السماء تزيدها بالنجوم
كان الوقت مساءً، وكانت السماء تزينها النجوم المتلألئة التي تنعكس على سطح البحيرة الهادئة. في قرية صغيرة تقع على ضفاف البحيرة، عاش يوسف، شاب في مقتبل العمر. كان يوسف وحيدًا، يعيش في كوخ قديم ورثه عن جده. كان يمضي أيامه في الصيد ورعاية حديقة صغيرة خلف كوخه.
في يوم من الأيام، بينما كان يوسف يتجول في الغابة المحيطة بالبحيرة، سمع صوتًا غريبًا يأتي من بين الأشجار. تتبع الصوت بحذر حتى وصل إلى مكان يبدو أنه مهجور. وسط الأشجار الكثيفة، وجد بابًا حجريًا قديمًا نصف مغطى بالطحالب. بدافع الفضول، دفع الباب ببطء ووجده يؤدي إلى كهف مظلم.
دخل يوسف إلى الكهف، وكلما تقدم داخل الكهف، زادت برودة الهواء المحيط. في النهاية، وصل إلى قاعة واسعة تتوسطها بركة صغيرة ينبعث منها ضوء خافت. في وسط البركة، كان هناك حجر عجيب يضيء بضوء أزرق بارد. كان الحجر يشع قوة غامضة جذبته نحوه.
اقترب يوسف من الحجر ولمس سطحه الناعم. فجأة، شعر بقوة تسري في جسده، وأحس بتيار دافئ يتدفق في عروقه. في تلك اللحظة، سمع صوتًا هادئًا يقول: “لقد اخترتك لتكون حامي هذا المكان.”
ارتعب يوسف، لكنه شعر بالقوة تزداد داخله. سأل الصوت عن ماهية هذه المهمة، فأجابه الصوت: “هذه البركة تحتوي على ماء الحياة، ولها القدرة على شفاء أي جرح أو مرض. لكن القوة العظيمة تأتي بمسؤولية عظيمة. يجب أن تحمي هذا السر من الوقوع في الأيدي الخطأ.”
عاد يوسف إلى قريته، لكن حياته لم تعد كما كانت. أصبح يشعر بالقوة والحكمة تنبعث من داخله. كان يدرك أن عليه أن يستخدم هذه القوة بحذر. بدأت الناس في القرية تلاحظ التغيير في يوسف، وبدأت تشعر بالأمان عندما كان قريبًا.
لكن لم يكن الجميع سعيدًا. كان هناك رجل في القرية يدعى سالم، وكان طماعًا وحاقدًا. لاحظ التغيير في يوسف وأراد أن يعرف سره. بدأ يتعقبه ويحاول معرفة مصدر قوته.
في ليلة مظلمة، قرر سالم أن يتبع يوسف إلى الكهف. وعندما وصل، رأى الحجر المضيء في البركة وأدرك أنه مفتاح القوة التي يملكها يوسف. بدون تردد، قفز سالم إلى البركة محاولًا انتزاع الحجر.
لكن فجأة، تغير الضوء الأزرق البارد إلى نور ساطع أبيض، وسمع سالم الصوت نفسه الذي سمعه يوسف، لكنه كان غاضبًا هذه المرة. “لقد أتيت إلى هنا بدافع الطمع وليس لحماية هذا المكان. ستواجه العواقب.”
في لحظة، اختفى سالم في ضوء ساطع، ولم يُرَ مجددًا. عاد يوسف إلى الكهف ليجد البركة كما كانت، لكن الحجر أصبح أكثر بريقًا وكأن القوة ازدادت.
أصبح يوسف حامي القرية، مستخدمًا ماء الحياة لمساعدة أهل قريته. وأدرك أن القوة ليست في الحجر وحده، بل في النية الحسنة واستخدامها في الخير. وهكذا استمر في حماية السر، ليظل رمزًا للخير والحكمة في قريته.