكشاف الغرف. كان كل شيء مغطى بالغبار، والأثاث مهجور منذ عقود. بدأ يشعر برائحة عفن تفوح في الهواء، ورغم ذلك، لم يتراجع. كل غرفة دخلها كانت تبدو مثل الأخرى، لكن شعورًا غريبًا بدأ يتسلل إلى نفسه، شعور بأن هناك شيئًا ما يراقبه.

عندما وصل إلى الطابق العلوي، سمع صوتًا مكتومًا، وكأنما أحدهم يتحرك في الغرفة المجاورة. أخذ نفسًا عميقًا واتجه نحو الصوت. عندما اقترب، لاحظ أن الباب نصف مفتوح. دفع الباب برفق، ولكن عندما دخل، لم يجد شيئًا سوى غرفة فارغة. 

فجأة، انغلق الباب خلفه بقوة، وانطفأ مصباحه.

وجد سليم نفسه في ظلام دامس. حاول أن يجد الباب في العتمة، لكنه شعر بشيء بارد يلمس كتفه. توقف قلبه للحظة، وقبل أن يدرك ما يحدث، سمع صوتًا همسًا قريبًا من أذنه يقول: "لماذا أتيت؟"

تجمد الدم في عروق سليم، ولكنه تمالك نفسه وحاول أن يفتح الباب، لكن شيئًا ما كان يمنعه. شعر بأنفاس باردة على رقبته وصوت الهمس يتكرر. صرخ سليم: "من أنت؟!" ولكن لم يكن هناك رد سوى ضحكة مكتومة، كانت تتردد في أرجاء الغرفة.

بدأ يشعر بالخوف الحقيقي الآن. صوت الهمس والضحكات كانا يتصاعدان، كما لو كان هناك العديد من الكائنات حوله، يقتربون أكثر وأكثر. فجأة، شعر بيدٍ غير مرئية تُمسك بمعصمه بقوة. حاول سليم أن يحرر نفسه، لكن اليد كانت تزداد إحكامًا.

وفي تلك اللحظة، انفتح الباب بعنف وسقط سليم على الأرض خارج الغرفة. زحف بسرعة بعيدًا عن الباب، ورأى في الظلام ظلالًا تتحرك في الداخل، كانت تتشكل ثم تتلاشى. نهض وهو يلهث، وركض نحو السلم لينزل إلى الطابق السفلي.

عندما وصل إلى الطابق الأرضي، وجد أن الباب الرئيسي مفتوحٌ، وكأنما كان المنزل يطلب منه المغادرة. خرج سليم بسرعة من المنزل، ولم يتوقف حتى وصل إلى سيارته. عندما استدار ليلقي نظرة أخيرة على "بيت الأشباح"، رأى وجهًا شاحبًا يحدق به من إحدى النوافذ العلوية.

أدار المحرك وغادر القرية بسرعة. لم يتحدث سليم أبدًا عن تلك الليلة لأي شخص، ولكن منذ ذلك اليوم، كان يستيقظ في منتصف الليل مفزوعًا، مستمعًا إلى همسات وضحكات مكتومة تأتي من داخل عقله، تذكره دائمًا بأن بعض الأبواب لا ينبغي فتحها.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

3

مقالات مشابة