"صرخة من العالم الآخر"

"صرخة من العالم الآخر"

0 المراجعات

 

image about

تدور القصة حول "عمر"، شاب في أواخر العشرينيات يعيش في قرية صغيرة ومعزولة. بعد حادثة غريبة وقعت له بالقرب من مقبرة قديمة، تبدأ حياته بالتحول إلى كابوس حين يكتشف أنه مسكون من قبل "جن الظلام"، كيان شرير يسعى للانتقام من عالم البشر.

 البداية:

"عمر" شاب بسيط يعيش في قرية نائية محاطة بالغابات الكثيفة. هو معروف بفضوله وشغفه بالأساطير والقصص الشعبية عن الجن والشياطين. بعد وفاة والده في ظروف غامضة، يعيش مع والدته في منزل قديم يعود إلى أجيال سابقة من أسرته.

في إحدى الأمسيات، بعد أن غابت الشمس، قرر "عمر" أن يمر بجانب المقبرة القديمة التي لطالما حذره منها أهل القرية. كانت المقبرة مهجورة منذ سنوات، وتحيط بها الأشجار العالية التي تغطيها الأوراق الكثيفة، مما يجعلها مكانًا مظلمًا وموحشًا حتى في وضح النهار.

عندما اقترب من المقبرة، شعر بنسمة باردة تخترق جسده، وكأنها تأتي من داخل الأرض. في تلك اللحظة، سمع همسات خافتة بلغة غير مفهومة، كأنها تأتي من داخل رأسه، وشعر وكأن هناك من يراقبه من الظلال. بالرغم من خوفه المتزايد، قرر "عمر" التقدم إلى الداخل. كان المكان مظلماً بشكل غير طبيعي، وكأن الضوء يرفض الدخول إلى هذه البقعة.

بعد تلك الليلة، بدأت أشياء غريبة تحدث لـ"عمر". كان يسمع أصواتاً غريبة تهمس باسمه، ويرى ظلالاً تتحرك في زوايا عينيه عندما لا ينظر مباشرة إليها. شعر بأنفاس حارة تقترب من وجهه، ويد باردة تلمس كتفه في الظلام. أصبحت الأحلام المزعجة تطارده، وأحياناً يستيقظ في منتصف الليل على صوت صراخ أو بكاء.

في أحد الأحلام، وجد نفسه في نفس المقبرة، محاطًا بأرواح هائمة ومظلمة. كان يسمع صوت "جن الظلام" يتحدث إليه بلغة غريبة، ويطالبه بالعودة إلى المقبرة لإتمام شيء لم يكن يعرفه. كلما حاول "عمر" الابتعاد عن هذه الأحلام، كانت تتكرر بشكل أكثر وضوحاً وواقعية.

بدأت الأمور تتفاقم، وازدادت حدة الأحداث الغريبة التي تحدث لـ"عمر". في إحدى الليالي، بينما كان يحاول النوم، شعر بشيء يجلس على صدره ويمنعه من التنفس. حاول الصراخ، لكنه لم يتمكن من إصدار أي صوت. كان يشعر بوجود شيء ثقيل يضغط على جسده، وكأن هناك قوة خفية تحاول السيطرة عليه.

بدأ الجن في إظهار نفسه لـ"عمر" بشكل أوضح. في إحدى المرات، بينما كان جالسًا في غرفته، رأى شيئًا يتحرك في الزاوية. عندما نظر، رأى "جن الظلام" يقف هناك، مغطى بعباءة سوداء تمزقها الرياح، ووجهه يتغير باستمرار بين رجل عجوز وطفل صغير بملامح شيطانية. عيناه حمراء متوهجة مثل الجمر، وصوته عميق ومخيف، يتردد في الهواء كصدى مدوي.

بسبب خوفه المستمر، قرر "عمر" أن يلجأ إلى شيخ القرية للحصول على المساعدة. كان الشيخ معروفًا بقدرته على التعامل مع الجن والروحانيات. عندما سمع الشيخ بما يحدث، نصح "عمر" بأن يعود إلى المقبرة ويحاول التواصل مع "جن الظلام" لفهم ما يريده، لأنه كان من الواضح أن هذا الجن ليس كائنًا عاديًا.

في ليلة مظلمة بلا قمر، قرر "عمر" مواجهة مصيره وتوجه إلى المقبرة. الرياح كانت تعوي بشكل مخيف، والأشجار تحركت وكأنها تحاول منعه من التقدم. كان كل شيء حوله يبدو حيًا ومرعبًا، كأن الطبيعة نفسها تحاول أن تحذره.

عندما وصل إلى المقبرة، شعر بجو ثقيل ومخيف يغمر المكان. كانت الأشجار تحيط بالمقبرة كجدران سجن، وأصوات الغراب تملأ الأجواء. كانت المقبرة مظلمة بشكل غير طبيعي، وكأن الضوء لا يستطيع اختراق هذا المكان. كان "عمر" يشعر بالبرد يتسلل إلى عظامه، لكنه استمر في التقدم، متبعًا حدسه الذي قاده إلى قبر قديم، محاط بالحجارة المتناثرة والنقوش الغامضة.

فجأة، ظهر "جن الظلام" من الظلال المحيطة بالقبر. كان مظهره مرعبًا؛ جسده أسود كالحبر، عيناه تتوهجان بوهج أحمر مخيف، وأجنحته الضخمة تشبه أجنحة الخفافيش، تلتف حوله مثل عباءة مظلمة. كان وجهه يتغير باستمرار بين ملامح رجل عجوز بملامح مشوهة وطفل صغير بعيون واسعة وابتسامة خبيثة. كان صوته عميقًا ومخيفًا، وكأنه يأتي من أعماق الأرض، يتردد في الهواء كصدى مدوي.

بدأ "جن الظلام" بتلاوة طلاسم غامضة بلغة قديمة، كلماتها كأنها تنبض بالطاقة السوداء. مع كل كلمة، شعر "عمر" بألم شديد، وكأن النار تشتعل داخل جسده. كانت روحه تُسحب ببطء نحو الظلام، وكأنه يُجبر على مغادرة جسده والذهاب إلى عالم آخر.

بينما كان "عمر" على وشك الانهيار، وبدأ يشعر بأن النهاية قريبة، ظهر فجأة رجل غامض يرتدي عباءة سوداء. كان يبدو وكأنه خرج من بين الظلال، لكن حضوره كان قويًا لدرجة أنه أشعل النور في الظلام. كان الرجل يمتلك هالة من الضوء الأزرق حوله، وعيناه تلمعان بتوهج أخضر كعينين قطة في الليل.

وقف الرجل أمام "جن الظلام"، وبصوت ثابت وقوي، بدأ بتلاوة طلاسم معاكسة بلغة لم يسمعها "عمر" من قبل. كانت الكلمات مليئة بالطاقة النورانية، تتوهج باللون الأزرق الفاتح، وكلما تلا الرجل طلسمًا، تراجع "جن الظلام" خطوة إلى الوراء، وأطلق صرخات من الألم والغضب.

اشتعلت المعركة بين الرجل و"جن الظلام"، كانت الطلاسم المتبادلة بينهما تخلق دوامات من الطاقة النارية والمظلمة في الهواء. الأرض اهتزت تحت أقدامهم، والرياح تعالت بشكل جنوني، كما لو أن الطبيعة نفسها كانت تشارك في هذه المواجهة.

أخيرًا، بعد معركة طويلة وشرسة، استطاع الرجل الغامض أن يجبر "جن الظلام" على التراجع. أطلق الرجل آخر طلسم له، مما أدى إلى انفجار "جن الظلام" في وهج من النور الأسود، واختفى في الظلام، تاركًا خلفه صدى صرخاته في الهواء.

سقط "عمر" على الأرض، فاقدًا للوعي، وعندما استعاد وعيه، وجد نفسه وحيدًا في المقبرة، لا أثر للرجل الغامض أو "جن الظلام". كانت الأرض حوله متفحمة، وكأن النار قد اشتعلت فيها للتو. شعر "عمر" بتعب شديد، لكن في داخله كان يعلم أن الجن قد اختفى.

عاد "عمر" إلى منزله ببطء، وعندما دخل، وجد والدته جالسة على الأرض تبكي. كان جسده يرتجف، ووجهه شاحب، لكنه لم يستطع إخبارها بما حدث. كان يعرف أن ما مر به كان حقيقيًا، لكن في أعماقه، كان يشعر بأن "جن الظلام" قد يعود يومًا ما.

تمر الأيام، ويظل "عمر" يعيش في خوف دائم، ينتظر اللحظة التي قد يعود فيها "جن الظلام". يظل يتساءل عن هوية الرجل الغامض وما إذا كان سيعود لمساعدته مرة أخرى. هل كان هذا الرجل هو حامي من نوع ما؟ أم أنه مجرد كيان آخر من عالم الأرواح؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

21

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة