مقبرة السحرة الجزء الخامس
مقبرة السحرة
الجزء الخامس ولاخير
...... وعند الساعة التاسعة مساءا جاء عباس الى منزل صديقه خالد بدعوة منه إلى وجبة العشاء فوجده واقف عند الباب ينتظره فسلم عليه وهو مبتسماً قائلا : اهلا بك استاذ عباس مواعيدك ثابته دائما وهذا ما يعجبني فيك
ضحك عباس وقال : لقد تعلمنا الانضباط واحترام الوقت بفضل مدير الثانوية فأنت تعلم ان هذه الخصلة الوحيدة التي اخذناها منه
أدخل خالد صديقه عباس الى صالة حيث كان ينتظرهم مائدة العشاء فجلس خالد على طرفها وجلس عباس في الطرف الثاني المقابل له
بدأ خالد يأكل في صمت دون ان يتكلم وعباس منتبه الى ذلك وراح يراقبه بصمت وكأنه احس انه يخفي شيء عنه فسأله عباس قائلا : بماذا اخبرك الموظف الذي كان يريد لقاءك في مديرية التربية و هل هناك شيء جديد عنك ؟
توقف خالد عن الاكل ووضع ملعقة على حافة الصحن وأمسك منديل ورقي ومسح به فمه وقال : في الحقيقة انا من كان يريد لقاءه وليس هو وانا من إتصل به حتى أتحقق من أمر مهم وفعلا طلع شكي في محله فذلك الموظف هو واحد من أعز أصدقائي المخلصين وحينما قصدته في أمر بالغ الأهمية لم يردني خائباً واخبرني بكل شيء .
توقف عباس عن الأكل وتغيرت ملامح وجهه بعدما أحس ان نبرة صوت خالد لم تعد كما يعرفها حتى إبتسامته الهادئة لم تعد موجودة فساله قائلا : بماذا اخبرك ؟
أمسك خالد كاس ماء واخذ منه رشفة صغيرة ووضعه بهدوء ثم إلتفت اليه وقال : اخبرني ياصديقي أنك أنت من كان وراء نقلي إلى ثانوية في تلك الدائرة وقد فعلت ذاك حتى اظل دائما بقربك فانت تحبني اليس كذلك ؟
اةإرتعد وجه عباس لما أكتشف أن خالد قد عرف بما قد فعله به قبل عام فإبتسم إبتسامة مصطنعة وهو يرتجف وقال :صحيح صحيح فانا فعلت ذلك ياصديقي حتى تكون إلى جانبي وتخرج من جو الوحدة والانطواء التي تعيش فيها في هذه المدينة فقد فعلت ذاك لمصلحتك فأنا كنت أريد ان اخبرك بهذا لاحقا ولكن الظروف لم تسمح لي
ارجع خالد بظهره الى الخلف وقال : لالا ليس هذا هو السبب فأنا عرفت كل شيء ياصديقي
إنكمش وجه عباس وجحظت عيناه وقال بصوت متعلثم :
وماذا عرفت ؟
إبتسم خالد في وجهه إبتسامة الثقة وقال : لقد عرفت انك انت من كان يتعامل مع ذلك الساحر فقد كنت بالنسبة اليه تاجر الذي يسوق له بضاعته النجسة وانت من سلمته صورتي من الفيس بوك فقد كانت سميرة عاملة النظافة إبنته و هي الوسيطة الذي تتواصل ببنكم معه
وكانت تضع لك الرسائل في دفاتر خزانتك ولان سميرة مصابة بمرض عمى الالوان لحسن التطواني لم تكن تفرق بين الدفاتر الزرقاء التي تخصني ودفاترك الحمراء في خزانة فسقطت ذات يوم دفاتري الخزانة فاعتقدت انها لك ووضعت بداخلها رسالة فهي كانت تعتقد أنها دفاترك
وذلك اليوم الذي ذهبت معك للمقبرة لم تكن أنت تعرف ان الساحر قد دفن صورتي في تلك المقبرة وحينما إكتشفنا صورتي هنا بالصدفة إدعيت أنك انصدمت مثلي بالموضوع ولا علاقة لك به فيبدوا ان الساحر لم يخبرك انه قد دفن صورتي هناك
ولكنك نسيت شيء واحد يا صديقي فاثار بقع ورائحة صابون المطهر الذي إلتصقت رائحته بالصورة هو نفسه الصابون الذي تمسح به سميرة على مكاتب قاعة الأساتذة فلا شك ان رائحته قد إلتصقت بها عندما اخذت سميرة صورتي من دفاترك في الخزانة
ولم تنتبه أن يديها كانت مبللة بالصابون المعطر ولان الساحر قد وضع الصورة في قطعة القماش واغلق عليها بالقفل بقيت رائحة صابوت في صورتي اضافة الى اثر الصدى الذي كان على حافة قفل النحاسي و هذا يدل ان بضع قطرات من ماء الصابون قد بقيت عالقة به دون ان ينتبه
وحتى وجدتك ذلك اليوم امام الثانوية واخبرتني حينها ان أسمهان ماتت مع زوجها في الحادث كنت تدعي جاءت لانتظار اختك هناك فانا قد تحققت من الموظف الذي ذهبت اليه في مديرية التربية واخبرني ان اختك لا تعمل هناك
فقد كذبت علي وأنت لم تاتي للقاءها كما قلت بل كنت تتبعني وتراقبني من بعيد فقط كما اخبرك الساحر ان تراقبني حينما عرف اني وجدت صورتي في مقبرة فلماذا فعلت كل ذلك ياصديقي هل هو من اجل منصب رئيس القسم فقط ؟
راح عباس منحي رأسه في صمت وعلامة الصدمة تأكد تأكل جسده ثم رفع راسه وقال : لا ليس من أجل اي منصب ولكن هي تصفية حسابات قديمة بيني وبينك
خالد 😳😳😮😮🥺🥺