لعنة الكوخ المظلم
“ لعنة الكوخ المظلم ”
الجزء الاول
في ليلة مظلمة من ليالي الشتاء الباردة، كان "عمر" يسير على الطريق الريفي الذي يحيط به غابة كثيفة من جميع الجهات. كان يشعر بالقلق، لكنه لم يكن يعرف السبب. كان القمر محجوبًا خلف السحب الكثيفة، والرياح تعصف بالأشجار، مما جعل الظلال تبدو وكأنها تتحرك من حوله.
سمع عمر صوتًا قادمًا من بين الأشجار، صوتًا يشبه الهمس. تردد قليلاً، لكنه قرر متابعة الصوت. قادته قدماه إلى عمق الغابة، حيث وجد كوخًا قديمًا متهدمًا. بدا الكوخ مهجورًا منذ زمن بعيد، لكن الضوء الخافت كان ينبعث من نافذة صغيرة في أعلاه.
اقترب عمر بحذر وفتح الباب، كان الداخل مليئًا بالغبار والعناكب، والأثاث محطمًا. في الزاوية، كان هناك كرسي هزاز يتحرك ببطء رغم غياب الرياح في الداخل. ازداد قلقه، لكنه تقدم نحو مصدر الضوء، ووجد شمعة مشتعلة على طاولة قديمة.
بينما كان يتفحص الغرفة، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. عاد ينظر إلى الشمعة ليجدها قد انطفأت فجأة. بدأ يسمع صوت ضحكة خافتة، كانت تتردد في الغرفة. تساءل في نفسه من أين تأتي هذه الضحكة المخيفة.
بدأت الأبواب والنوافذ تغلق بقوة واحدة تلو الأخرى، وبدأت الأرض تهتز تحت قدميه. شعر أن شيئًا ما يراقبه من الظلال، لكنه لم يستطع رؤيته بوضوح. فجأة، شعر بيد باردة تمسك بكتفه. حاول الصراخ، لكن صوته خنق في حلقه.
استدار ببطء، ليجد نفسه وجهًا لوجه مع كيان غير مرئي، لكن كان يمكنه الشعور بوجوده بوضوح. كانت عينيه تخترقان الظلام، وكان هناك شعور رهيب بالخوف يسيطر على عمر. سمع الصوت مجددًا، هذه المرة كان أقرب وأكثر وضوحًا، يقول له “لقد كنت في انتظارك، منذ زمن طويل...”
لم يستطع عمر التحرك، كانت قدماه مثل الجذور التي غرست في الأرض. بدأ الظلام يلتهم كل شيء من حوله، وكأن الغرفة نفسها كانت تختفي في العدم. شعر أن الوقت يتوقف، وكل ما حوله أصبح غير موجود. في تلك اللحظة، أدرك عمر أنه لن يغادر هذا المكان أبدًا.
وفي الصباح، عندما وصلت الشرطة بعد تلقيها بلاغًا عن صراخ سمعه أحد المارة، وجدوا الكوخ فارغًا تمامًا. لكن، على الجدران المغطاة بالغبار، كان هناك كلمات محفورة بأظافر بشرية: "لن يخرج أحد من هنا...".