الادغال المهجورة بالاشباح

الادغال المهجورة بالاشباح

0 المراجعات

في قرية صغيرة نائية تقع بين الجبال، كانت هناك أسطورة قديمة تحكي عن بيت مهجور في أطراف القرية. قيل إن هذا البيت كان ملكًا لرجل يُدعى "الشيخ راشد"، والذي كان معروفًا بقدرته على التعامل مع الجن والأرواح الشريرة. بعد وفاة الشيخ راشد في ظروف غامضة، بدأ الناس يلاحظون أمورًا غريبة تحدث في البيت: أضواء خافتة تُرى في الليل، أصوات غامضة تُسمع من الداخل، وحتى بعض الزائرين الذين جاؤوا لاستكشافه اختفوا دون أثر.

في إحدى الليالي الباردة، قرر "أحمد"، شاب من أهل القرية، أن يكشف سر البيت المهجور. كان أحمد شجاعًا ولا يؤمن بالأساطير، فجمع أدواته البسيطة وتوجه نحو البيت المهجور بعد غروب الشمس. عندما اقترب من البيت، شعر ببرودة غريبة تملأ الجو، وبرائحة عتيقة نفاذة. كان البيت مظلمًا، إلا من ضوء خافت ينبعث من نافذة مكسورة في الطابق العلوي.

دخل أحمد إلى البيت بحذر، وفي اللحظة التي وضع فيها قدمه على الأرض الخشبية القديمة، سمع صريرًا مخيفًا كأن الأرضية تشتكي من ثقله. استمر في التقدم، وكلما خطى خطوة شعر وكأنه ليس وحده. فتح الباب المؤدي إلى الطابق العلوي بحذر، وصعد الدرجات المتآكلة. عند وصوله للطابق العلوي، سمع صوت همسات مكتومة قادمة من أحد الغرف.

توجه أحمد نحو مصدر الصوت، وعندما دفع الباب ببطء، اكتشف أنه كان مفتوحًا قليلًا. دخل الغرفة ليجد شمعة مضاءة على طاولة في منتصف الغرفة، كانت تتراقص بلهيبها الهادئ. وفي لحظة واحدة، انطفأت الشمعة وعم الظلام الغرفة، فشعر أحمد برعشة تسري في جسده. بدأ قلبه ينبض بسرعة، وكانت الأنفاس تتسارع وكأنها تعلن عن اقتراب شيء مرعب.

بينما كان يحاول إشعال ضوء هاتفه ليرى ما حوله، سمع صوت ضحكة خافتة، ثم شعر بيد باردة تلمس كتفه. تجمد في مكانه، وعندما استدار ببطء لرؤية ما خلفه، رأى ظلًا مظلمًا يقف خلفه. لم يكن للظل وجه محدد، لكنه شعر بأن عينيه تحدقان فيه. حاول أحمد الصراخ لكن الصوت لم يخرج من حنجرته، وكأن الرعب قد شلّه تمامًا.

في تلك اللحظة، بدأ الظل يقترب منه ببطء، وكان يهمس بكلمات غير مفهومة. شعر أحمد بأنه يفقد الوعي تدريجيًا، وكل شيء حوله بدأ يتلاشى. وقبل أن يسقط على الأرض، سمع صوتًا داخليًا يقول له: "لن تخرج من هنا أبدًا".

عندما استيقظ أحمد، وجد نفسه ملقى في الغابة القريبة من البيت، وكانت الشمس قد أشرقت. حاول تذكر ما حدث، لكن كل ما يتذكره هو الظل والهمسات. عاد إلى القرية مرتجفًا، وعندما أخبر أهل القرية بما حدث، نصحه الجميع بعدم العودة إلى ذلك البيت أبدًا.

ومنذ ذلك اليوم، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من البيت المهجور مرة أخرى، وبقي سر الشيخ راشد والبيت لغزًا لم يحل، لكن الجميع كان يعلم أن هناك شيئًا مظلمًا يسكن هناك، ينتظر ضحية أخرى تجرؤ على التحدي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة