العالم السفلي المضلم الجزء الثاني
العالم السفلي الجزء الثاني.
في لحظة تساؤله عن مصيره، تحركت الأرض تحت قدمي (احمد) ، وكأن شيئاً عميقاً بدأ يستيقظ. سمع أصواتاً تشبه الزئير تأتي من بعيد، ثم التفت إلى الرجل الغامض الذي بدأ يقترب منه بخطوات ثقيلة. قبل أن ينطق بكلمة، انقضت عليه يد ضخمة سوداء تخرج من الأرض، لكنها لم تؤذيه، بل أحاطت به كما لو كانت تحميه.
همس الرجل الغامض: “الاختيار قد بدأ، والظلال تعرف من تختار.”
بينما كان (احمد) يحاول فهم ما يجري، سمع صدى صوت داخل عقله، وكأنه صوت قديم يأتي من الماضي البعيد: “(احمد)، أنت لست مجرد ضيف هنا. روحك تحمل قوة قديمة، وقادر على قلب الموازين في هذا العالم السفلي. لكنك لن تستطيع أن تفعلها وحدك. عليك أن تجد 'المفتاح'.”
بدأ العالم حوله يتغير، وبدأت الأرض تتشقق، لتكشف عن أنفاق وممرات تؤدي إلى أماكن لا نهائية. كل ممر بدا كأنه يقود إلى وجهة مختلفة، ولكن لم يكن أي منها واضحاً. في تلك اللحظة، ظهر له خيال شبح امرأة بملامح غامضة، ذات عيون مشعة بلون الذهب.
قالت له بصوت رقيق لكنه قوي: “إذا أردت النجاة، يجب أن تثق في حدسك. المفتاح الذي تبحث عنه ليس شيئاً ماديًا. هو شيء عالق في أعماق روحك. عليك أن تواجه أعظم مخاوفك وأعظم رغباتك.”
شعر (احمد) بالضياع للحظات. ولكنه قرر أن يسأل: “من أنت؟ ولماذا تساعدينني؟”
ابتسمت المرأة الغامضة وقالت: “اسمي ليلى. كنت هنا قبلك بقرون، وكنت مختارة مثلك. لكنني فشلت في العثور على المفتاح. أريد مساعدتك لأنني أرى فيك فرصة للنجاح حيث فشلت أنا.”
أدرك (احمد ) أنه لا يملك خياراً سوى الثقة في تلك المرأة التي بدت وكأنها تعرف كل شيء عن هذا المكان الغريب. بدأ يسير باتجاه أحد الأنفاق الذي كان يشع بلون أحمر خافت، فيما كانت ليلى تمشي بجانبه، تهمس له بتحذيرات عن الأرواح الشريرة التي تملأ المكان.
كل خطوة كانت تقربه من قلب هذا العالم السفلي، وكلما تعمق أكثر، بدأت الحقائق تتكشف أمامه. اكتشف أن هذا المكان ليس مجرد عالم موازي، بل هو مركز كل الصراعات الروحية التي تحدث على الأرض. إنه موطن للأرواح الضائعة والمخلوقات التي تم نسيانها منذ العصور القديمة.
بعد رحلة طويلة مليئة بالمخاطر، وصل احمد إلى غرفة ضخمة، في وسطها صندوق حجري قديم. شعرت ليلى بالخوف، وقالت بصوت مرتجف: “هنا يكمن الاختبار الأخير. الصندوق يحتوي على المفتاح، ولكن لفتحه، عليك أن تتخلى عن شيء عزيز عليك.”
نظر احمد إلى الصندوق بحذر، وتساءل: “بي ماذا علي أن أضحي به؟”
أجابته ليلى: “روحك النقية. عليك أن تقرر ما إذا كنت ستبقى نقيًا وتترك هذا العالم يغرق في الظلام، أو أن تقبل القوة التي في داخلك، وتحمل عبء الظلام لتستعيد التوازن.”
في تلك اللحظة، وجد احمد نفسه أمام الاختيار الأصعب في حياته. هل سيقبل قوة الظلام لينقذ العالم السفلي ويعيد التوازن، أم سيرفض ويترك المصير يقرر؟