"منزل الظلال: أسرار في الظلام"
أسرار في الظلام
الجزء الأول:
في قرية نائية تعاني من العزلة، حيث تعصف الرياح بالأشجار وتلتف الضباب حول المزارع، كان هناك منزل مهجور يعرف باسم "منزل الظلال". هذا المنزل، الذي بُني منذ قرون، كان يُحكى عنه قصص مرعبة بين سكان القرية. كان يقال إن كل من يدخل هذا المنزل لا يعود أبداً، وأن هناك شيئاً مظلماً يسكنه.
تدور الأسطورة حول المالك الأصلي للمنزل، رجل يدعى إدوارد كراوفورد، الذي كان معروفًا بتجارته في الأسرار المظلمة والقديمة. يُقال إنه حاول تحقيق الخلود عبر طقوس غامضة، لكن الأمور ساءت بشكل رهيب، مما جعل روحه محبوسة في المنزل. لم يكن أحد يعرف بالتأكيد ما حدث، ولكن القصة كانت تتحدث عن تعاويذ قديمة وأرواح شبحية ودماء.
في يوم خريفي ملبد بالغيوم، قررت مجموعة من الأصدقاء الشجعان اختبار الحقيقة وراء هذا المنزل. كانت المجموعة تتكون من نادر، وعادل، وسارة، وريم. كانوا جميعاً في أواخر العشرينات، وكانوا دائمًا يبحثون عن مغامرات جديدة. كانوا يجلسون في أحد المقاهي المحلية عندما عثروا على مقال قديم في كتاب يحتوي على قصص رعب محلية. كان المقال يتحدث عن "منزل الظلال" ويصفه بأنه مكان مليء بالأسرار المظلمة.
قرر الأصدقاء أن يتحدوا خوفهم ويكتشفوا حقيقة المنزل بأنفسهم. وصلوا إلى المنزل في وقت متأخر من بعد الظهر، حيث كانت الشمس تغرب وتغمر الأفق باللون البرتقالي الدامي. كان المنزل يبرز من بين الأشجار، بأبوابه المتشققة ونوافذه المكسورة، وكأنه يذرف عرق السنين. تجمدت الدماء في عروقهم عندما نظروا إلى المبنى المتداعي.
دفع نادر الباب المتهالك، وفتح بصوت صرير عالٍ، وكأن الباب كان ينادينا للعودة. دخلوا إلى الداخل، حيث كان الهواء باردًا ورطبًا، وكأن المكان نفسه كان يتنفس برعب. كانت الأرضيات الخشبية تصدر أصوات صرير مزعجة تحت أقدامهم، والأثاث القديم مغطى بطبقة كثيفة من الغبار. كانت كل غرفة تروي قصة من الماضي؛ صور قديمة على الجدران، أثاث متهالك، وقطع من الزينة المتساقطة.
في غرفة المعيشة الرئيسية، عثروا على أريكة قديمة وسجادة متهالكة. كانت هناك مكتبة تحتوي على كتب قديمة، بعضها كان ممزقًا أو متآكلًا. فتحوا بعض الكتب، ولكن الأوراق كانت متهالكة وممزقة، وكأنها قد تعرضت لعوامل الزمن بشكل غير عادي. حاولوا تجميع بعض الأدلة، ولكنها كانت غير واضحة.
ثم انتقلوا إلى غرفة الطعام، حيث وجدوا طاولة طويلة وكرسيين مكسورين. كانت هناك علب صغيرة مبعثرة على الطاولة، يبدو أنها لم تُلمس منذ سنوات عديدة. بينما كانوا يستعرضون محتويات العلب، لاحظت سارة شيئاً غريباً: ورقة ملقاة في أحد الزوايا. عندما فتحت الورقة، وجدت أن هناك رسومات مخيفة لأشكال غريبة وأشخاص مغطين بالدماء. الرسوم كانت تبدو وكأنها مروعة، وأثارت فيهم شعوراً عميقاً بالقلق.
بينما كانوا يناقشون محتوى الرسومات، سمعوا صوت صرير عالٍ قادمًا من الطابق العلوي. كان الصوت كأنه صرخات خفية تحذرهم من الاقتراب. تحركوا ببطء نحو الدرج القديم، الذي بدا وكأنه يئن تحت وطأة الزمن. كانت الخطوات صعبة، والأرضيات تصدر أصواتاً مزعجة مع كل خطوة.
عندما صعدوا إلى الطابق العلوي، وجدوا مجموعة من الأبواب المغلقة بإحكام. كانت الأبواب قديمة ومغبرة، وكأنها لم تُفتح منذ زمن بعيد. حاولوا فتح أحد الأبواب، وعندما أدخلوا المفتاح في القفل، انفجر الباب بصوت عالٍ وكأن شيئًا كان يحاول منعهم من الدخول. كانت الغرفة مظلمة ومليئة بالغبار، وأشعرتهم بشعور متزايد بالقلق.
في وسط الغرفة، كان هناك سرير مغطى بملاءات ممزقة. بجانب السرير، كانت هناك مرآة كبيرة مغطاة بغطاء قديم. اقتربوا من المرآة وأزالوا الغطاء. عندها، اكتشفوا أن الوجه الذي ينعكس في المرآة لم يكن وجه أي منهم، بل كان وجه شخص غريب مغطى بالدماء، وعيناه تجسدان رعبًا لا يوصف.
فجأة، شعرت سارة بشيء يشبه اليد الباردة تلمس كتفها، ونظرت خلفها لترى شخصًا غريبًا يرتدي زيًا قديمًا، وكان يحدق بها بعينين زجاجيتين مغطاة بدماء جافة. كانت الغرفة تهتز، والأضواء بدأت تومض بشكل غير منتظم، والأثاث بدأ يتناثر على الأرض.