الرجل السفاح ذو المعطف الاسود
في أحد الأحياء النائية، حيث الأشجار الكثيفة تتشابك لتغلق على الطرق، كان هناك بيت قديم تُروى عنه الأساطير، فقد كان مهجورًا لسنوات طويلة. في هذا المنزل، تجمعت الذكريات المظلمة والأسرار المدفونة تحت طبقات من الغبار.
ذات مساء عاصف، انتقلت عائلة جديدة إلى هذا المنزل، عائلة كانت تبحث عن بداية جديدة. كان الأب أحمد، والأم ليلى، والابن سامر، وابنتها سارة. فرحت العائلة بانتقالها، على الرغم من الحديث المقلق الذي سمعوه عن هذا المنزل. فقد كانوا يظنون أن تلك القصص لا تعدو كونها مجرد خرافات.
في البداية، كان كل شيء على ما يرام. استمتعوا بتجديد المنزل وتجهيزه ليصبح مكانًا مريحًا للعيش. ولكن بعد بضعة أيام، بدأت الأمور تتغير. بدأت الأصوات الغريبة تتسلل إلى أذانهم في الليل، كأنها همسات مبهمة قادمة من الجدران.
بدأ سامر يشعر بوجود شخص ما يراقبه، وكان يسمع خطوات خفيفة تتبع خطواته في أرجاء المنزل. حتى سارة كانت تشعر بشيء غريب، حيث كانت ترى خيالات غير واضحة تتحرك في زوايا غرفتها. حاولوا تجاهل تلك الإشارات، معتقدين أنها مجرد خيال أو آثار الإرهاق.
وفي إحدى الليالي المظلمة، ضربت عاصفة قوية المنطقة. كانت الرياح تصفر عبر النوافذ، والأمطار تتساقط بغزارة. في تلك الأثناء، استيقظ أحمد ليكتشف أن هناك خطأ ما، فقد كانت الأضواء في المنزل تومض بشكل متقطع. حاول تشغيلها من جديد، لكنه لم ينجح. سمع أصوات غريبة تأتي من الطابق العلوي، فأخذ المصباح اليدوي وصعد للتحقق.
عندما وصل إلى الطابق العلوي، شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه. كانت الأبواب تتأرجح بفعل الرياح، وبدأ يلاحظ أن الأثاث قد تحرك من أماكنه. توجه إلى غرفة سامر، لكنه لم يجده هناك. كان السرير فارغًا، والنوافذ مفتوحة على مصراعيها.
ثم سمع صرخات. صرخات مكتومة تأتي من غرفة أخرى. ركض أحمد بسرعة نحو الصوت ليكتشف أن ليلى وسارة محبوسات داخل خزانة الملابس. كانت ليلى ترتجف، وسارة كانت تبكي بصمت. حاول أحمد فتح الخزانة، لكن الباب كان مغلقًا بإحكام.
في تلك اللحظة، شعر أحمد بوجود شخص آخر في الغرفة. التفت خلفه ليجد رجلاً ضخمًا يرتدي ملابس داكنة، وجهه مغطى بقناع. كانت عيون الرجل تتوهج بالشر. حاول أحمد أن يواجهه، لكنه كان يتعرقل بسبب رعبه. كان الرجل السفاح يحمل سكينًا لامعًا.
أحمد، رغم رعبه، حاول الدفاع عن عائلته. ولكنه كان عاجزًا أمام وحشية السفاح. السفاح ضربه بقوة، وسقط أحمد على الأرض، وكانت صرخاته تتعالى في أرجاء المنزل. السفاح لم يكن يرحم، بل كان يستمتع بكل لحظة من الرعب التي يسببها.
كانت اللحظات الأخيرة لعائلة أحمد مليئة بالذعر والألم. قتل السفاح أحمد، ثم انتقل إلى ليلى وسارة، حيث لم يكن لهما فرصة للهروب. لم تكن هناك أي فرصة للنجاة، فقد ترك السفاح آثار الدمار في كل زاوية من زوايا المنزل.
عندما انتهى من عمله، اختفى السفاح في الليل، تاركًا وراءه منزلاً مدمراً وعائلة قد فقدت حياتها.
لم يكتشف أحد ما حدث في ذلك البيت المخيف. وعاد المنزل إلى كونه مهجورًا، لكنه لم يعد مكانًا يكتسب الطابع العادي، بل أصبح رمزًا للرعب الذي لا يمحى من ذاكرة أي شخص يسمع عنه.
برأيك❓
من هو السفاح❗