"أصداء الظلام: حكايات من وراء الحجاب"
في إحدى المدن القديمة، كان هناك قصر مهجور يُعرف باسم "قصر الأشباح". كان هذا القصر مكانًا محاطًا بالأساطير المخيفة، حيث يُقال إن الأرواح تسكن فيه منذ قرون. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، حيث يُعتقد أن كل من دخل القصر لم يخرج منه أبدًا.
كان هناك رجل يدعى سامر، مستهترًا وغير مبالٍ بالخرافات. كان يبحث دائمًا عن المغامرات والتحديات الجديدة، فقرر أن يدخل هذا القصر ويكشف ما إذا كانت هذه الأساطير صحيحة أم مجرد قصص خيالية. أصدقاؤه حاولوا منعه، لكنه كان مصممًا على الذهاب.
في ليلة حالكة السواد، توجه سامر إلى القصر. كان الباب الخشبي الكبير يصرخ تحت لمسة يده، وكأن القصر يرفض دخوله. مع كل خطوة يخطوها داخل القصر، كان يشعر أن الظلام يبتلعه، والأصوات الغامضة تبدأ بالهمس في أذنه.
بينما كان يتجول في القصر، وصل إلى غرفة كبيرة مليئة بالمرايا القديمة. كل مرآة كانت تعكس صورة مختلفة عنه، وكأنها تُظهر جوانب مخفية من روحه. فجأة، بدأت الصور تتحرك من تلقاء نفسها، وكأنها تحاول الخروج من المرايا. بدأت الأرضية تهتز والمرايا تتحطم واحدة تلو الأخرى، تطلق منها أرواحًا غاضبة تحيط بسامر.
حاول سامر الهروب، لكن الأبواب أُغلقت من تلقاء نفسها. وجد نفسه محاصرًا في الغرفة، والأرواح تقترب منه، تهمس بأصوات مرعبة تتحدث عن الألم والعذاب الذي عانت منه. بدأ يفقد وعيه تدريجيًا مع كل همسة، حتى سقط على الأرض مغشيًا عليه.
عندما استعاد وعيه، وجد نفسه في سريره في منزله. كان يعتقد أنه حلم، لكن شيئًا غريبًا كان يحدث. كلما نظر إلى المرآة في غرفته، رأى تلك الأرواح مجددًا، تراقبه من داخل المرآة. كان سامر يدرك الآن أن ما حدث لم يكن مجرد كابوس. أصبح القصر جزءًا منه، والأرواح التي كان يبحث عنها أصبحت الآن تلاحقه في كل مكان، ولم يعد بإمكانه التخلص منها أبدًا.
تحول سامر إلى شخص آخر، مهووس بالمرايا، يحطمها أينما وجدها، لكن دون جدوى. كان يرى الأرواح في كل مكان، وأصواتهم لم تتوقف عن الهمس في أذنه، حتى فقد عقله في النهاية. أصبحت قصته تحذيرًا لكل من يفكر في التحدي، وأصبح "قصر الأشباح" أكثر رعبًا مما كان عليه، حيث يُقال أن روح سامر انضمت إلى الأرواح الأخرى في القصر، تنتظر فريستها التالية.