لوجه خلف القناع قصة رعب حقيقية
0 المراجعات
"الوجه خلف القناع"
في قرية نائية محاطة بالغابات الكثيفة، كان هناك احتفال سنوي قديم يقام كل خريف يسمى "ليلة الأقنعة". كان سكان القرية يرتدون أقنعة مزينة بزخارف غريبة ويجتمعون حول نار كبيرة في وسط الساحة الرئيسية. وكانوا يعتقدون أن هذه الأقنعة تحميهم من الأرواح الشريرة التي تسكن الغابة.
ذات ليلة، قررت فتاة صغيرة تُدعى "ليلى" أن تتحدى التحذيرات القديمة وتستكشف الغابة وحدها، مرتدية قناعًا ورثته عن جدتها. قالت لها الجدة دائمًا إن هذا القناع يجب ألا يُرتدى إلا في ليلة الأقنعة، وإلا سيستدعي "الوجه المخفي" الذي لا يظهر إلا عند النظر في المرآة.
عندما دخلت ليلى الغابة، بدأت تسمع همسات غامضة تتردد بين الأشجار. تجاهلت الأصوات ومضت قدمًا. لكنها شعرت فجأة بشيء غريب يحدث، وكأن القناع يضيق على وجهها. حاولت خلعه، لكن القناع كان متشبثًا بوجهها كأنه قطعة من جلدها.
رأت بركة ماء صغيرة على بعد خطوات منها، فتوجهت نحوها لتنظر في انعكاسها. عندما نظرت في الماء، لم ترَ وجهها بل رأت وجهًا غريبًا مليئًا بالجروح والعينين الحمراوين، كان يبتسم ابتسامة مميتة. فجأة، تحرك الوجه داخل الماء وكأنه على وشك الخروج من البركة.
شعرت ليلى بيد باردة تمسك بيدها من خلفها، فالتفتت ببطء لترى جسدًا بلا وجه يقف خلفها. وبدأت الأصوات الهمسات تتحول إلى صرخات مرعبة، وكان جسدها يتجمد تدريجيًا. حاولت الهروب، لكن الغابة أصبحت كمتاهة لا نهاية لها، وكلما جرت، كانت تقترب من البركة مجددًا.
في النهاية، عندما لم يعد هناك مفر، شعرت بشيء يسحبها نحو البركة، وانعكاس الوجه المخيف يقترب منها حتى تلاشى كل شيء في ظلام دامس. في صباح اليوم التالي، وجد سكان القرية قناعها ملقى بجانب البركة، لكن ليلى لم تُرَ مرة أخرى. ومنذ تلك الليلة، أصبحت الهمسات في الغابة أشد رعبًا، وتحذر من الاقتراب منها أو النظر في انعكاس الماء.
"الوجه خلف القناع - العودة من الظلام"