جثة البيت الملعون
في ليلة شتوية مظلمة كان مروان قاعد مع يارا في قهوة صغيرة جنب الجامعة مروان كان بيحكي لها عن بيت مهجور شافه جنب بيتهم قال لها إن البيت ده محدش عايش فيه بقاله سنين وإن الجيران بيقولوا إنه "ملعون" ضحكت يارا وقالت "أكيد يا مروان ده كلام فاضي البيوت المهجورة دايمًا بتتقال عليها حكايات" رد مروان بابتسامة وقال "ممكن يكون عندك حق بس فيه حاجة مش مفهومة مبارح شفت نور طالع من الشباك والبيت ده المفروض مقفول بقاله سنين الجيران بيقولوا إن اللي بيخش جواه مش بيخرج تاني" يارا اتشدت للحكاية وقالت "طب إيه رأيك نروح نشوف الموضوع بنفسنا؟" مروان ضحك وقال "أنتي مجنونة بس تمام أنا معاك"
تاني يوم بالليل قرر مروان وياارا إنهم يروحوا البيت المهجور المكان حواليه كان ساكت بشكل غريب والجو برد جدًا بشكل غير عادي وقفوا قدام الباب القديم المكسور يارا سألت "مستعدين؟" مروان أخذ نفس عميق وقال "يلا بينا" دخلوا البيت بعد ما دفع مروان الباب اللي كان صوته مرعب المكان كان مليان غبار وكل حاجة كانت متهالكة فجأة سمعوا صوت خطوات فوقهم مروان بص ليارا وقال "أنتي سمعتي ده؟" يارا ردت بخوف "أيوة حد هنا" بدأوا يطلعوا السلم الخشبي اللي كان بيصدر أصوات مرعبة مع كل خطوة وصلوا للطابق التاني وهناك شافوا جثة ست عجوزة على الأرض بس الغريب إن الجثة كانت جديدة كأنها ميتة قريب على الرغم من إن البيت ده مهجور بقاله سنين
مروان كان عايز يهرب لكن يارا مسكت فيه وقالت "لازم نعرف إيه اللي بيحصل هنا" فجأة سمعوا صوت امرأة بتتكلم بصوت واطي "ليه دخلتوا هنا؟!" الصوت جاي من الجثة نفسها بس مفيش أي حركة مروان قال برعب "يارا لازم نمشي دلوقتي" يارا فضلت ثابتة وقالت "استنى فيه حاجة غريبة أنا حاسة إن الروح دي عايزة تقولنا حاجة" وقفت قدام الجثة وقالت "إنتي مين؟" الصوت رد وقال "أنا كنت ساكنة هنا والبيت ده كان لينا بس جوزي قتلني ودفنني في الحديقة روحي مش هترتاح إلا لما آخد حقي"
مروان كان مرعوب لكن فهم إنه لازم يساعد يارا سأل الروح "إيه اللي محتاجينه عشان تريحي؟" الروح قالت "عايزة حد يعرف الحقيقة ويواجه القاتل" فجأة ظهرت صورة على الحائط لمروان وعصام جارهم اللي دايمًا بيتجنب الكلام عن مراته اللي ماتت فهم مروان في اللحظة دي إن عصام هو اللي قتل مراته وإن روحها محبوسة في البيت
رجع مروان وياارا للبيت بسرعة مروان قرر إنه لازم يواجه عصام لكن بالطريقة الصح جمع معلومات عن وفاة مراته وعرف إن الشرطة كانت شاكة فيه لكن مفيش أدلة كافية قرروا يرجعوا للبيت تاني يدوروا على دليل لما رجعوا لقوا تحت السرير في الطابق التاني صندوق فيه مذكرات المرأة المقتولة كانت بتكتب عن الأيام الأخيرة ليها وكيف عصام كان بيخطط لقتلها لقوا الدليل اللي محتاجينه لكن قبل ما يمشوا حصلت حاجة غريبة النور اتقطع والبيت بدأ يهتز الروح ظهرت قدامهم بوضوح وقالت "شكراً دلوقتي أقدر أرتاح" لكن الباب اتقفل فجأة وظهر عصام في الظلام وقال "إنتو فاكرين إن الموضوع هيخلص بسهولة؟"
وقف مروان ويارا في الظلام وهم مرعوبين عصام كان واقف قدامهم بعينه مليانة شر مروان حاول يفتح الباب لكن كان مقفول بإحكام عصام قال بصوت مخيف "فاكرين إنكم هتهربوا؟ مفيش حد خرج من هنا حي" مروان حاول يتكلم بشجاعة وقال "إحنا عارفين الحقيقة وروح مراتك قالت لنا كل حاجة مش هتهرب" عصام ضحك ضحكة مجنونة وقال "الروح؟ أنا اللي حبستها هنا البيت ده سجني وسجنها حتى لو خرجتوا عمر الشرطة ما هتصرف" يارا بصت لمروان وقالت "مروان لازم نحرر الروح دي" في اللحظة دي فكر مروان بسرعة وقال "يارا فاكرة لما الروح قالت إنها مدفونة في الحديقة لازم نلاقي جثتها الحقيقية هي نقطة ضعف عصام" يارا وافقت وبدأوا يتحركوا بهدوء لكن عصام كان بيراقبهم من بعيد جريوا على الباب الخلفي وخرجوا للحديقة الأرض كانت مبلولة من المطر وبدأوا يحفروا فجأة لقوا عظام مدفونة تحتهم
الأرض اهتزت وصوت صرخات عالية جاية من البيت الروح ظهرت قدامهم بشكل أوضح وبصت لجثتها وقالت "أخيرًا لقيت راحتي" عصام جري عليهم لكن الروح وقفت قدامه وقالت "انت حبستني هنا بس دلوقتي أنا حرة" وفجأة الأرض فتحت تحت عصام ووقع في حفرة عميقة البيت كله بدأ ينهار مروان وياارا جريوا بسرعة على الباب وهم بيحاولوا يتفادوا سقوط الحجارة وصلوا للباب اللي كان مقفول لكنه اتفتح بسهولة خرجوا والبيت وقع بالكامل ودفن معاه عصام والجثة
بعد ما خرجوا مروان قال وهو متعب "إحنا لسه عايشين الموضوع خلص؟" يارا بصت له وقالت "البيت وقع والروح ارتاحت أعتقد إننا خلصنا" لكن فجأة سمعوا صوت ضحكة خافتة جاي من بعيد مروان بص حواليه وقال "سمعتي الصوت ده؟" يارا ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت "ممكن يكون شبحه لسه موجود البيوت دي دايمًا بتسيب أثر" رجعوا لبيوتهم لكن كانوا لسه مش متأكدين إذا كانوا فعلاً خلصوا من الرعب ولا إذا كان البيت الملعون لسه ليه تأثير عليهم حتى بعد انهياره
