الطائر الصغير الذي يريد أن يطير
الطائر الصغير الذي يريد أن يطير
في غابة الخضراء واسعة، عاشت عائلة طيور صغيرة في عشرة دافئة بين أغصان الشجرة عالية. كان هناك أربعة فراخ صغيرة، وكان أصغرهم يدعو "زاهي". كان زاهي يختلف عن إخوته؛ فقد كان ضعيفة قليلا، وكان يخاف من الطيران.
كل يوم، كانت أمامهم تعلمهم كيف يرفرفون بأجنحة و يطيرون من غصن إلى آخر، لكن زاهي كان يتردد ويشعر بالخوف من السقوط. كان يرى إخوته يحلقون في السماء، فيشعر بالحزن ويتساءل: “متى ستتمكن من الطيران مثلهم؟”
حاولت الأم طمأنته قائلة: "لا تقلق يا زاهي، كل شيء يأتي في وقته. فقط تحلى بالصبر والشجاعة".
لكن الأيام مرت، زاهي لا يزال خائفة من الطيران. قرر ذات يوم أن يذهب بعيدًا قليلا عن العش يفكر وحده. وبينما كان يمشي على أحد الأغصان، رأى فراشة جميلة ذات ألوان زاهية تحلق بالقرب منه. سألها بحزن: “كيف تستطيعين الطيران بسهولة وأنا لا أستطيع؟”
ابتسمت الفراشة وقالت: "عندما كانت يرقة، كانت زحف فقط، ولم أكن أعرف أنني اساطير يومًا ما. لكنني لم أفقد الأمل، وعندما جاء الوقت المناسب، فتحت أجنحته وحلقت في السماء. عليك أن تؤمن بنفسك يا زاهي".
شعر زاهي بالتشجيع لكنه لم يكن مؤكدًا بعد. وبينما كان ينظر إلى الفراشة وهي تبتعد، سمع صوتا خافت يطلب المساعدة. نظر إلى الأسفل، فوجد عصفوره صغيرة قد علق بين الأغصان ولم يستطع الخروج. كان يرفرف بجناحيه الصغيرين، لكنه لم يتمكن من تحرير نفسه.
تردد زاهي للحظة، لكنه شعر أنه يجب أن يساعد العصفور الصغير. أخذ نفسها عميقة، وبدأ يرفرف بجناحيه بكل قوته، شعر بالخوف في البداية، لكنه استمر حتى وجد نفسه يحلق في الهواء! لم يصدق الأمر، لكنه لم يتوقف، بل طار نحو العصفور الصغير وساعده في الخروج من بين الأغصان.
بعد أن أصبحا في أمان، قال العصفور الصغير: “شكرًا لك! لقد أنقذت اني! أنت طائر رائع!”
أدرك زاهي عندها أنه استطاع الطيران أخيرًا، وأن الخوف لم يكن سوى وهما في عقله. عاد إلى العش مسرعا وأخبر أمه وإخوته بما حدث. فرحت الأم به وقالت: "ألم أخبرك أن كل شيء يأتي في وقته؟ كنت تملك القوة في داخلك طوال الوقت، وكان عليك فقط أن تؤمن بها".
منذ ذلك اليوم، أصبح زاهي يحلق بكل سعادة في سماء الغابة، ولم يعد يخاف الطيران أبدًا. وهكذا تعلمت أن الشجاعة تأتي عندما نؤمن بأنفسنا، وأن الخوف لا يجب أن يمنعنا من تحقيق أحلامنا.
