مقالات اخري بواسطة akramhassan
قصة رعب بعنوان مدينة الموتى

قصة رعب بعنوان مدينة الموتى

0 المراجعات

في إحدى الأرياف النائية، حيث كانت الطرق ملتوية ولا يزورها الكثير من الناس، كانت هناك مدينة صغيرة تُعرف بين سكان القرى المجاورة باسم "مدينة الموتى". لم يكن لهذا الاسم أي ذكر في الخرائط الحديثة، وكانت الحكايات عنها تتردد همسًا بين كبار السن الذين يحذرون الشباب من الاقتراب منها. تقول الأسطورة إن هذه المدينة كانت في يوم من الأيام تعج بالحياة، لكن حدثًا غامضًا قلب الأوضاع رأسًا على عقب وجعلها موطنًا للأرواح الضائعة الذي لم يثبت مالذي حدث هناك.

كان عمر شابًا يبلغ من العمر 28 عاما محبًا للمغامرة والاكتشاف، ولا يعترف بالخرافات والاساطير الذي تتردد بين بعض الناس عن هذه المدينة النائية “مدينة الموتى”. وفي إحدى الليالي، اجتمع مع أصدقائه في أحد المقاهي القروية. وبينما كانوا يتبادلون الأحاديث، سمعوا رجلًا عجوزًا يتحدث عن مدينة الموتى. قال الرجل العجوز بصوت متهدج: "من يدخلها لا يعود أبدًا... إنها ملعونة".

أثار الفضول عقل عمر، وقرر مع أصدقائه أن يذهبوا لاكتشاف المدينة في اليوم التالي. ضحكوا على الحكايات المرعبة وأكدوا لبعضهم البعض أن كل ذلك مجرد خرافات وقصص قديمة لتخويف الناس.

البداية:

في صباح اليوم التالي، انطلق عمر وأصدقاؤه نحو المدينة. كان الطريق طويلاً وموحشًا، وكلما اقتربوا من المدينة، بدأت الغيوم تتكاثف، والجو يزداد برودة. لم يكن هناك أي أثر للحياة في الطريق، بل كانت الأشجار ذات أغصان ملتوية كأنها تحاول أن تمسك بهم.

عند وصولهم إلى المدينة، بدت المنازل مهجورة، والأبواب والنوافذ متهالكة. كان هناك صمت مريب يخيم على المكان، ولا توجد أي حركة. على الرغم من أن الشمس كانت في السماء، إلا أن الضوء كان خافتًا، وكأن شيئًا ما يحجب ضوء النهار.

قرروا أن يتجولوا في أرجاء المدينة. كلما تقدموا أكثر، شعروا بوجود شيء غير طبيعي. الجو كان ثقيلًا بشكل غريب، وكأن هناك أنفاسًا تملأ المكان. لاحظ عمر أن أحد المنازل كان بابه مفتوحًا على مصراعيه، فاقترح على أصدقائه الدخول لاستكشافه.

داخل المنزل:

image about قصة رعب بعنوان مدينة الموتى

دخلوا المنزل بحذر. كان الظلام يسيطر على الداخل، ورائحة الرطوبة تعم المكان. كانت هناك صور قديمة معلقة على الجدران، لكنها كانت ممزقة أو متآكلة بفعل الزمن. بينما كانوا يتفقدون المكان، سمعوا صوت خطوات خفيفة تأتي من الطابق العلوي.

تجمد الجميع في مكانهم، ثم همس أحدهم: "هل سمعتم ذلك؟". أومأ الآخرون برؤوسهم. قرر عمر الصعود للتحقق من الصوت. صعدوا الدرج بخطوات ثقيلة، وكل خطوة كانت تبدو وكأنها صدى لأصوات غامضة.

عندما وصلوا إلى الطابق العلوي، وجدوا بابًا مغلقًا في نهاية الممر. كان هناك شيء غريب حول هذا الباب، وكأن قوة غير مرئية تحيط به. أصر عمر على فتحه، فمد يده ببطء نحو المقبض. فتح الباب ببطء، وما رأوه داخل الغرفة جمد الدم في عروقهم.

اللقاء المرعب:

image about قصة رعب بعنوان مدينة الموتى

في وسط الغرفة، كان هناك رجل يجلس على كرسي، وجهه مخفي تحت قبعة قديمة. كانت الغرفة مليئة بالدمى المتناثرة في كل مكان، بعضها مكسور والبعض الآخر بلا أعين. عندما اقتربوا أكثر، رفع الرجل رأسه ببطء، وكشف عن وجه شاحب وعينين فارغتين تحدقان في الفراغ.

بصوت منخفض ومخيف قال: "لقد كنتم في انتظاري". عند سماع تلك الكلمات، شعر عمر وأصدقاؤه برعشة تسري في أجسادهم. حاول أحدهم الهرب، لكن الباب انغلق بقوة خلفهم، وكأن شيئًا يمنعهم من الخروج.

بدأ الرجل في الضحك بشكل هستيري، وصوت ضحكاته كان يتردد في كل أرجاء المنزل. فجأة، بدأت الدمى تتحرك من تلقاء نفسها. كانت تقترب ببطء نحوهم، وتصدر أصواتًا مشوهة كأنها تتكلم بلغة غير مفهومة.

أدرك عمر أن الوضع أصبح خطيرًا، وحاول فتح الباب مرة أخرى بكل قوته. وفي لحظة، توقف الرجل عن الضحك وقال بصوت كئيب: "لا أحد يخرج من هنا حيًا". بدأت الغرفة تتحول من حولهم، الجدران كانت تبدو وكأنها تنبض بالحياة، وكأن المدينة بأكملها تحاول احتجازهم.

الهروب:

بإصرار وقوة لا يعلم من أين أتت، تمكن عمر من كسر الباب وصرخ لأصدقائه أن يتبعوه. ركضوا خارج المنزل بكل ما أوتوا من قوة، لكن الشوارع بدت وكأنها تتغير من حولهم. لم يعد الطريق الذي جاءوا منه موجودًا، وكأن المدينة تحاول التلاعب بهم.

بينما كانوا يركضون، بدأوا يسمعون أصوات همسات تلاحقهم من كل زاوية. كانت الأصوات تأتي من كل مكان، تهمس بأسمائهم وكأن الأرواح التي تسكن المدينة تعرفهم.

أخيرًا، وبعد ما بدا وكأنه ساعات من الركض المستمر، رأوا ضوء النهار يظهر في الأفق. اندفعوا نحو الضوء بكل قوتهم، وعندما عبروا الحدود الغامضة للمدينة، شعروا فجأة بالحرية.

النهاية:

عندما عادوا إلى القرية، لم يصدقهم أحد. كانت المدينة قد اختفت من الخريطة، وكأنها لم تكن موجودة أبدًا. إلا أن عمر وأصدقاؤه عرفوا الحقيقة. لقد كانت مدينة الموتى حقيقية، وهي ما زالت هناك، تنتظر زوارًا آخرين يجرؤون على دخولها.

لكنهم تعلموا درسًا لن ينسوه أبدًا: بعض الأماكن يجب أن تظل مهجورة، وبعض الأسرار يجب أن تبقى مخفية في طي النسيان.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة