قصة الأمير الصغير وكوكب الأمنيات
**"قصة الأمير الصغير وكوكب الأمنيات"**
في يومٍ من الأيام، عاش أمير صغير في كوكب بعيد، هذا الكوكب لم يكن كأي كوكب آخر، بل كان مليئًا بالأشجار المتلألئة، والسماء دائمًا مضيئة بالنجوم الساطعة. لكن على الرغم من جمال هذا المكان، كان الأمير يشعر بالوحدة.
الأمير الصغير كان يملك قدرة خاصة، حيث يمكنه زيارة كواكب أخرى عبر النجوم، وكان يذهب كل ليلة في مغامرة جديدة. ذات ليلة، قرر الأمير زيارة كوكب يعرفه القليلون، كوكب الأمنيات. يقال أن هذا الكوكب يحتوي على بئر سحرية تمنح أمنية واحدة لمن يطلبها بصدق.
انطلق الأمير الصغير في رحلته عبر النجوم حتى وصل إلى كوكب الأمنيات. هناك، قابل مخلوقًا غريبًا يشبه السلحفاة الضخمة، وكانت تعرف كل شيء عن هذا الكوكب. سأله الأمير: "كيف يمكنني الوصول إلى بئر الأمنيات؟"
ابتسمت السلحفاة وقالت: "الوصول إلى البئر ليس بالأمر السهل، عليك أن تجتاز ثلاثة اختبارات. إن نجحت في هذه الاختبارات، ستحصل على أمنيتك."
وافق الأمير بكل حماسة، وبدأت السلحفاة ترشده نحو الاختبار الأول.
**الاختبار الأول: اختبار الشجاعة**
قادته السلحفاة إلى وادٍ عميق مظلم. كان على الأمير أن يعبره وحده دون أي مساعدة. شعر بالخوف في البداية، لكن تذكر قصص الشجاعة التي كان يسمعها دائمًا. وضع الأمير قدمه الأولى على الجسر الخشبي المتهالك الذي يمتد عبر الوادي، ومع كل خطوة كان يزداد شجاعته حتى وصل إلى الجهة الأخرى بأمان.
**الاختبار الثاني: اختبار الحكمة**
بعد ذلك، أخذته السلحفاة إلى جبل عالٍ، في قمته كان هناك حكيم عجوز. جلس الأمير أمام الحكيم وقال: "أريد أن أصل إلى بئر الأمنيات."
ابتسم الحكيم وقال: "لكن عليك أن تجاوب على سؤالي أولاً. ما هو أثمن شيء في الكون؟"
فكر الأمير للحظة، ثم قال: "أثمن شيء هو الوقت، لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكننا استعادته." أومأ الحكيم برأسه وقال: "أنت محق، يمكنك متابعة رحلتك."
**الاختبار الثالث: اختبار القلب**
أخيرًا، أخذته السلحفاة إلى بئر الأمنيات، لكن قبل أن يقترب، ظهرت أمامه امرأة عجوز ضعيفة تطلب المساعدة. كان على الأمير أن يختار: هل يسعى وراء أمنيته أم يساعد العجوز؟
لم يتردد الأمير للحظة، وقرر أن يساعد العجوز، وقادها إلى مكان آمن بعيدًا عن البئر. حينما عاد إلى البئر، وجد أن السلحفاة العجوز قد تحولت إلى كائن مضيء وقالت له: "لقد اجتزت الاختبار الثالث، وهو اختبار القلب. الآن يمكنك الحصول على أمنيتك."
وقف الأمير أمام البئر، وأغمض عينيه، ثم قال بصوتٍ هادئ: "أتمنى أن يجد الجميع السعادة والراحة في قلوبهم."
وبعد أن طلب أمنيته، شعر الأمير بنور يغمره، وعاد إلى كوكبه الصغير، لكنه لم يعد يشعر بالوحدة بعد الآن. فقد أدرك أن السعادة ليست في مكان أو في أمنية، بل في القلب الطيب الذي يساعد الآخرين.
انتهت القصة، وأغمض "علي" عينيه ببطء وهو يتخيل نفسه في مغامرة مثل الأمير الصغير.