لعنة الكوخ المظلم الجزء الثاني
“ لعنة الكوخ المظلم ”
الجزء الثالث
بعد اختفاء المحقق سعيد وفريقه، أصبح الكوخ موضوعًا للكثير من الشائعات والخرافات بين أهل القرية. الناس باتوا يتجنبون الاقتراب منه، معتقدين أن هناك لعنة تسيطر على المكان. لكن رغم ذلك، كان هناك من لم يؤمن بهذه الخرافات، ومن بينهم الصحفي الشاب "يوسف"، الذي قرر التحقيق في القضية وكشف الحقيقة.
يوسف كان طموحًا ولا يخشى المخاطر، وكان يعتبر أن كل ما يُقال مجرد قصص خيالية تهدف إلى إثارة الخوف. جمع يوسف كل المعلومات المتاحة عن اختفاء عمر وسعيد، وقرر الذهاب إلى الكوخ بنفسه في إحدى الليالي المظلمة.
عندما وصل إلى الكوخ، شعر بشيء من التوتر، لكن إصراره على كشف الحقيقة كان أقوى من الخوف. بدأ يتفقد المكان، ووجد السرداب الذي اكتشفه سعيد وفريقه. نزل بحذر إلى السرداب، متوقعًا أن يجد أي دليل يساعده في كتابة تقريره.
لكن عند دخوله إلى السرداب، شعر أن الجو يزداد برودة، وأصبح الصوت الوحيد الذي يسمعه هو نبضات قلبه المتسارعة. وجد الكتاب القديم على الأرض في نفس المكان الذي وُجد فيه من قبل. رفعه وبدأ يتفحص صفحاته، لكن الكلمات كانت غير مفهومة، وكأنها مكتوبة بلغة قديمة.
بينما كان يتفحص الكتاب، بدأت شموع قديمة في السرداب تشتعل من تلقاء نفسها، وأصبح المكان يضيء بضوء خافت ومرعب. فجأة، ظهرت أمامه رؤى غامضة، شاهد فيها عمر وسعيد والفريق محبوسين في دوامة من الظلام. كانت وجوههم مشوهة، وعلامات الرعب بادية عليهم.
حاول يوسف الهروب، لكن الباب السرداب أغلق بعنف خلفه. بدأ يسمع همسات متعددة من كل زاوية في السرداب، تردد كلمات غير مفهومة، لكن رسالة واحدة كانت واضحة: "لن تعود كما أتيت".
في تلك اللحظة، سمع صوت خطى تقترب منه، ورأى ظلًا يتحرك ببطء في اتجاهه. كان الظل يتشكل ليصبح شبيهًا بإنسان، لكن وجهه كان مغطى بظلام دامس. لم يستطع يوسف التحرك، كان وكأن قوى خفية تمنعه من ذلك.
بدأ الظل يقترب أكثر، وعندما أصبح قريبًا بما يكفي، مد يده نحوه. شعر يوسف ببرودة شديدة، وكأن روحه تُسحب منه ببطء. حاول المقاومة، لكنه شعر بقوة غير مرئية تُحكم قبضتها عليه.
فجأة، بدأ الظلام يلتهم السرداب وكل شيء حوله، وسمع يوسف صرخات مدوية تأتي من العدم. كانت الأرض تهتز، والجدران تتحطم، وكأن المكان كله ينهار. في تلك اللحظة، اختفى كل شيء.
عندما عاد الهدوء، وظهرت فرق البحث مجددًا بعد اختفاء يوسف، وجدوا السرداب محطمًا بالكامل، والكتاب القديم ممزقًا إلى أجزاء متناثرة. لكن، لم يجدوا أي أثر ليوسف. كل ما تبقى كان كاميرته، التي كانت تسجل لحظاته الأخيرة.
عندما تم عرض الفيديو المسجل على الكاميرا، كانت الصورة مشوشة والأصوات غير واضحة، لكن في نهاية الفيديو، كان هناك مشهد غريب. ظهر يوسف وهو ينظر مباشرة إلى الكاميرا، وجهه كان مغطى بالظلام تمامًا، لكنه قال بصوت منخفض ومرعب: “الظلام يلتهم كل شيء... ولن يعود أحد أبدًا.”
ومنذ ذلك اليوم، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من الكوخ مجددًا، وأصبح المكان محاطًا بالغموض والخوف. بات يعتقد أن كل من يدخل هناك يصبح جزءًا من الظلام، ولا يعود أبدًا.