"عالم من الرعب: عندما فتح العالم البوابة إلى بُعد مجهول"
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، حيث تكسو الثلوج الأرض وتضفي على الليل رهبة وسكونًا، قرر الدكتور "يوسف"، عالم الفيزياء المشهور، أن يجري تجربة لطالما حلم بها. كان يوسف مولعًا بفكرة السفر عبر الزمن، وكان يؤمن بوجود تقنية قديمة نسيتها البشرية، قادرة على كسر قيود الزمن والعودة إلى الماضي أو القفز إلى المستقبل. قضى يوسف سنوات طويلة في البحث والتجريب، حتى وصل أخيرًا إلى اللحظة الحاسمة التي يمكن فيها اختبار نظرياته
البداية: التجربة الجريئة
في مختبره السري الواقع تحت منزله، كان كل شيء جاهزًا. أجهزة معقدة، أسلاك متشابكة، وضوء خافت ينبعث من أجهزة الحاسوب، جميعها تشير إلى أن هناك شيئًا كبيرًا على وشك الحدوث. وقف يوسف أمام جهازه العملاق الذي أطلق عليه اسم "بوابة الزمن". كان الجهاز يتكون من دائرة معدنية كبيرة تتوسطها مادة شديدة اللمعان تشبه الزئبق، تدور في دوامات مستمرة
نظر يوسف إلى الساعة، كانت تشير إلى الثالثة صباحًا. وقبل أن يبدأ، فكر لوهلة: "هل أنا حقًا مستعد لمواجهة ما قد يحدث؟" لكنه سرعان ما تجاهل تلك الأفكار، وضغط على الزر الأحمر الكبير الذي يفعّل الجهاز
اللحظة الحاسمة: الانتقال إلى الماضي
بدأ الجهاز في الاهتزاز، ثم فجأة انطلقت منه أشعة ضوء قوية أضاءت الغرفة بالكامل. شعر يوسف بجسده يتلاشى تدريجيًا، قبل أن يجد نفسه فجأة في مكان مختلف تمامًا. كان واقفًا وسط مدينة مهجورة. المباني متهدمة، والشوارع خالية، ولم يكن هناك صوت سوى الرياح التي تعصف بكل ما حولها
"أين أنا؟" تساءل يوسف وهو ينظر حوله في حالة من الذهول. بدأ يتحرك ببطء بين المباني المهجورة، محاولًا فهم ما يحدث. كانت المدينة غريبة، لا يشبه تصميمها أي مدينة يعرفها. كانت أشبه بمدن المستقبل التي طالما تخيلها في أفلام الخيال العلمي، ولكنها تبدو وكأنها تعرضت لكارثة مهولة
المواجهة: كائنات غامضة
بينما كان يسير ببطء، شعر يوسف بشيء يتحرك خلفه. استدار ببطء ليرى كائنات غريبة تخرج من بين الظلال. كانت أشكالهم مخيفة؛ أجسام طويلة ونحيلة بجلد رمادي لامع وعيون حمراء متوهجة. تردد يوسف في البداية، لكنه أدرك أن هذه الكائنات ليست ودودة
بدأت الكائنات تقترب منه ببطء، وأحاطت به من كل جانب. حاول يوسف التراجع، ولكن قدماه كانتا متجمدتين من الخوف. فجأة، شعر بألم حاد في رأسه، وكأن الكائنات كانت تحاول اختراق عقله. أصوات غريبة بدأت تتردد في رأسه، أصوات غير بشرية، كانت تحاول السيطرة على أفكاره
الهروب: العودة إلى الحاضر
بذل يوسف كل ما في وسعه للهرب، لكنه كان محاصرًا. فكر بسرعة، وتذكر أن لديه جهازًا صغيرًا يمكنه إعادة تنشيط بوابة الزمن، لكن عليه أولاً أن يجد مكانًا آمنًا لاستخدامه. بدأ يركض بأقصى سرعة نحو بناية قديمة كان يراها في الأفق. كانت تلك الكائنات تلاحقه بسرعة رهيبة، وكان يسمع صوت خطواتها تقترب منه بسرعة
عندما وصل إلى البناية، كان قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة الخوف. أغلق الباب خلفه بسرعة وحاول استعادة أنفاسه. وضع الجهاز على الأرض، وضغط على الزر مرة أخرى. بدأت البوابة تتشكل ببطء، ولكن فجأة، اقتحم الكائنات الباب واندفعت نحوه
في اللحظة الأخيرة، قبل أن تصل إليه الكائنات، قفز يوسف عبر البوابة وعاد إلى مختبره. سقط على الأرض منهكًا، وكاد قلبه يتوقف من شدة الرعب. نظر حوله ليتأكد أنه عاد بسلام، لكن الغرفة كانت مظلمة بشكل غريب، وكل شيء كان يبدو مختلفًا
النهاية: عالم جديد
بينما كان يوسف يحاول استيعاب ما حدث، أدرك أن هناك خطأ قد حدث. لم تكن تلك الكائنات مجرد مخلوقات فضائية أو كائنات من المستقبل، بل كانت شيئًا أفظع من ذلك. فجأة، سمع أصوات خطوات تقترب من خلفه مرة أخرى. استدار ببطء ليرى نفس الكائنات التي طاردته، لكن هذه المرة كانت في مختبره
أدرك يوسف أن التجربة التي أجراها لم تكن مجرد رحلة عبر الزمن، بل كانت فتحًا لبعد جديد، عالم مظلم تسكنه كائنات لا تنتمي لعالمنا. وبذلك، أصبح يوسف محاصرًا في هذا العالم الجديد، غير قادر على الهروب منه
كانت تلك الليلة بداية لنهاية يوسف. في هذا العالم الجديد، لم يكن هناك مكان للهروب أو للاختباء. لقد فتح الباب لعالم من الرعب لا يعرف حدودًا، وعليه الآن أن يواجه مصيره في هذا العالم المظلم الذي خلقه بيديه