قصة العروسه اتشاكي
قصه مرعبه عن العروسه اتشاكي
في حي قديم من أحياء المدينة، كان هناك محل للألعاب يملكه رجل يُدعى العم حسن. كان المحل مشهورًا ببيع الدمى القديمة والمستعملة، حيث كان العم حسن يعيد ترميمها ويبيعها بأسعار منخفضة. كانت هناك دمية محددة في المحل، لفتت أنظار الجميع، وأصبح الجميع يتهامسون عنها لغرابتها. كانت هذه الدمية تُعرف بـ"عروسة اتشاكي".
كانت عروسه اتشاكي ترتدي فستانًا أحمر قانيًا، وتملك شعرًا بنيًا كثيفًا وعينين زجاجيتين تلمعان حتى في الظلام. وكان لها وجه مرعب بعض الشيء، بابتسامة ملتوية وعينين واسعتين تبدوان وكأنهما تراقبان الجميع. لسنوات، بقيت هذه الدمية على أحد الأرفف العليا في المحل، ولم يرغب أحد في شرائها. الناس كانوا يشعرون بشيء غريب بشأنها، وكأنها ليست دمية عادية.
ذات يوم، جاء طفل صغير يدعى ياسر مع والدته إلى المحل، وبينما كانت الأم مشغولة بشراء هدايا، رأى ياسر دمية اتشاكي ووقف مشدوهًا أمامها. كانت العروسة تبدو وكأنها تناديه، حتى أنه شعر بأن عينيها تتحركان ببطء نحوه. بجرأة، طلب ياسر من والدته شراء الدمية، لكن العم حسن تردد وحاول أن يُثنيه عن ذلك، قائلاً إن هذه الدمية قديمة جدًا، وربما لا تناسب الأطفال الصغار.
أصر ياسر على طلبه، وبعد محاولات عديدة وافق العم حسن على بيع الدمية بشرط أن يحتفظ ياسر بعناية شديدة بها. أخذ ياسر الدمية إلى منزله سعيدًا، ولكنه لم يكن يعلم أن حياته ستتغير إلى الأبد بعد تلك الليلة.
في تلك الليلة، وضع ياسر الدمية على رف بجانب سريره، وخلد للنوم. وفي منتصف الليل، سمع صوت همسات خافتة تأتي من الغرفة. استيقظ ونظر حوله، لكنه لم يرَ أحدًا. ظن أن الأمر مجرد وهم وعاد للنوم، لكن الهمسات تكررت، وكانت تأتي من اتجاه الدمية. شعر ياسر بالخوف، لكنه حاول تجاهل الأمر مجددًا.
في الليلة التالية، بدأ الأمر يزداد رعبًا، حيث استيقظ ياسر ليجد الدمية قد انتقلت من مكانها الأصلي إلى وسط الغرفة، رغم أنه متأكد من أنه وضعها بجوار السرير. شعر بقشعريرة تسري في جسده، وبدأ يتساءل كيف يمكن لدمية أن تتحرك من تلقاء نفسها. وفي تلك اللحظة، لمعت عينا الدمية بلون غريب وكأنها تحدق فيه مباشرة.
زاد الخوف في قلب ياسر، فحمل الدمية ووضعها في الخزانة وأغلق الباب بإحكام. لكنه سمع ضحكة خافتة، وكأنها تتسلل من بين جدران الخزانة، تتردد في الغرفة بهدوء. حاول ياسر النوم، لكن الضحكة لم تتوقف. وفي الصباح، قرر إخبار والدته بالأمر، لكنها لم تصدقه واعتقدت أن ما يحدث هو مجرد أوهام.
في الليلة الثالثة، عادت الأمور لتزداد سوءًا. حينما استيقظ ياسر في منتصف الليل، رأى شيئًا أغرب من الخيال. كانت الدمية جالسة على حافة سريره، وكانت عيناها تتحركان ببطء، وابتسامتها تزداد اتساعًا بشكل مريب. همست بصوت خافت، "أريد أن ألعب معك، يا ياسر."
صرخ ياسر محاولًا الهروب من الغرفة، لكن الباب كان مغلقًا وكأنه مُقفل من الخارج. حاول إضاءة الأنوار، لكنها لم تعمل. بدأ يشعر بالخوف الشديد، ولم يجد أمامه سوى زاوية الغرفة ليختبئ فيها. لكنه رأى الدمية تزحف ببطء على الأرض نحوه، مبتسمة بتلك الابتسامة الملتوية.
في تلك اللحظة، تمكن ياسر من جمع شجاعته وركض نحو الباب بكل قوته، وتمكن من فتحه أخيرًا. خرج مسرعًا إلى غرفة والدته، وأخبرها بما حدث وهو يرتجف. قررت الأم أن تتخلص من الدمية فورًا، فوضعتها في صندوق وأغلقته بإحكام، وخرجت بها من المنزل.
ذهبت الأم إلى العم حسن وأعادت له الدمية، وطلبت منه التخلص منها نهائيًا. أخبرها العم حسن أن الدمية بالفعل مسكونة بروح شريرة، وأنه حاول التخلص منها عدة مرات، لكنها كانت تعود إلى المحل في كل مرة بطريقة غير مفسرة. قرر العم حسن أخيرًا أن يأخذ الدمية إلى مكان بعيد ويدفنها هناك، آملاً أن تنتهي القصة إلى الأبد.
بعد بضعة أيام، عاد ياسر إلى حياته الطبيعية، لكنه ظل يشعر أحيانًا وكأن هناك من يراقبه من بعيد، وكأن عروسة اتشاكي لا تزال تتابعه حتى بعد التخلص منها.