الأميرة وجن المقابر
"الأميرة وجن المقابر"
في قديم الزمان، كانت هناك أميرة جميلة تُدعى ليلى، تعيش في قصر بعيد محاط بالغابات الكثيفة. كانت ليلى تعشق استكشاف الأماكن الغامضة، وكانت شجاعتها تفوق خيالها. كان في القصر غرفة سرية، لم يُسمح لأحد بدخولها سوى الملك. كانت تُروى القصص بين خدم القصر أن هذه الغرفة تحتوي على أسرار قديمة وسحر مظلم.
ذات ليلة، دفع الفضول ليلى لفتح الغرفة السرية. عثرت بداخلها على كتاب قديم مليء بالتعاويذ والرموز الغريبة. كان الكتاب يروي عن جن المقابر، كائنات مظلمة تسكن بين القبور وتنتظر اللحظة المناسبة للخروج.
لم تستطع ليلى مقاومة الرغبة في معرفة المزيد، فقامت بتلاوة إحدى التعاويذ بصوت منخفض. فجأة، اهتزت الأرض من تحتها وظهر أمامها دخان أسود كثيف. من بين الدخان، خرج كائن مخيف، طويل القامة بعيون حمراء متوهجة ووجه شاحب. كان ذلك جن المقابر، الذي سُجن في الكتاب لآلاف السنين.
قال الجن بصوت عميق ومخيف: “لقد حررتني يا أميرة، لكن ثمن حريتي هو روحك.”
شعرت ليلى بالرعب، لكنها حاولت التفاوض مع الجن. قال لها إنه سيمنحها ثلاث ليالٍ لتحقق له ثلاث مهام مستحيلة، وإذا فشلت في أي منها، سيأخذ روحها.
في الليلة الأولى، طلب منها الجن أن تجمع ألف شمعة مشتعلة من المقابر القديمة دون أن تنطفئ. شقت ليلى طريقها إلى المقابر، تتعثر بين القبور المهجورة، محاطة بالأرواح المعذبة. بقدرة خارقة، تمكنت من إضاءة الشموع وجمعها قبل بزوغ الفجر.
في الليلة الثانية، طلب الجن منها أن تجلب له ماء الحياة من بئر مهجور في أعماق الغابة، يحرسه وحش عملاق. قاتلت ليلى الوحش بشجاعة واستخدمت ذكاءها لتجاوز الفخاخ المحيطة بالبئر، وأحضرت الماء للجن.
في الليلة الثالثة، طلب الجن من ليلى أن تجد قلبها الذي أخفاه في مكان لا يعلمه أحد. أصابها اليأس، لكنها استجمعت شجاعتها وتوجهت إلى الغرفة السرية مرة أخرى. بداخلها، وجدت مرآة قديمة تعكس صورة قلبها، وعندما نظرت في المرآة، أدركت أن قلبها ليس في جسدها، بل في داخل الكتاب الذي بدأ كل شيء منه.
أخذت ليلى الكتاب وأعادته إلى مكانه، وقرأت التعويذة بالعكس، مما أدى إلى عودة الجن إلى سجنه الأبدي. أغلقت الغرفة السرية بإحكام، وأقسمت ألا تعود إليها أبدًا.
ومنذ تلك الليلة، تعلمت ليلى درسًا عظيمًا عن الفضول والخطر الذي يمكن أن يجلبه، وعاشت حياتها بحذر، دون أن تكشف سرها لأحد.