لعبة مصعد من العالم الأخر
يحكي أن شاب يدعى آليكس ، أنه ذات مرة كان يبحث بمقاطع اليوتيوب عن مواقف مضحكة في المصاعد حول العالم ، وقد تابع العديد من المقاطع وشاهدها واستمتع بها حتى وجد أمام عينيه مقطع فيديو به محتوى عن لعبة المصعد الكورية.
انجذب آليكس لعنوان المقطع، ووجد رغبته أخيرا وحبه عن معرفة ولو شيء يسير عن العالم المظلم، فشاهد المقطع بتمعن وقام بتدوين كافة المعلومات والتعليمات التي جاءت به.
كان آليكس قد اتخذ قراره بأنه وأخيرا أتيحت له الفرصة بإلقاء نظرة عن عالم الجن، وبالفعل قام آليكس باختيار المبنى المناسب للشروع باللعبة، وقد كان المبنى عبارة عن فندقا يتألف من خمسة عشر طابقا، وعلى الرغم من عمارة الفندق بالنزلاء والعمال إلا أنه لم يجد بديلا غيره، وقرر أن يبدأ التجربة بالليل بعد ذهاب الجميع للنوم ورغبة في ألا يلاحظه أحد.
بدأ آليكس في تنفيذ التعليمات حرفيا، فتح باب المصعد تلقائيا في الطابق الخامس، ولكنه لم يجد أحدا في انتظاره كما كان بالفيديو الذي شاهده، يقول آليكس: “حينها فقدت الأمل كليا بالتجربة، والتي كما بدت لي تجربة فاشلة، لقد كانت مقلبا؛ ولكن بآخر لحظة لمحة الطفلة فائقة الجمال كما ذكر عنها، وقد أسرعت وصارت معي بالمصعد؛ لم أشعر إلا بالرعب والذعر بداخلي، حاولت جاهدا إخفاء مشاعري كما أنني تجنبت النظر إليها كليا، حاولت بكامل طاقتي أن أجعل المصعد ينزل للطابق الأول كما كانت التعليمات ولكني فشلت في ذلك، وصعد بنا المصعد للدور العاشر على الرغم من كل محاولاتي في الضغط على كل الأزرار ولكنها لم تستجب.
وصل بنا المصعد للدور العاشر وفتح من قبل نفسه، كانت بيدي حينها الورقة وقد كنت كتبت بها أرقام الطوابق بشكل معكوس، كنت أوقن حينها أن فرصتي بالنجاة ضعيفة وتكاد تكون معدومة، لم تستجب أزرار المصعد من جديد، ولم أستطع مقاومة فضولي فهممت بالسير خارج المصعد، وفي هذه اللحظة سمعت صوتا حادا يسألني أين تذهب؟! كنت أعلم حينها ضرورة الالتزام بعدم النظر للفتاة التي بالمصعد، ولكنني حينها كنت أشعر بأن إرادتي قد سلبت مني، فوجدت نفسي ألتفت إليها وأنظر رغما عني، لقد وجدت طفلة ترتدي ثوبا أسود اللون ومتسخا للغاية، كان شعرها طويل وغير مرتب نهائيا، وكان في صورة تربك أي أحد يشاهدها به.
علاوة على عينيها التي أمعنت النظر بهما فقد كانت عينيها شديدة الزرقة، كما أنه كانت هناك دموع سوداء تسيل منها، لها أنف مكسور وشفاه بيضاء للغاية، كانت تبدو كالميتة.
كما أنها كانت لا ترتدي شيئا بقدميها، أما عن أظافرها فكانت تبدو في أبشع صورة ممكنة، فقد كانت طويلة للغاية ومتسخة بقدر لا يمكن تحمله. أغلق باب المصعد فجأة، وسمعت أكثر ضحكة مترنحة وعالية قد سمعتها يوما بحياتي، صوت أصابني بالذعر بداخلي ولم أستطع بعده التحكم في أعصابي.
على الفور أصابتني نوبة من البكاء الهستيري، ولم تتجمد الدموع في عيني إلا عندما رأيت من بعيد وميضا، ركزت به وإذا هو نيران مشتعلة، وكلما ركزت أكثر كلما فجعت على كوارث، وجدت أناس مربوطة وتشتعل بها النيران، شممت رائحة أجسادهم المحترقة.
لقد كان مشهدا خرافيا لن أتمكن من نسيانه طوال حياتي، كنت أرى من بعيد المصعد فقررت أن آخذ محاولة أخرى لأنجو بحياتي وأتخلص من الأهوال التي أراها من حولي بكل مكان.
ضغطت على زر استدعاء المصعد، وبالفعل وصل المصعد وعندما فتح الباب وجدته مليء بجثث الموتى، جثث كانت فوق بعضها البعض، ضغطت على نفسي ووقفت وسط هذه الجثث بداخل المصعد، كررت الخطوات بشكل معكوس راجيا الخلاص من كل هذه الأهوال، وبالفعل شرع المصعد في النزول بي ولكنه كان بكل طابق يقف ويفتح الباب فأرى أمامي الطفلة ولكن بشكلها المخيف تحدق بعيني.
وأخيرا وصل بي المصعد للدور الأرضي، ومن الغريب أنني لم أجد به أحدا من الموظفين فلم أكترث لأي شيء غير أنني ركضت تجاه منزلي، ودخلت غرفة نومي وأوصدت الباب من خلفي.
جلست على سريري بعقر داري أرتجف من الخوف، ولا أجرؤ على إطفاء الأنوار من خلفي ولا إغماض عيني، وإذا بأحد يدق على زجاج النافذة الشفاف، لم أرى يد أحد ولكني كنت أسمع صوت الدقات بدقة بالغة.
وحتى اللحظة التي يكتب بها “آليكس” قصته كان يقول أن صوت ضحكات الطفلة لم يفارقه لا في نومه ولا يقظته، وصوت التعذيب لم يفارقه أيضا لا في نومه ولا في يقظته، ويجعل أمله الوحيد في نجاته حصوله على الموت بشكل عاجل غير آجل.